اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أن استبعاد السلطات الإيرانية، حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الراحل روح الله الخميني، من الترشح لانتخابات مجلس الخبراء، الذي يختار المرشد الأعلى المقبل، يمثل ضربة "كبيرة للإصلاحيين" في البلاد، بحسب خبراء استطلعت آرائهم. وأشارت إلى أن مجلس صيانة الدستور، (وهو أعلى هيئة تشرف على الانتخابات)، رفض ترشح الخميني الابن للانتخابات المقررة في 26 فبراير المقبل، ووافق على ترشح الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي أدرج في قائمة المرشحين التي قدمها إلى وزارة الداخلية مساء أمس الإثنين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإيرانية، نقلا عن نائب وزير الداخلية حسين علي أميري. وأمس الإثنين، أعلن أحمد، نجل حسن الخميني عبر حسابه على "إنستجرام" أن "مجلس صيانة الدستور لم يتحقق بشكل كاف من الأهلية الدينية لوالده حسن الخميني (43 عاما) على الرغم من شهادات عشرات السلطات الدينية". ويعتبر مجلس الخبراء الهيئة الوحيدة التي لها حق اختيار المرشد، وكذلك الإشراف على عمله، وهو يتألف من 88 عضوا يتم انتخابهم لمدة 8 سنوات. وفي تعليق على هذه الخطوة، قال محجوب زويري، أستاذ سياسات الشرق الأوسط الذي يدرس شؤون إيران في جامعة قطر بالدوحة، إن بعض كبار رجال الدين يعتبرون مؤهلاته الدينية غير كافية، ولاحظوا أن رجل الدين البالغ من العمر 43 عاما أصغر من بقية أعضاء المجلس. وأضاف: في الوقت نفسه، "من الصعب أن ننكر صلاته بالمعسكر الإصلاحي، وحقيقة أنه انتقد بعض ديناميات السياسة الإيرانية"، لافتا إلى أنه "يمكن اعتبار كل هذا ضده في عملية الترشيح". وتابع "زويري": (حفيد) الخميني، يحظى بشعبية كافية لحصوله على مقعد في المجلس، وهو منصب كان من شأنه أن يسمح له بأن يلعب دورا في مستقبل إيران. واختتم بالقول "وجود في المجلس، ينظر إليه باعتباره يشكل خطرا على البعض في الدوائر الدينية المحافظة المقربة من المرشد الأعلى الحالي" الذين لديهم توقعات أكثر تقليدية للهيئة. ورفض ترشيح الخميني، وعدد كبير من الإصلاحيين في انتخابات مجلسي الشورى والخبراء، تقلص فرص هيمنتهم على المجلسين اللذين يسيطر عليهما في الوقت الراهن المحافظون، بينما يرى مراقبون أن هذا الإقصاء ضد التيار الإصلاحي قد يقود إلى انتفاضة خضراء ثانية، كما حدث في انتخابات الرئاسة عام 2009. وحفيد الخميني، من المحسوبين أيديولوجيا على السياسيين الذين يؤيدون تعزيز الحريات الشخصية، وزيادة التفاعل مع العالم الخارجي، ويظهر على حسابه على موقع "إنستجرام" في صورة إلى جانب الرئيس المعتدل حسن روحاني، والرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، الذي تم تهميشه سياسيا من قبل المتشددين الإيرانيين، ومنع تداول اسم وصورته في وسائل الإعلام الإيرانية.