17 قرية تسبح على بحيرة مياه جوفية بقنا.. والمقابر لا تصلح لدفن الموتى تسبح مقابر قرية كوب بلال التابعة لمركز نقادة والتي تخدم أكثر من 17 قرية مجاورة على بحيرة من المياه الجوفية، وعلى الرغم من أنها في منطقة حاجر كوم بلال، فإن الأهالي فوجِئوا منذ شهور بأنهم في أثناء حفر إحدى المقابر لدفن ميت بانفجار المياه بشكل كثيف يصل إلى 60 سم بداخل "القبر"، مما أجبرهم وقتها على البحث عن مكان آخر يصلح لإقامة قبر فيه بالصفات اللازمة لبناء قبو أو سرداب لتلحيد الأموات.
وفي البداية يقول جلال ممدوح: "إن مقابر كوم بلال تخدم عددًا كبيرًا من القرى أو ما يطلق عليها في مركز نقادة (نصف الموجب)، ومن أبرز هذه القرى (الزوايدة والخربيش والحريقة والعمامرة ونجع العرب وحاجر كوم بلال وطوخ والصوامعة والجواميس والقريات ونجع القطط واللفات والهديات ونجع الترعة ونجع سلمان وأولاد ضياء والشيخ علي".
ويضيف أنه بسبب استصلاح الأراضي المحيطة بالمقابر في الجبل وعدم وجود مصافٍ طبيعية تجري فيها المياه الجوفية الزائدة عن حاجة الأراضي الزراعية تسبب في غرق المقابر من المياه الجوفية بعمق يزيد على 60 سنتيمتر مربع.
ويتابع منصور عبد الجيل، من أهل القرية، بأن الأهالي تقدَّموا بعدد كبير من الشكاوى إلى مجلس المدينة، لنقل المقابر إلى مكان مناسب، وبعد أن أصبحت غير مناسبة لدفن الموتى، لكن الرد دائمًا "فوت علينا بكرة"، أو جار تشكيل لجنة لبحث المشكلة.
واستكمل حفظ الله طايع صالح، مزارع من أهل القرية: إن المحليات بها فساد وتراخٍ في إنهاء المشكلات، ولكن في هذه المشكلة يجب الإسراع فيها وحلها، لأنها تتعلق بكرامة الموتى وحرمتهم، فقد زاد الأمر، حتى إن المسؤولين عن المقابر قاموا بزراعة الأشجار في المقابر التي تنفجر بها المياه.
يوضح عثمان عياد سليم، مسؤول المقبرة أن المدافن الخاصة بكوم بلال تخدم القرى المجاورة، حيث تستقبل المقبرة في العام من 400 إلى 600 حالة وفاة وأن مساحة المدفن تبلغ نحو 3×4 متر مربع، لدفع الحالة الواحدة، ولا بد من وجود أرض صخرية صلبة تتحمل الحفر وإنشاء القبو، ولكن مع غرق المقابر كلما حفرنا في مكان تتفجر المياه، مما يجعل عملية الدفن في منتهى الصعوبة، ونضطر إلى الانتظار لمدة ساعات طويلة قبيل الدفن، وهو ما يمس بشكل مباشر كرامة الميت وعائلته".
ويضيف كمال جلال، من أهل القرية، أنهم أحيانا يضطرون إلى تأجيل دفن المتوفي لحين ردم المقبرة، فأين حرمة المتوفي التي أهينت وهو حي وهو بين يدي الله أيضًا، فيجب على الحكومة تحديد مَن المسؤول عن هذه الكارثة التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض في قرية تعدى عدد سكانها ال50 ألف نسمة، لافتًا إلى أن الوضع لم يكن حرجًا بالنسبة إلى الأحياء فقط الذين تعايشوا مع هذا الأمر، ولكن الوضع أصبح كارثيًّا للأموات.
ويكمل عمر عبادي سليم، مسؤول المقابر: إن هذا المكان غير صالح لدفن الموتى، فلم يعد فيه متر مربع غير محفور به، فضلاً عن عدم وجود إضاءة، ويجبر الأهالي على استخدام الكشافات الكبيرة في أثناء الدفن في ساعات متأخرة من الليل، وكثيرًا ما تحدث بسب وجود أبناء القرى في بلاد بعيدة ويصلون إلى المقابر في وقت متأخر عادةً.
ويتساءل عبد الحكيم كامل: مسؤول جمعية كوم بلال: "إلى أي جهة تتبع مقابرنا"، مؤكدًا أن مجلس المدينة يقول إن المقابر ليست من اختصاصنا، ومديرية الأوقاف بقنا تنفي بشدة تبعية المقابر لها، وكلما حاول أهل القرى تقديم طلبات تغير أو نقل المقابر نجد المؤسسات في حالة إنكار شديد لها، فلا توجد جهة حكومة تعترف بوجودها غير "الصحة" التي نستخرج منها تصاريح الدفن.