تقول تحليلات لهيئة " FAS " الأمريكية المتخصصة في شئون الإستخبارات، أن الأمن في مصر مسؤولية منظمات إستخبارية ثلاثة وهم المخابرات العامة، والاستخبارات العسكرية، التابعة لوزارة الدفاع، والمديرية العامة لمباحث أمن الدولة – الأمن الوطني (GDSSI)، والتي تخضع للسيطرة المباشرة من وزير الداخلية. ويمكن لأي من هذه الوكالات إجراء تحقيقات في المسائل المتعلقة بالأمن القومي، إلا أن GDSSI المنظمة الرئيسية في مجال الأمن الداخلي، بعد عهد السادت، والتي كانت تعمل علي تجنيد مخبري الشرطة ليقدموا تقارير عن أنشطة والآراء السياسية لجيرانهم، وفي عهد السادات كانت أقل بروزا، لكنها تمكنت من أن تكون مطلعة بشكل جيد وفعال في رصد السياسيين المعارضين والأجانب، وفي عصر مبارك لم تكشف السلطات قوة أفراد GDSSI، التي لعبت دورا مهما في الحكومة من خلال التأثير على القرارات المتعلقة بالسياسات والمسائل المتعلقة بشؤون الموظفين، حيث كانت تشارك GDSSI بصورة روتينية في مراقبة السياسيين المعارضين والصحفيين والناشطين السياسيين والدبلوماسيين الأجانب، والمخربين المشتبه بهم. وكانتGDSSI تركز أيضا على رصد شبكات تحت الأرض المكونة من الإسلاميين المتطرفين، كما كان لGDSSI المخبرين في جميع الدوائر الحكومية وشركات القطاع العام والنقابات العمالية، والأحزاب السياسية، ووسائل الإعلام. وكان يعتقد أيضا أنها تقوم علي تنظيم عمليات مراقبة المكالمات الهاتفية والمراسلات من قبل المعارضة السياسية،والمشتبه بهم من المخربين. وقد تولي رئاسة جهاز المخابرات منذ انشائه 16 منهم رئيسا 6 منهم في عصر الرئيس المخلوع، وكان أول رؤسائه زكريا محيي الدين1954- 1956، واخرهم اللواء مراد موافي الذي لا يزال يحتفظ بمنصبه كرئيس لجهاز المخابرات، ومنذ 1983 بداية حكم الرئيس المخلوع تولي رئاستها رفعت جبريل، وأمين نمر ، وعمر نجم، ونور الدين عفيفي، وعمر سليمان، واللواء مراد موافي والذي تولي رئاستها في العام الماضي . ذكر الفريق يوسف عفيفى انه يعتقد ان اى احد شغل منصبا منذ ثورة 52 فانه ظل يعمل فقط للحاكم وولائه بنسبة 99.9% لرئيس الجمهورية فقط، ولديه طاعة عمياء له، وهذا منذ ايام زكريا محي الدين، وهو أول رئيس للمخابرات العامة، ويأتى بعده صلاح نصر، الذي كان كارثة على هذا الجهاز، ومن الاسباب الرئيسية لتغير مسار وخطة عمل الجهاز ليصبح خادم الرئيس وليس لحماية الامن القومى واضاف ان فؤاد نصار كان رجل المخابرات الحربية الاكثر خبرة ولكنه جاء بعد ذلك رئيسا للمخابرات العامة في زمن الادعائات من قبل رجال السلطة للبطولة والزعامة اما عن كمال حسن على فله تاريخه المعروف فى هذا الجهاز فانه كان من اعظم من رجالة لهذا المنصب وايضا في افضل فترة ولكن لم يذكر اسمه كثيرا وهذا لما تسببه العهد القديم من تجاهل للرؤساء الجهاز السابقين لعمر سليمان . يرى ان نور الدين عفيفى كان اقرب الشخصيات التى رأست هذا الجهاز الى مبارك فى التعامل معه وذلك لانه كان من دفعته وذلك خلال العشره سنوات الاوائل وعمر سليمان كان من احد تلاميذة وقد جاء فى وقت الرجال تتمسك بمناصبها والجميع يقولون "لا اله الا الرئيس والمنصب والكرسى " ورغم المده الطويلة فانه كان يخدم الوطن وكان رجل دوله يعرف اسرار هذه البلد ,وله حوراته مع كافة الدول فان البعض بعتقدون ان عمر سليمان ضد الثورة وتلك الحقيقة من وجه نظري وقد ساعد في رحيل مبارك وجعله يتخلي عن منصبه فقد كان يعرف كيف يتعامل مع هذه الشخصية وساند القوات المسلحة في بداية مسانداتها للثورة ويجب العودة الى التاريخ لمعرفة تاريخ عمر سليمان الحقيقى . د.رفعت سيد احمد خبير سياسي فانه يري ان جهاز المخابرات قد قام بداية لحماية الامن القومى للبلاد ولكن بعد ذلك قام رؤساء المخابرات للحفاظ على منصبهم فى المخابرات المصرية بتغير سياستها ليصبح جهاز المخابرات لحماية رئيس الجمهورية مما أدى الى خلل فى سياسة هذا الجهاز كما ولد مشاكل عند بعض الرؤساء للمخابرات ، السابقين كالحالات النفسية و الاكتئاب وذلك قبل وفاتهم وقد حدث هذا الخرق فى جهاز المخابرات منذ عهد الرئيس الراحل انور السادات منذ عهد صلاح نصر وقد قدم تقارير على امور كثيرة في البلد إرضاء لرئيس الجمهورية ولكن لم ينظر إليها وقد حدث هذا سابقا فى حرب 67 فقد قدمت تقارير عن جواسيس مصريين موجودين فى إسرائيل وقد وضعت ساعة السفر فى 5 يونيو ولكن لم ينظر الى هذه التقارير ولذلك حدث الهزيمة لان رؤساء الجهاز لم ينظروا الى التقارير وأيضا قد قدمت قبل ذلك تقارير عن اتفاقية كامب ديفيد ، أن هذه الاتفاقية فيها ضرر على مصر ولكن لم ينظر الى هذه التقارير وهكذا اضاع جهاز المخابرات العامة وظيفته الاساسية مما ادى الى انهيارات فى مناحى عدة فى البلاد و لم يكن هناك معرفة كبيرة برجال جهاز المخابرات السابقيين وكان المعروف هو عمر سليمان وهو اخطر واهم شخصية فى عهد مبارك فقد كان محافظ على منصبه لمده 20 سنة من اصل 30 سنة من عهد مبارك اى ثلثى المدة التى حكم فيها مبارك وتقيم فترته من تقييم نتائجه ونتائجه الظاهره هى انهيار الدور القومى للبلد وانهيار الدور العالمى و انهيار البلد امام العدو الصهيونى ولكن مثل هذه الشخصيات يجب ان يقدم الى محاكمة عسكرية فورية وكان السبب الرئيسى لهذا الانهيار هو عمر سليمان ومن المؤكد انه كان على علاقة ايجابية مع مبارك ولذلك وصل بنا الامر الى انهيار جهاز المخابرات. طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى يضيف بالنسبة لعلاقة رؤساء المخابرات السابقين فى عهد مبارك بالرئيس السابق محمد حسنى مبارك، فهذا أمر طبيعى أن تكون العلاقة وطيدة بين رئيس الجمهورية ورئيس جهاز المخابرات ولكن تحول الامر عند مبارك فأصبحت علاقته مع رئيس الجهاز شخصية، مما ادى الى خلل وظيفى فى اداء الجهاز لمهامه بسبب ان رئيس المخابرات اصبح ولائه لرئيس الجمهورية، وهناك رؤساء مخابرات كثيرون لم يطيعو اومر مبارك ولذلك لم يستمروا كثيرا فى منصب رئيس المخابرات مثل نور الدين عفيفى الذى لم يستمر طويلا فى منصب رئيس المخابرات واعتقد ان السبب وراء ذلك هو انه لم يكن الشكل الامثل الذى يرضى مبارك، وان نور الدين عفيفى كان يقدم تقارير لمبارك للعمل على لتطوير البلد، ولكن كان يصعب عليه التعامل مع شخصية الرئيس، وكان يحب ان يقدم له التقارير والمعلومات فى غير أوقاتها. أما عن رئيس المخابرات الاسبق محمد سعيد الماحى، فيقول مسلم، أنا أرى انه لم يكن يصلح لمجال المخابرات وكان الاصلح له وللبلد ان يبقى كبير الياوران، كما اعتقد ان مبارك كان له دورا كبيرا فى عدم ظهور اى من رؤساء المخابرات السابقين على الساحة الاعلامية، ومثال على ذلك رئيس المخابرات الأسبق محمد سعيد الماحى الذي كان لمبارك دور كبير فى عدم ظهوره، وذلك لما لديه من معلومات خاصة تعتبر محظور الحديث فيها . وهناك من رؤساء المخابرات السابقين من كان يوضع تحت الحصار ولم يسمح له بالسفر لخارج البلاد و كان صاحب هذا المنصب قليل الظهور في الإعلام وغير معروف علي المستوي الشعبي، إلا أن عمر سليمان كسر هذه القاعدة، وكثيرا ما كان يظهر في وسائل الإعلام، وهذا لانه كان الشخصية الاقرب لمبارك ولا يغادر البلاد من دونه وهذا لم يكن فى العهود السابقة. ويقول عبد الحليم قنديل كاتب سياسى، لم يوجد فى تاريخ هذا الجهاز من كان اقرب إلى مبارك من عمر سليمان والدليل على ذلك بقاءه ثلثي مده المخلوع، فهناك عرف فى رئاسة هذا الجهاز انه من يكون رئيس المخابرات الحربية يذهب بعد ذلك لتولى المخابرات العامة، واقرب مثال علي ذلك ان الرئيس الحالي للجهاز اللواء مراد موافي الذي كان رئيس المخابرات الحربية، ولم يتولي المخابرات العامة الا بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وتولي عمر سليمان كنائب للرئيس السابق وهذا لما فعله عمر لمبارك عندما نصحه بإرتداء القميص الواقي للرصاص في اثيوبيا عام 1994لورود معلومات عن محاولة لاغتياله، ولكن سليمان ظهر إعلاميا بعكس من سبقوه، فمبارك حرم هذا الجهاز علي اي شخص منذ ان تولى عمر سليمان، فقد ظل 60%من مدة مبارك، وأن البقاء لاي شخصية مثل هذه المدة تحول الهيئة العامة التي يرائسها الي هيئة خاصة تخدم الرئيس فقط، وتتيح الفرصة للقيادة الفاسدة بتحويلهم لرجال اعمال واضعاف هذا الجهاز، وهذا ما فعله صلاح نصراحد من رأس هذا الجهاز وانشاء شركة النصر للاستراد والتصدير فكانت تابعة للمخابرات وبعد ذلك انفصلت عن الجهاز. ومن جهته يرى اللواء حسام سويلم، أن وظيفة المخابرات في عهد مبارك لم تتخطي غير ارسال تقرير عن الحالة الأمنية والتوصيات التي يقدموها إليه لاتخاذ قرارات فورية في الحالات الضرورية، وهذه كانت علاقة رؤساء جهاز المخابرات قبل عمر سليمان اما هذه العلاقة تبدلت رئسا علي عقب بعد حادثة اثيوبيا فان مبارك اعتقد ان عمر سليمان هو من انقذ حياته ولهذا فانه لم بتركه يوما ولم يذهب الي اي مكان من دونه نبيل فاروق الكاتب المتخصص في شئون الاستخبارات ، يرى أن أسلوب العمل فى جهاز المخابرات كان له نظام محدد وأن مبارك لم يتدخل فى عمل هذا الجهاز لأن تعلم من الخطأ القاتل الذى وقع فيه عندما أدخل العلاقات الشخصية فى تلك المناصب الحساسة البالغة الخطوره فعبد الناصر ومصر دفعت ثمنا باهظا للعلاقة الشخصية بين عبد الناصر والمشير عامر فقيادة الجيش والمخابرات لا يجب أن تكون الا بالكفاءة ومبارك لم يكن له يد كبيرة فى سير عمل اجهاز وعن المعلومات التى تسربت بضلوع الجهاز فى عملية التوريث ينفى فاروق أن تلك المعلومات صحيحة لان الجهاز له مهام واضحة ومحدد ومبارك لو كان فكر فى إستغلال هذا الجهاز لفهداف شخصية لكان دفع الثمن غاليا على حكمة ونظامه بالكامل لذا لم يفعلها ويضيف نبيل فاروق إن عمل أجهزة المخابرات هو عمل دولى لا يرتبط بصورة قوية بالأوضاع المحلية فهناك دول قوية وأجهزة مخابراتها ضعيفة والعكس والفساد الذى حدث بمصر طوال السنوات السابقة لم يصل إلى هذا الجهاز ولكن ربما مبارك ضر هذا الجهاز بميله إلى الإستقرار الزائد عن اللزوم وتجلى هذا فى بقاء عمر سليمان لمدة طويلة ولكن هذا كان طبعًا فى مبارك إنطبع على كل أركان الدولة فى آخر عشر سنوات أدى إلى تكلس الحياة فى مصر على كل المستويات وإذا تركنا الآراء العامة فى علاقة رؤساء المخابرات بمبارك إلى المعلومات عنهم سنجد من أبرزهم وأشهرهم فى عصر مبارك فهو محمد رفعت إبراهيم عثمان جبريل (1928 - 14 ديسمبر 2009)، رئيس هيئة الأمن القومي الأسبق. بدأ حياته العملية ضابطًا في الجيش المصري في سلاح المدفعية، وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار قبيل ثورة يوليو ومن ثم انضم إلى المخابرات العامة المصرية بعد إنشائها. بدأ في المخابرات في مقاومة الجاسوسية ثم تخصص في النشاط الإسرائيلي ثم تدرج في الترقي إلى أن تولى منصب مدير مقاومة الجاسوسية ثم رئيسًا لهيئة الأمن القومي وهذا من أرفع المناصب بالجهاز. عرف في أوساط المخابرات العامة المصرية بلقب الثعلب، وذلك لذكاءه وحنكته. كان له دور بارز في زرع رأفت الهجان في قلب إسرائيل، وقام بالعديد من العلميات الناجحة، لعل أشهرها القبض على الجاسوس الإسرائيلي ضابط الموساد الشهير باروخ مزراحي. وهو البطل الحقيقي للقصة المشهورة التي تحولت إلى فيلم حمل اسم الصعود إلى الهاوية والذي قام فيه بالقبض على العميلة المصرية الأصل هبة سليم باستدراجها إلى مطار عربي، ومن ثم ترحيلها إلى القاهرة لتحاكم وتعدم بعد اعترافها بالتجسس لصالح إسرائيل وهي من أخطر العمليات على الإطلاق لأن هذه الجاسوسة قد جندت ضابط بالجيش المصري هو فاروق الفقي كان يشغل منصب رئيس عمليات الصاعقة وكان يحضر اجتماعات غرفة العمليات فلو لم يقبض عليهما لعرفت إسرائيل بميعاد الحرب وقد حصل جبريل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من السيد رئيس الجمهوريه أنور السادات. كما قام نور الشريف بأداء شخصيته في مسلسل مخابراتي حمل اسم الثعلب وعن علاقته بمبارك يقول مصدر عسكري رفيع المستوى هذا رجل نادر مهنيًا وإخلاصًا وحبًا لمصر ولم يرد على مصر عقلية فى ذكائه وعلاقته بمبارك كانت عملية صرفة وكان له حظوة فالجهاز لم يكن مبارك يستطيع الاقتراب منه لكفائتة التي اعترف بها الجميع في كل أنحاء العالم ونلاحظ أن رؤساء المخابرات في السنوات الأخيرة قلت خطورة مناصبهم وحساسيتها بسبب اتفاقيات السلام مع إسرائيل بنجد أن أمين النمر الذي ترأس الجهاز الذي كان سفيرا لمصر في الكويت قبل أن يشغل منصب مدير المخابرات كانت علاقته بمبارك عادية جدًا ليس فيها سوى التقارير الاعتيادية ثم خلفه عمر نجم لمدة عامين فقط .ثم جاء نور عفيفي ولم تكن علاقته بمبارك جيدًا لأنه شديد الاهتمام بعملة ولم يكن مبارك يهتم بنفس الطريقة وجاء بعد ذلك عمر سليمان وشغل هذا المنصب وكانت علاقته بمبارك خاصة جدًا وظل فى هذا المنصب حتى قامت ثورة يناير وعينة مبارك نائبًا له ثم تم إسقاط مبارك ومعه سليمان.