أصدرت وزارة الآثار، الخميس، بيانًا عن آخر تطورات مشروع "استكشاف الأهرامات وأسرارها"، الذي تنفِّذه الوزارة بدءًا من 25 أكتوبر الماضي، بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بالعاصمة الفرنسية باريس. ويهدف هذا العمل إلى استكشاف الهياكل الداخلية والخارجية للأهرامات باستعمال وسائل تكنولوجية حديثة غير ضارة عن طريق توظيف تقنيات تجمع بين المسح الحراري باستعمال الأشعة تحت الحمراء والأشعة الكونية الطبيعية المسماة ب"ميون" والتصوير ثلاثي الأبعاد لمدة عام في هرمي خوفو وخفرع بالجيزة وهرمي المنحنى والأحمر بمنطقة آثار دهشور، وقد تؤدي هذه التقنيات إلى الكشف عن أماكن لم يتم اكتشافها داخل الأهرامات بالإضافة إلى فهم أفضل للتصميم المعمارى للأهرامات. وأشار البيان إلى الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع الخاصة ب"المسح الحراري باستخدام الأشعة تحت الحمراء" في الثامن من نوفمبر الماضي، وسيعلن فريق العمل نتائج المرحلة الأولى وتحليل نتائجها في شهر يناير المقبل. واستعرض البيان المرحلة الثانية من المشروع والخاصة بتثبيت الأفلام الحساسة المستقبلة لجزيئات الميون الكونية داخل هرم سنفرو الجنوبي "الهرم المنحنى" بدهشور، حيث أنَّه خلال شهر نوفمبر الماضي تمَّ اختيار حساسية الأفلام المستقبلة لجزيئات الميون الكونية "للبيئة الداخلية "درجة الحرارة والرطوبة" داخل هرم سنفرو الجنوبي. وأضاف البيان أنَّه في شهر ديسمبر الحالي انتهى الفريق العلمي القادم من جامعة ناجويا باليابان من تركيب أفلام استقبال جزيئات الميون للأشعة الكونية بمساحة ثلاثة أمتار مربعة تحتوي على نوعين من الأفلام شديدة الحساسية لجزيئات الميون الكونية والتي ستمكن من استقبال عدة أنواع من جزيئات الميون القادمة من الفضاء. وأوضَّح أنَّه بالتزامن مع ذلك تولى فريق العمل بالمشروع تركيب عينة اختبارية أخرى خاصة بدراسة البيئة الداخلية لهرم خوفو كتلك العينة التي تمَّ وضعها في الهرم المنحنى داخل الغرفة التي تسمى بغرفة الملكة بهرم خوفو لمعرفة أفضل صيغة كيميائية من الأفلام المناسبة للبيئة الداخلية لهرم خوفو تمهيدًا لتركيب الأفلام المستقبلة للجزيئات الكونية في مرحلة لاحقة خلال عام 2016 لبدء الدراسة العلمية للتراكيب الداخلية لهرم خوفو بعد الانتهاء من الدراسة الخاصة بهرم سنفرو الجنوبي. وعن الاستكشاف باستعمال جزيئات الميون، نوَّه البيان إلى أنَّ جزيئات الميون تنشأ في الطبقات العليا من الغلاف الجوي الأرضي حيث تتكون من اصطدام الأشعة الكونية مع ذرات الغلاف الجوي وتسقط على الأرض بسرعة الضوء تقريبًا وبكمية ثابتة تقترب من 10000 جزئ ميون لكل متر مربع في الدقيقة الواحدة، وبوسع هذه الجزيئات الأولية أن تمر بمنتهى السهولة خلال أي مبنى حتى وإن كان يتكون من أحجار كبيرة وسميكة كالجبال، فالكاشفات الخاصة بجزيئات الميون إذا ما وضعت في أماكن ملائمة داخل الهرم على سبيل المثال أو أسفل حجرة محتملة لم تكتشف بعد بوسعها أن تبيِّن الأجزاء الفارغة التي تخترقها جزيئات الميون دون عائق عن طريق تراكم جزئيات الميون عبر الزمن وذلك من مناطق أكثر عمقًا حيث يتم امتصاص بعضها أو يتم صده.