اشتهرت المناقشات البرلمانية واستجوابات الوزراء بالطابع الحاد، لأنها تناقش مصائر الشعوب، وكان للبرلمان المصري نصيب من "خناقات" النواب على مر العصور، بداية من التنابز وتبادل الشتائم والأصوات العالية وصولًا إلى الضرب والإهانة، وفيما يلى نرصد أشهر خناقات مجلس الشعب المصري. 1- خناقة زكي بدر وتعد الأشهر بين المشاجرات التي شهدها مجلس الشعب المصري، ووقعت في يناير من عام 1990، وفي أثناء استجواب وزير الداخلية آنذاك حول الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون في السجون، فقام النائب الوفدي فؤاد سراج الدين، بالاعتراض بزعامة المعارضة، فرد زكي بدر بإذاعة تسجيلات سرية لأعضاء البرلمان، تحمل مكالمات خادشة ومهينة. فقام النائب الوفدي، طلعت رسلان، بمحاولته التي باءت بالفشل لوقف المهزلة التي يذيعها وزير الداخلية، فقام الأخير بصفعه على وجهه، وأمطر الجميع بوابل من الشتائم والسباب. 2- خناقة أحمد عز وطلعت السادات وكان طرفاها النائب الراحل طلعت السادات وأحمد عز، وهي واحدة من أشهر الخناقات على مر التاريخ، وتطور الأمر حتى كاد طلعت السادات أن يهم بضرب أحمد عز بحذاءه لولا تدخل النواب ومنعه من ذلك، واعترف السادات بذلك في أحد البرامج وقال أن السبب كان سؤاله لأحمد عز عن سر الثروة الهائلة التي يمتلكها. 3- خناقة شوبير وقعت هذه ال"خناقة" بين نائب الحزب الوطني حينها أحمد شوبير وبين النائب الإخواني "يسري بيومي" وذلك عندما دافع شوبير عن رجل الأعمال السعودي الذي اشتري شركة "طنطا للكتال" فقاهم بيومي بمهاجمته ماتهامه أنه صاحب مصلحة، فقال له شوبير "أنا مشبوه يا وسخ.. أنا وطني أشرف منك .. وحياة امك مش هسيبك".
4- خناقة "عمر هريدي" أحد نواب الوطني المنحل، وكان طرفها الثاني النائب علاء عبدالمنعم، عندما كان الأخير يوجه اتهامات للحكومة، ما أثار حفيظة هريدي الذي ثار للحكومة، وقال في كلمته التي وجهها لعبدالمنعم :"إن عبدالمنعم يتمايل يمينًا ويسارًا مثل "امرأة لعوب"، وهو ما اعتبره عبد المنعم كلامًا لا يصدر إلّا عن "عاهرة". 5- سب المعارضة في عام 2005 قام عضو المنحل "حسن نشأت" بسب المعارضة ووصفها بأنها معارضة تعمل ضد مصلحة الشعب بمساعدة جهات خارجية، فهاج الأعضاء وغضبوا جدًا، فقام على لبن برفع الحذاء في وجه رئيس المجلس "فتحي سرور" الذي طالب بتحويله للجنة القيم. 6- الكتاتني وممدوح إسماعيل الواقعة التي شهدها برلمان 2012، وبدأت عندما قام النائب ممدوح إسماعيل، المرشّح عن حزب الأصالة، برفع الأذان داخل المجلس، ما أدى إلى توقف الكلام، وأثار غضب رئيس المجلس حينها محمد الكتاتني، قائلًا: "يا أستاذ ممدوح، لم أأذن لك بذلك، فيه مسجد تؤذن فيه"، إلا أن النائب إسماعيل استمر في إكمال رفع الأذان، ما دعا الكتاتني إلى مخاطبته بقوله "أستاذ ممدوح إسماعيل بعد أن تنتهي من الآذان سأتحدث معك حديثًا لأنك خالفت نظام الجلسة"، وعليه سادت حالة من الهرج داخل قاعة الاجتماع. وسأل الكتاتني النائب بقوله: "هل أنت فقيه أكثر من هؤلاء، لا تزايد على الجالسين، لا تزايد على إخوانك في المجلس، لا تزايد على أحد".
7- خناقة محمد مرسي قام الرئيس المعزول محمد مرسي بعمل استجواب لوزير الاسكان في عام 2005 محمد إبراهيم سليمان وهاجمه بشدة، الأمر الذي أغضب كمال الشاذلي الذي أخذ يدافع عن سليمان، وكان السبب أن مرسي طالب بمحاسبة المسئول إذا أخطأ. 8- خناقة "مرتضى منصور" اشتهر مرتضى منصور بشخصيته الحادة وظهر هذا في برلمان 2016، عندما قام بمخالفة نص قسم النواب، حيث استبدل كلمة "الدستور" بكلمة "مواد الدستور" وعندما راجعه رئيس الجلسة الإجرائية الدكتور بهاء أبوشقه مطالبًا بإعادة القسم، رد مرتضى منصور بقوله "عليا الطلاق ما هحلف"، الأمر الذي تسبب في موجة من الهرج داخل المجلس في أولى جلساته.