كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية النقاب عن جهاز حرس المنشآت النفطية الليبي، حيث وجهت إليه اتهامات ببيع إمدادات النفط ثم ترك المنشآت النفطية لصالح مقاتلي داعش، الأمر الذي أسفر عن ضياع أكثر من 60 مليار دولار من العائدات. وأشارت ""الصحيفة إلى أن جهاز حرس المنشآت النفطية يتكون من 27 ألف مقاتل، وأصبح أكبر عقبة أمام جمع الأموال من صناعة النفط، حيث قال "مصطفى سنالله" رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا: إنهم "يسيطرون على منشآت التصدير الرئيسية في الزويتينة ورأس لانوف والسدر". وأضاف "سنالله" والمقيم في طرابلس "، أن جهاز حرس المنشآت أصبح جيشًا خاصًا يعمل لمصالحه"، مشيرًا إلى أنهم حاولوا بيع النفط بأنفسهم ثم فشلوا في حماية الأماكن المخولين بالحفاظ عليها". وتابع في حواره مع الصحيفة "نحن نقدر الخسائر الناجمة عن أنشطة الجهاز بأنها أثرت على 70% من منتجات النفط"، لافتًا إلى أنهم يدعون بأنهم "مؤسسة مستقلة هدفها حماية ليبيا بدلًا من الحكومتين المتنازعتين، ولكن ولاءهم الوحيد هو لجمع الأموال". وأوضحت "الإندبندنت" أنه في مارس 2014 أعلن السيد "إبراهيم جادران" رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية بأنه أعطى نفسه أكبر من الحكم الذاتي، حيث أرسل ناقلات بترول إلى كوريا الشمالية محملة ب 234 ألف برميل من النفط الخام لبيعها في الخارج. هذه الواقعة أدت إلى انهيار حكومة "علي زيدان" في طبرق، والذي فر من البلاد بعدها، فيما سيطر الأسطول الأمريكي على الناقلات بأوامر من إدارة الرئيس أوباما. السيد جادران، وهو عضو سابق في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، كان قد تحدث ضد حكومة طرابلس، وأكد معارضته أيضًا لتنظيم داعش. حيث قال: "أنا زعيم قوات الأمن التي تشبه الشرطة"، مضيفًا "حاولت حكومة طرابلس السابقة أن تعطيني رشوة كبيرة، ولكني رفضت تمامًا، وطالبت بفتح تحقيق في تصدير النفط منذ قيام الثورة، وهذا هو السبب الحقيقي للخلاف بيني وبين الحكومة السابقة". وتابع "نحن نرفض المزاعم بأننا مستمرون في تهريب النفط، حيث أننا لم نصدر أي نفط منذ الثورة". ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه مع زيادة انتشار تنظيم داعش في مسقط معمر القذافي، بمدينة سرت، واضعين المنشآت النفطية نصب أعينهم، وقال سنالله: إنه "بعث ناقلة لاستنزاف مرافق التخزين في رأس لانوف، لكن السيد جادران رفض السماح لهذا أن يحدث، كما هاجم مقاتلو داعش الميناء، وأشعلوا النيران في النفط". وأضاف أن عدد مقاتلي داعش لم يكن كبيرًا، ولكن "جادران" ترك النفط للتنظيم ولم يقم بحمايته.