وزير الدفاع السعودي: ينبغي ألا تتخلى الولاياتالمتحده عن المنطقة وعندما لا يكون هناك قادة في العالم، تعم الفوضى بعد زيارة له إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، كتب المحلل الأمريكي المعروف توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز"، تقريرا عن التطورات الجديدة في السعودية، وأشاد الكاتب المعروف بمواقفه السابقة الناقدة للمملكة، بطموحات القيادة الجديدة، حيث التقى مع ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي قال إنه "يضج بالحيوية والطاقة، ولديه مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف خطة لتطوير المملكة، وتحقيق نقلة في طبيعة الحكم بالبلاد"، وإلى نص المقال: أعرب الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، عن رغبته في ألا تتخلى الولاياتالمتحده عن المنطقه، وقال: «عندما لا يكون هناك قاده في العالم، تعم الفوضى». جاء ذلك خلال لقاء في الرياض، تحدث فيه ولي ولي العهد عن التحديث وجيل الشباب في السعوديه. ونقل الكاتب الاميركي توماس فريدمان تصريحات الامير محمد بن سلمان في مقال نشره في صحيفه "نيويورك تايمز". وأوضح الأمير محمد بن سلمان أن «70 % من السعوديون تحت سن الثلاثين، ورؤيتهم مختلفه عن نسبه ال30 % الآخرين، وأعمل لكي أقدم لهم البلد الذي يريدون العيش فيه بالمستقبل». ونقل فريدمان حوارًا دار بينه وبين ولي ولي العهد السعودي، ونقل مشاهداته للتغيرات في السعوديه. وقال إن الأمير محمد بن سلمان أبلغه أن «ترشيد الآداء الحكومي يمثل أهمية كبيرة لمساعدتنا في محاربة الفساد، الذي يعد واحدًا من تحدياتنا الرئيسيه». اما بالنسبه لتنظيم داعش، فإن الامير محمد رفض الفكره القائله بانه منتج الفكر الديني السعودي، مجادلاً بانه في الواقع رد فعل مضاد للوحشيه التي تعرض لها السنه العراقيون من قبل حكومه نوري المالكي في بغداد التي كان يقودها الشيعه وتوجهها إيران، فضلاً عن سحق حكومه دمشق المدعومه من إيران للسنه السوريين. وقال: «لم يكن هناك وجود ل(داعش) قبل ان ترحل اميركا عن العراق. ثم غادرت اميركا ودخلت إيران فظهر (داعش)». واشتكى الامير محمد بن سلمان من انه في الوقت الذي كان يفجر فيه «داعش» المساجد في السعوديه، في مسعى لزعزعه استقرار النظام هناك، كان العالم يتهم السعوديه بإلهام الفكر الداعشي. ويعلق على ذلك: «إرهابيو (داعش) يقولون لي إنني لست مسلمًا، والعالم يقول لي إنني إرهابي». وحول اليمن والتغير في موقف الحوثيين وانصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قال الامير محمد إنهم «كلما تكبدوا خسائر على الارض وتعرضوا لضغوط دوليه، يزدادون جديه (حيال المفاوضات). إننا نحاول ان نضع نهايه لهذا الوضع». وفيما يلي نص المقال: السعوديه دوله يسهل الكتابه عنها عن بعد، حيث يتسنى لك ان تنطلق من فرضيه انها التعدديه في الإسلام، اكثر النسخ تطرفًا التي يتبناها تنظيم داعش. لكن ما يحيرني حقًا هو عندما اذهب إلى هناك والتقي اناسًا احبهم بالفعل، ارى اتجاهات معاكسه لافته للانتباه. لقد جئت الاسبوع الماضي إلى هنا بحثًا عن خيوط تقودني إلى جذور «داعش» الذي اجتذب نحو الف رجل سعودي إلى صفوفه. لا ادعي انني اخترقت مساجد الشبان الملتحين، الذين لا يتحدثون اللغه الإنجليزيه ويجند «داعش» من بينهم الانصار. اعلم ان رجال الدين المحافظين ما زالوا يشكلون جزءًا من معادله الدوله هنا – بعض اشهر الاصوات المغرده على «تويتر» من المتشددين الدينيين – وهؤلاء الدعاه ما زالوا يديرون النظام القضائي ويحكمون على المدونين الليبراليين بالجلد، كما انهم ما زالوا في حاله إنكار لحجم الإحباط الذي يشعر به العالم إزاء الايديولوجيه التي يصدرونها. لكنني صادفت شيئًا ما لم اكن اعرفه: شيء ما يستعر في هذا المجشبكة نسيم الاخباريةع. إنها ليست السعوديه التي كانت على عهد جدي. «في الواقع، هذه لم تعد حتى السعوديه ايام والدي، بل إنها ليست حتى سعوديه جيلي»، حسبما صرح لي عادل الجبير وزير خارجيه البلاد الذي يبلغ من العمر 52 عامًا. على سبيل المثال، استضافني «مركز الملك سلمان للشباب»، وهو مؤسسه تعليميه رائعه تقوم، ضمن اعمال اخرى، بترجمه بالفيديوهات اكاديميه إلى اللغه العربيه. وقد دعاني المركز إلى إلقاء محاضره حول مدى تاثير القوى التكنولوجيه في اماكن العمل. ولم اكن ادري ما الذي ينبغي ان اتوقعه، لكن اكثر من 500 شخص قدموا لحضور المحاضره وملاوا القاعه، نصفهم تقريبًا من النساء اللائي جلسن في اقسامهم الخاصه بعباءاتهن التقليديه السوداء. واكتظ «تويتر» بالتعليقات المستهجنه لمنح كاتب عمود داب على انتقاد تصدير السعوديه لفكرها السلفي، منبرًا يتحدث منه. لكن استقبال حديثي (الذي لم اتقاضَ عنه اجرًا) كان دافئًا، واتسمت الاسئله التي وجهها جمهور الحاضرين بالتدقيق والبصيره إزاء سبل إعداد ابنائهم للقرن الحادي والعشرين. ويبدو ان المحافظين هنا يواجهون الان منافسه شديده حول الهويه المستقبليه لهذا البلد، والفضل يعود في ذلك إلى عده اتجاهات مجشبكة نسيم الاخباريةعه: اولها ان غالبيه السعوديون من الشباب دون سن الثلاثين، ثانيها ان الملك عبد الله اعلن قبل 10 سنوات انه سيتحمل نفقات اي سعودي يرغب في الدراسه بالخارج، واسفر ذلك عن مائتي الف سعودي يدرسون الان في الخارج (بينهم مائه الف في الولاياتالمتحده الاميركيه وحدها)، ويعود حاليًا 30 الفًا منهم كل عام حاملين درجات علميه غربيه لينضموا إلى سوق العمل. إن المرء بوسعه الان ان يرى النساء بمقار الاعمال في كل مكان، بل إن كثيرًا من المسؤولين الكبار اسرّوا لي بان هؤلاء المحافظين انفسهم الذين يشجبون عمل النساء يشجعونهم سرًا على إلحاق بناتهم بالمدارس او الوظائف الجيده. أخيرًا، وبينما تتفجر هذه الطفره الشبابيه هنا، ازدهار موقعي «تويتر» و«يوتيوب»، ويستخدم الشبان السعوديون موقع التواصل الاجشبكة نسيم الاخباريةاعية «تويتر» لمخاطبه الحكومه والتجمع لمناقشه قضايا الساعه، مما ينتج عنه اكثر من 50 مليون تغريده شهريًا. وفي ضوء كل هذه المعطيات، كانت هناك حاجه إلى القياده الجاهزه لتوجيه تلك الطاقه، وهنا يظهر نجل الملك الجديد، محمد بن سلمان ولي ولي العهد، البالغ من العمر 30 عامًا، الذي باشر مع ولي العهد المعتدل محمد بن نايف، مهمه تغيير وجه الحكم في السعوديه. لقد امضيت امسيه مع الامير محمد بن سلمان في مكتبه، انهكني خلالها بحماسه في عرض خططه بالتفصيل، وتشبكة نسيم الاخباريةثل مشاريعه الرئيسيه في إطلاق منصه قياده حكوميه إلكترونيه تعرض بشفافيه لاهداف كل وزاره وتقدم مؤشرات اداء شهريه، يحاسب على اساسها كل وزير. وتتلخص فكرته في إشراك البلد باسره في الاداء الحكومي. ويقول الوزراء: منذ وصول الامير محمد، اصبحت القرارات الكبرى التي كانت تستغرق عامين كاملين تصدر في غضون اسبوعين. ويفسر الامير محمد ذلك بان «التحديات الرئيسيه تكمن في اعشبكة نسيم الاخباريةادنا الزائد على النفط وسبل إعداد وإنفاق ميزانياتنا». وتقضي خطته بتقليص الدعم الممنوح للاثرياء السعوديون، الذين لن يحصلوا على البنزين او الكهرباء او المياه الرخيصه بعد الان، وربما طرح ضرائب على القيمه المضافه وفرض ضريبه على السجائر والمشروبات السكريه، علاوه على خصخصه وفرض الضرائب على مناجم واراض غير مطوره على نحو يمكن ان يحرر مليارات حبيسه. وهكذا حتى لو هبط سعر النفط إلى 30 دولارًا للبرميل، سشبكة نسيم الاخباريةتلك الرياض إيرادات تكفي لبناء البلاد من دون استنفاد مدخراتها. كما يعتزم تقديم الحوافز لتشجيع السعوديون على ترك الحكومه والانضمام إلى القطاع الخاص. وقال الأمير محمد: إن «70 % من السعوديون تحت سن الثلاثين، ورؤيتهم مختلفه عن نسبه ال30 % الآخرين، أعمل لكي أقدم لهم البلد الذين يريدون العيش فيه بالمستقبل». "هل هذا سراب أم الواحه؟" لا أعرف، هل سيسفر ذلك عن سعودية أكثر انفتاحًا أم سعوديه محافظة أكثر كفاءة؟ لا أعرف. إنه بالتاكيد أمر يستحق المشاهده بغض النظر عن أي شيء. لقد صرح لي محمد آل شيخ، رئيس هيئه السوق المالية السعودية السابق، قائلاً: «لم أكن قط أكثر تفاؤلاً من الآن.. نشهد نبضًا لم نره من قبل، ولدينا مثل (أعلى) في الحكومه كنا نظن أننا لن نراه قط». الخلاصة: ما زالت هناك زوايا هنا تصدر منها أفكار غير متسامحة، لكن يبدو أنها أصبحت تواجه الآن منافسة حقيقية من جانب الشباب وقياده تتطلع إلى بناء شرعيتها من خلال الآداء، وليس على أساس التقوى أو اسم العائلة، وكما قال لي أحد المعلمين السعوديون: «ما زالت هناك مقاومه للتغيير»، ولكن توجد الآن مقاومة أكبر كثيرًا لهذه المقاومه، على حد تعبيره. ويحظى ولي ولي العهد السعودي بالمساندة المهمة من جانب والده، الملك سلمان، الذي استبدل وزيري الصحة والإسكان الحيويين بمديري شركتين ليسا من العائلة المالكة في إطار تحول أسرع نحو تعميم الآداء الاحترافي في الحكومه وتحفيز القطاع الخاص على الاضطلاع بدور أكبر في الاقتصاد، لقد كان وزير الصحه الجديد أهم رئيس مجلس إداره في البلاد، حيث كان يدير شركه النفط الوطنيه أرامكو. ويقول "محمد": إن ترشيد الآداء الحكومي يمثل أهمية كبيرة لمساعدتنا في «محاربه الفساد» الذي يعد «واحدًا من تحدياتنا الرئيسيه»، مضيفًا أن التخلص من الدعم ورفع أسعار الطاقه المنزلية، هما السبيل الوحيد لكي تكتفي السعوديه من الاستعانه ذات يوم ب«توليد الطاقه النووية أو الطاقه الشمسيه» وجعلها تنافسيه في السوق المحليه، متابعًا أن هناك حاجة ماسة إلى ذلك حتى يتسنى تصدير المزيد من النفط السعودي بدلاً من استهلاكه محليًا. لكن ذلك ينطوي على صعوبه خاصة، إذ لا يدفع العمال السعوديون أي ضرائب على دخولهم. ويقول محمد: « لا نتقبل الضرائب، (المواطنون) لم يعتادوها»، لذا فإن حقيقة أن الحكومه قد تقدم على زيادة الضرائب بنحو أو شكل أو صيغة ما، قد تكون لها عواقب سياسية. إلى أي مدى ستسير الأمور في ذلك الاتجاه لدى السعودية، انتخابات محلية يمكن للنساء أن تخوضها وتصوت فيها، يظل تساؤلاً تلف إجابته الغموض، لكن يبدو أن الحكومة الجديده تستشعر بالفعل المدى الذي ينبغي أن تتقلص إليه دولة الرفاهية القائمة الان، وكذلك نظرًا لانخفاض أسعار النفط، المستوى الذي يجب أن يرتفع إليه اداؤها وقدرتها على الاستجابه للمشكلات. ويضيف الأمير محمد "أن الحكومات المتصارعة يستحيل بقاؤها.. رأينا ذلك في الربيع العربي. الحكومات التي استطاعت البقاء هي وحدها الحكومات المتصله بشعوبها. الناس تسيء فهم ملكيتنا. إنها ليست مثل اوروبا. إنها شكل قبلي من الملكيه، يرتبط فيها الكثير من القبائل الرئيسيه والشاهده والمناطق بالقمه». ويضيف: «لا يستطيع الملك أن يستيقظ من نومه ليقرر فعل أمر ما». كانت هناك أمور أخرى صغيرة لفتت انتباهي خلال هذه الزيارة، مثل الأوركسترا السيمفوني الغربي الذي كان يعزف على شاشة التلفزيون السعودي الحكومي بعد ظهيرة أحد الأيام، علاوة على مجموعة اللوحات المعاصرة التي رسمها فنانون سعوديون. أما بالنسبه إلى "داعش"، فإن الأمير محمد يرفض الفكرة القائلة بأنه منتج الفكر الديني السعودي، مجادلاً بأنه في الواقع ردة فعل مضادة للوحشية التي تعرض لها ألسنة العراقيون من قبل حكومة نوري المالكي في بغداد التي يقودها الشيعه وتوجهها إيران، فضلاً عن سحق حكومه دمشق المدعومه من إيران للسنه السوريين. وقال: "لم يكن هناك وجود ل(داعش) قبل أن ترحل أمريكا عن العراق، ثم غادرت أمريكا ودخلت إيران، فظهر داعش" واشتكى من أنه في الوقت الذي كان يفجر فيه "داعش" المساجد في السعودية في مسعى لزعزعة استقرار النظام هناك، كان العالم يتهم السعودية بإلهام الفكر الداعشي: "إرهابيو (داعش) يقولون لي إنني لست مسلمًا، والعالم يقول لي إنني إرهابي". من وجهه نظر غربيه، فإن هذا إرث عقود من ترويج قسم من الحكومه والمجشبكة نسيم الاخباريةع السعودي للإسلام السلفي، وتعاون القسم الاخر مع الغرب لكبح جماح المتطرفين، وكما قلت، فإن العالم يشعر بالإحباط من تلك الازدواجية. وجادل الأمير محمد بان لغة خطاب "داعش" تصل مباشره إلى الشباب السعودي عبر "تويتر"، والرساله هي أن "الغرب يحاول فرض أجندته عليكم – والحكومة السعودية تساعدهم – وإيران تحاول استعمار العالم العربي، لذا نحنن (داعش) دافع عن الإسلام". وأضاف: "لا نلوم الغرب على إساءته لقراءتنا. إن ذلك خطؤنا إلى حد ما، فإننا لا نشرح موقفنا. العالم يتغير بسرعه، ونحتاج إلى إعاده ترتيب أولوياتنا مع العالم الذي أصبح اليوم مختلفًا، لا يمكنك أن تعيش بمعزل عن العالم، وينبغي أن يعرف العالم ما الذي يدور في حيك، ونحن ينبغي ان نعرف ما الذي يدور في العالم – (إنها) قرية عالمية". وفي اليمن، يحارب تحالف خليجي تقوده السعوديه، ائتلافًا مدعومًا من إيران يتالف من متشددين مسلحين حوثيين ومشبكة نسيم الاخباريةردين موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وطرد المشبكة نسيم الاخباريةردون الحكومه اليمنيه الرسميه من العاصمه صنعاء في مارس (اذار) الماضي، ويحاول التحالف السعودي إعادته إلى السلطه، وتفيد الاممالمتحده بان نحو 5700 شخص لقوا حتفهم حتى الان، كثيرون منهم من المدنيين. واوضح مسؤولون سعوديون لي انهم مستعدون للتفاوض من اجل التوصل إلى حل، ولا يريدون ان يتورطوا في مستنقع هناك، لكن الحوثيين لن يصبحوا جادين إلا إذا خسروا الاراضي، كما كان يحدث معهم. وقال الامير محمد، الذي يشغل ايضًا منصب وزير الدفاع: "الجانب الاخر يجد صعوبه في التوصل إلى توافق سياسي" ويضيف: «لكن كلما تكبدوا خسائر على الارض وتعرضوا لضغوط دوليه، يزدادون جديه (حيال المفاوضات). نحاول ان نضع نهايه لهذا الوضع». وشانه شان كل مسؤول تحدثت معه خلال هذه الجوله التي شملت دوله الإمارات العربيه المتحده والكويت والسعوديه، اعرب الامير محمد عن رغبته في الا تتخلى اميركا عن المنطقه. ويقول: «عندما لا يكون هناك قاده في العالم تعم الفوضى».