خبراء ينتقدون قرار السيسي بإعطاء صلاحيات للجيش لإنشاء شركات بمشاركة رأسمال أجنبي النجار: لا يجب أن يكون للجيش دور سياسي أو منافسة اقتصادية.. والقرار يدعو المجتمع المدني إلى التكاسل صادق: الجيش يمارس دورًا اقتصاديًّا منذ عهد عبد الناصر
انتقد خبراء اقتصاديون قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعطاء صلاحيات للجيش لإنشاء شركات بمشاركة رأسمال أجنبي، واعتبروا أن ذلك فيه خطورة على الأمن القومي، خصوصًا أن جهاز القوات المسلحة جهاز خطير وحساس وله أسراره. دور الجيش الاقتصادي سيؤدي إلى تكاسل المجتمع قال الدكتور محمد النجار، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها، في تصريحات خاصة ل"التحرير"، إن هناك اختلافًا حول دور الجيش في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية، إذ إن الجيش في الدول المتقدمة ليس له دور إنتاجي سوى من أجل تحقيق حاجاته، مثل مستلزمات الجيش من ملابس وغذاء ووسائل النقل، لكن لا يجب أن يكون للجيش دور سياسي، كما لا يجب أن يكون منافسًا للموارد المتاحة بالدولة. وأشار النجار إلى أن الجيش دوره هو الدفاع عن الوطن، وليس له دور اقتصادي، منتقدًا المقولة الشهيرة للمشير طنطاوي التي قال فيها إن "اقتصاد الجيش يمثل 30% من الاقتصاد المصري"، وتابع "لا يجب أن ينخرط الجيش في إنشاء محطات البنزين"، موضحًا أنه نتيجة زيادة الدور العسكري بعد قيام الثورة وبعد أن جاء رئيس مصر من الجيش أصبح الأمر حساسا للغاية، وهناك مفارقة أن الجيش قام بمنح الحكومة المصرية 2 مليار دولار، وهذا يعني أن له قوة سياسية واقتصادية يعتد بها، وتلك مشكلة، لأن هناك خطورة على المجتمع المدني وذلك سيدعو المجتمع المدني للتكاسل، فعلى الجيش أن يلعب دوره العسكري المنوط به كما يجب، وأن يحافظ على عقيدته الوطنية تجاه شعبه.
إنشاء الشركات مع الأجانب خطر على الأمن القومي وحذّر النجار من خطورة مشاركة الجيش في إنشاء شركات مع رؤوس أموال أجنبية، لأن جهاز القوات المسلحة جهاز حساس وخطير ولا يجب أن يتعامل مع الأجانب في هذه الأمور، وأن يقتصر ذلك على رجاله، لأن في ذلك خطورة على الأمن القومي، وتابع "التعامل مع الأجانب في إنشاء مثل هذه الشركات محفوف بالمخاطر". الدور الاقتصادي للجيش بدأ مع عبد الناصر الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي، أكد أن الجيش يمارس دورًا اقتصاديًّا منذ عهد عبد الناصر، حيث كان يعين لواءات الجيش في مناصب معينة، مثل رئاسة شركات الأسماك، لكن هذا الدور بدأ يتوسّع في عهد السادات وفي عصر مبارك أصبح كبيرًا من خلال توسع الجيش في إنشاء البنية الأساسية، مثل الطرق والكباري، وذلك من خلال استغلال العمالة الرخيصة التي لديه، وأوضح أن وضع مصر الجيوبلوتيكيي حساس للغاية نتيجة وجوده وسط مناطق صراعات، ويحاول الجيش أن يلعب دورًا في ظل هذه الصراعات بالمنطقة. وأكد صادق أن الخطورة ستأتي إذا أصر الجيش على إنشاء هذه الشركات على تسليح الجيش وعمله العسكري، لافتًا إلى إمكانية قيام القوات المسلحة بإنشاء شركات في المناطق الحدودية، مثل سيناء، بينما لا يجوز له إنشاء فنادق مثلاً في القاهرة.