فيروز: تعاونت مع موزع واحد في ألبومي الثاني لأنه «بسبع أرواح» أرفض خلق مسافة بين الأغنية والجمهور.. وأقدم أغنياتي بعيدًا عن جنس بطلها تراجع شركات الإنتاج عن العمل حتى مع الكبار جعلنا كلنا «فن مستقل» أتمنى تقديم دويتو مع نيكول سابا.. و نعيش آخر أيام «النجم الجماهيري»
المطربة فيروز كراوية تتعامل مع الأغنية على أنها رحلة، ترفض تصنيفها كواحدة من مقدمي الفن المستقل، كذلك ترفض المثالية في موضوعات وأفكار الأغنيات، وتعتبرها غير واقعية ولا تتفق مع الحياة التي نعيشها، في المقابل تسعى إليها في الموسيقى. "التحرير" التقت فيروز وتحدثت معها حول ألبومها الجديد "قلبك زحام"، واختيارها للأغنيات التي تقدمها، ورؤيتها لما حققته، وكذلك طموحاتها الفنية.
- حدثينا عن ألبومك الجديد؟ يُعد الثاني في مشواري، بعد أن قدمت ألبوم "بارة مني" منذ 4 أعوام، واخترت "قلبك زحام" لتكون عنوانًا له، نظرًا لموضوع الأغنية وقصتها لفتاة تعشق حبيبها، لكنه في المقابل يخونها مع غيرها، فتقرر الابتعاد عنه صارخة "بناقص القلوب اللي تشيل ذنوب كام مرة تقول هتوب ياللي قلبك زحام". - ولماذا تعاونت مع موزع واحد فقط في كل الأغنيات؟ حتى يصبح هناك رابط بين الأغنيات وبعضها، كما أن الموزع كريم حسام تحديدًا "بسبع أرواح"، إذ لا يمكن للمستمع أن يحدد أنه هو من قام بتوزيع أغنية أخرى، فيجد نفسه في النهاية يستمع إلى موسيقى مُلفتة، لكن في ذات الوقت من داخل العائلة.
- ولماذا تأتي أسماء أغنيات الألبوم وأغنياتك عمومًا دون تجميل ك"قلة المزاج" و"حسدوا الغجر"؟ نعاني من مشكلة هي أننا دائمًا نسعى لخلق مسافة بين الفنان والأغنية أو العمل الذي يقدمه والجمهور، فمثلًا عندما تقول فتاة لحبيبها "انت ملاك مش بشر انت فوق البشر..."، جميعنا أحب ووجدنا الطرف الثاني بشر عادي، وليس بهذه الصورة، وهو ما أرفضه حتى أنني قدمت منذ 5 سنوات تقريبًا أغنية تقول كلماتها "انت بطلي المثالي لأنك مش مثالي"، فأنا "مش بذوق الكلام"، إنما أغني من حياتنا، فالفنان لا يعيش في قصر بالجنة وكل من يتعامل معهم ملائكة، ويتركوه يصبحوا شياطين. - وكيف توازنين بين الأمرين؟ أحب المنطقة الرمادية، وغيرها من المناطق غير المثالية، أيضًا لا أحب المطرب الذي يقدم باستمرار أغنيات "ظلموني وخانوني أنا أصلي طيب وكلهم بياعين"، حتى أنني قدمت في الألبوم أغنية بعنوان "صديق البطلة"، وهي لفتاة شريرة، إذ تستغل شاب أحبها، وتستمتع بذلك، وهذا النموذج موجود بكثرة في حياتنا، وهي فتاة غير مثالية، هكذا أنا أرفض المثالية في الموضوعات والأفكار لكن أحبها في الموسيقى.
- لاحظت أن أغنيات الألبوم لا تساند المرأة.. هل تعمدت ذلك؟ بالطبع حرصت على أن يكون هناك أغنيات تدافع عن حقوقها، وأخرى توضح جانب لديها، لأنها بشر، عمومًا أقدم أغنياتي بغض النظر عن المرأة والرجل، لأن هناك من أرادوا وضعي في هذا التصنيف مع ألبومي السابق "بارة مني"، واعتبروني مناصرة للمرأة، لكن هذا غير حقيقي، كما أن بعض أغنيات هذا الألبوم قدمتها بضمير الرجل، بالنسبة لي هي حالات انسانية أحب التعبير عنها، والأغنيات مالهاش "سكس". - وكيف تجدين تصنيف البعض لك مع الفن المستقل؟ ظهر هذا المصطلح منذ فترة بسبب وجود شركات إنتاج كبيرة تنتج لبعض المطربين دون غيرهم، وهو ما كان يدفع الفئة الأخيرة لتضطر أن تنتج لنفسها، لكن حتى هذه الشركات تراجعت ولم تعد تنتج حتى للكبار ولا لأي فنان، وهو ما دفع المطربين للإنتاج لأنفسهم كما هو الحال في العام الماضي مع سميرة سعيد، وأنغام، وأنا أيضًا أنتج لنفسي، ووفقًا لهذا فإننا كلنا أصبحنا "فن مستقل". - وهل فكرت في تجربة الدويتو؟ صحيح، لكنني أطمح في خوضها مع صوت نسائي قبل الذكوري، إذ اعتقد أن مثل هذه التجارب لا تحدث كثيرًا، وأتوقع أنها سينتج عنها موضوعات مختلفة وجاذبة عن العادية والمتوقع مع الذكوري، حتى أنني سبق وقدمت دويتو مع المطربة الأمريكية كي جي دنهرت، وقت حضولها في مهرجان الجاز، وسيتم طرحه قريبًا. - ومع من تفكرين في خوض هذه التجربة؟ نيكول سابا، فهي فنانة "لذيذة"، ولديها حضور، وفي الألبومات والسينجل أيضًا تختار أغنيات "مطرقعة"، وأتوقع أننا قد نقدم دويتو مختلف سويًا. - وما الموضوعات التي ترغبين في طرحها بأغنياتك؟ لا أفكر في موضوعات، إنما أبحث عن الحالة الفنية المتميزة، سواء في موسيقى جيدة اخترع لها كلمات، أو العكس، فالفن ليس مناقشة مواضيع ولا وعظ ولا نصائح ولا تنمية بشرية، فهو بعيد عن ذلك تمامًا، فالفكرة تجد لها بريق في عقل المطرب أو الملحن ويتم خطفها على الفور، وبدورها تخطف انتباه المستمع. - حققت شعبية كبيرة على مواقع التواصل.. بعيدًا عنها هل حققت الجماهيرية التي تحلمين بها؟ بالطبع لا، وأنا أعرف أن طريق الفن عمومًا غير سهل، وتقبلت ذلك، كما أن الفنان الجماهيري يختفي مع الوقت لأن الجمهور يختار بين عدد من الفنانين بحكم مواقع التواصل الاجتماعي، ويحب آخرين غير معروفين، وظهروا من فترة قريبة، فيختار "بمزاجه"، وليس ما يفرضه التليفزيون. - وما تأثير ذلك على حال الفنانين؟ نعيش آخر أيام الفنان الجماهيري، الذي يشبه عمرو دياب النجم الذي تعرفه مصر والعالم العربي كله، إذ سينقسم الجمهور إلى جُزر، بمعنى آخر سيكون للمطرب مثلا جمهور 2 مليون فقط، والباقي يستمع لمطربين آخرين، فهذا ما يحدث في الخارج، ومع الوقت يزيد عدد المستمعين، لكن ظاهرة "التوب ستار" ستختفي. - وأي الألبومات الأخيرة أعجبتك؟ استمتعت بأغنيات من ألبوم "عايزة أعيش" للنجمة سميرة سعيد، ووجدت أدائها مختلف، فهي وصلت إلى قمة العطاء الغنائي، ولديها أغنية في الألبوم لم تشتهر كثيرًا، بعنوان "حب"، وهي بمثابة درس في الغناء، وفي رأيي هي أعظم مُغنية في العالم العربي حاليًا.