خال «الشهيد» للسيسي: «إحنا بنضحي بأروحنا وأنت بتضحي بكلام» كتب:- عبده عبد الحميد هدأت الجنازة الشعبية، التي تم تنظميها للشهيد محمد أيمن شويقة، 21 سنة، من روع أسرته وأكسبتهم تماسكًا وفخرًا بابنهم بعد إشادة قادته بشجاعته ووطنيته. محمد كان مجندًا بكتيبة 103 صاعقة واستشهد أثناء اقتحام وكر للإرهابيين في سيناء وقام باحتضان إرهابي يلتف بحزام ناسف من أجل حماية باقي زملائه. «التحرير» ذهبت إلى مسقط رأس الشهيد بقرية الإبراهيمية القبلية مركز كفر سعد محافظة دمياط.. الهدوء يسود القرية الصغيرة التي فجأة تحولت لبؤرة إعلامية فكل ساعة يأتي صحفيًا أو كاميرا لقناة فضائية لتسجل مع أفراد أسرة الشهيد ما جعل أهالي القرية يفتخرون به ويطالبون بإطلاق اسمه على القرية. سرادق صغير مقام أمام المنزل، حيث يجلس والد الشهيد وإخوته وأبنائه يستقبلون المعزيين. وعلى عكس هدوء أقارب الشهيد، بدا وليد درويش، خال الشهيد، حزينًا وغاضباً موجها حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسي قائلًا: «يا أفندم بلاش تقولنا كله تمام، إحنا بنحبك، ليه مسمعناش إن ابن محافظ أو قائد عسكري مات شهيد؟ ولا الغلابة بس هما اللي بيستشهدوا؟» مضيفًا: «إحنا بنضحي بأرواحنا وإنت بتضحي بكلام، أنا عاوز فعل». وذكر خال الشهيد: «آخر مرة شاهدته، 24 نوفمبر، أثناء إجازته وكان محترم ولو حطوا الدنيا في كفة ومحمد في كفة هنختار ضافر محمد، وبقول لوزير الدفاع وقائد الجيش الثاني قولنا هتقضوا على الإرهاب في سيناء، محدش مات بطلقة ده مات بتفجير»، وتابع: «حبيت أختي تفتكر ابنها الشهيد بذكريات حلوة بدل ما تشوفه في كفنه». أيمن شويقة، والد الشهيد، قال: «قائد محمد ابني في الجيش قال لي تعالى يا أبو البطل، محمد ابنك ممتش محمد عايش وحي يرزق، وعندما طلبت أن أرى ابني بعيني، رد زملاؤه، إحنا محمد فدانا وأخدنا عهد على أنفسنا أن من ينال الشهادة منا منفتحش الكفن ولا نفتح العلم من عليه». وأضاف: «لما شوفت الحشود في جنازة ابني تماسكت، وبقيت فخور بابني، وهو ده اللي مأثر عليا ومخليني صبور لأن جنازته مخلياني فخور بيه». إسلام شويقة، شقيق الشهيد، ذكر: «آخر كلمة قالها لي خد بالك من أبوك وأمك وأخواتك ومتزعلهمش» مطالبًا السيسي بتأمين سيناء وتطهيرها من الإرهاب وهو ما اعتبره حقًا لهم. وأضاف: «استشهاد أخي في هذه الظروف فخر لنا، خاصة بعد أن تحدث الجميع عن بطولته». وطالبت منة، ابنة عم الشهيد، السيسي بافتتاح مدرسة ثانوية عسكرية لكي تلتحق بها لتكمل رسالة محمد بالدفاع عن وطنها، مؤكدة على فخرها بابن عمها أن الجميع يجب أن يفعل مثله. ومن داخل حجرته، التي تحتوى على سريرين صغيرين ومكتب صغير عليه صورة للرئيس السيسي ببذلته العسكرية وسماعات يخرج من آيات من الذكر الحكيم، التقينا والدته تجلس على سرير الشهيد، الحاجه عزة تروي: «محمد كان طيب وبيحب إخواته ووالديه طول عمره بيعتمد على نفسه عمره ما أخد درس خصوصي، وكان بيخلص المدرسة الصبح ويروح يشتغل مع عمه مبلط سيراميك وهو في سنة أولى إعدادي». وأضافت: «في الإجازة الأخيرة محمد ابني ماشي وقلبي بيتقطع عليه، بس ولا دمعة كانت بتنزل من عيني علشان مزعلوش، وقولتله مع السلامة خد بالك من نفسك، ولقيته راح وحط شنطته عند زميله بقريتنا وذهب له وعاد 3 مرات مرة، قال لي مش تقوليلي يا ماما إني نسيت التليفون المحمول بتاعي، فقلت له والله يا حبيبي ما شوفته وخد التليفون، وبعدها بدقيقتين لقيته رجع تاني، قولت له نسيت حاجة يا محمد، فقال لي أبدًا أنا جيت علشان أسلم عليكي وأبوس ايديكي، قولتلو الله أنت مش لسه مسلم عليا يا حبيبي، قالي عاوز أسلم عليكي تاني، فقلت له أنت خايف يا محمد، قالي أبدًا أنا قولت لك قبل كده أنا قلبي مات، وقفت أبص عليه وهو ماشي ويدوب لفيت وشي لقيته جاي تالت مرة وسلم عليا وعلى بنات عمه، وقالهم مش عاوزين حاجة وفضل يبص في عنيا وكأنه بيودعني وأنا مفتكرتش الموقف ده غير بعد جنازته».