منذ انتهاء مدة الرئيس ميشان سليمان، وقعت لبنان في فراغ سياسي بسبب عدم الاتفاق بين الأطراف السياسية على الرئيس الجديد، فأصبح سليمان فرنجية قائم بالأعمال بصورة مؤقتة. وتواردت العديد من الأنباء عن تولي الوزير سليمان طوني سليمان فرنجية حفيد الرئيس الراحل سليمان فرنجية، في حين كان والده نائبًا ووزيرًا حتى اغتياله في سبعينيات القرن الماضي مع والدته فيرا واخته بنت الثلاث سنوات جيهان خلال مجزرة (إهدان) على يد مجموعة من الكتائب. "سليمان فرنجيه" ذو ال50 عامًا معروف جدًا قربه وصداقته القوية من الرئيس السوري بشار الأسد، كما كانت علاقة جده وطيدة بحافظ الأسد، حيث تواردت أنباء عن طلب رئيس النظام السوري بشار الأسد من حليفه القوي في لبنان حزب الله حسم أمره سريعًا بشأن ترشيح الوزير سليمان فرنجية وتأييده ليصبح رئيسًا للبنان، بأن يحضر الحزب جلسة مجلس النواب ويؤيد الوزير سليمان فرنجية ليتم انتخابه رئيسًا للجمهورية. 1- جده الرئيس سليمان فرنجيه: كان سليمان فرنجيه رئيسًا للجمهورية اللبنانية منذ 1970 وحتى 1976، وشهد عهده بداية الحرب الأهلية اللبنانية، والتي أدت لمعارضة الحركة الوطنية اللبنانية لحكمه، وطالبته بالاستقالة، ولكنه رفض مصرًا على استكمال مدة ولايته. إضافة إلى أنه كان من أركان الجبهة اللبنانية حتى انفصاله عنها عام 1978 بعدما ساءت علاقته بباقي أعضاءها، وأدت هذه الخلافات إلى قيام عناصر من القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع بالهجوم على معقله ب(إهدن)، مما أدى إلى مقتل نجله طوني قائد ميليشيا المردة. وتوطدت علاقته بالرئيس السوري حافظ الأسد، واستغله الأسد للتغول في الداخل اللبناني لتعزيز نفوذه بالمنطقة، حيث استدعى سليمان القوات السورية للدخول إلى لبنان بعد أن تلاقى هزيمة ساحقة من الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية في الحرب الأهلية عام 1970. وعقب انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية، تسلم زعامة التيار طوني فرنجية، الذي تمّ انتخابه عضوًا في البرلمان اللبناني لأول مرة عام 1970 بدعم من والده، ثم أدّت عملية اغتيال طوني إلى انتخاب سليمان طوني فرنجية زعيمًا لعائلة فرنجية بحكم التوريث الإقطاعي السياسي، على الرغم من صغر سنه، حيث لم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره. 2- تيار المردة وحياة سليمان السياسية: تكون تيار المردة عام 1968، حيث اعتبر واحدًا من الأحزاب السياسية الفاعلة على الساحة اللبنانية بحكم شبكة علاقاته التي أقامها مع مجموعة 8 مارس ومع النظام السوري، وقد شكل الموارنة أغلبية أعضاء الحزب وقد ترأس سليمان فرنجية الأب الحزب منذ قيامه، لكنه بعد انتخابه رئيسًا للبنان عام 1970 تسلم ابنه طوني زعامة الحزب حتى اغتياله عام 1975. بدأ سليمان طوني فرنجيه حياته السياسية عام 1987 خلال الحرب الأهلية، حيث أسس كتيبة مكونة من 3400 شخص، واتخذ من بنشعي مقرًا له، كما كانت مقرًا لوالده طوني فرنجيه قبل اغتياله، وقد استلم التيار فعليًا من عمه روبير عام 1990، ولكن قبل استلامه بعام وافق على "اتفاق الطائف" كدستور جديد قام على أثره بتسليم سلاح "ميليشيا المردة" للدولة. وبعد استلامه للقيادة، سارع إلى وضع تصور سياسي من رؤية واضحة متكئًا على إرث كبير، فمتن العلاقة مع سوريا مكملاً علاقة الرئيسين سليمان فرنجية وحافظ الأسد. وعاد سليمان عام 2006 ليطلق تيار المردة مرة أخرى في مهرجان رسمي وشعبي حاشد في منطقة بسبعل - زغرتا، وفي 2009 أطلق أكاديمية المردة للقيادة، واعتبرت سابقة في الحياة الحزبية اللبنانية. 3- حياته السياسية: عين بعد اتفاق الطائف عضوًا في المجلس النيابي وذلك بعام 1991 وكان حينها أصغر نائب بالبرلمان، كما دخل المجلس النيابي بانتخابات الأعوام 1992 و1996 و2000، بينما خسر المقعد النيابي بانتخابات عام 2005، وعاد إلى عضوية البرلمان في انتخابات عام 2009. تنقل بين الوزارات المختلفة ليتولى منذ عام 1990 أكثر من منصب وزاري، حيث كان وزير دولة من 24 ديسمبر 1990 حتى 16 مايو 1992 في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ثم وزيرًا للإسكان والتعاونيات من 16 مايو 1992 حتى 31 أكتوبر 1992 في حكومة الرئيس رشيد الصلح في عهد الرئيس إلياس الهراوي. كما تولى وزير دولة للشؤون البلدية والقروية من 31 أكتوبر 1992 حتى 25 مايو 1995 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ثم وزيرًا للصحة العامة من 7 نوفمبر 1996 حتى 4 ديسمبر 1998 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ثم وزيرًا للإسكان والتعاونيات ووزيرًا للزراعة من 4 ديسمبر 1998 حتى 26 أكتوبر 2000 في حكومة الرئيس سليم الحص في عهد الرئيس إميل لحود. ثم وزيرًا للصحة العامة من 26 أكتوبر 2000 حتى 17 أبريل 2003 في حكومة الرئيس رفيق الحريري في عهد الرئيس إميل لحود، وأعيد تعيينه وزيرًا للصحة العامة في 17 أبريل 2003 في نفس الحكومة، وظل في المنصب حتى 26 أكتوبر 2004.، ثم عُيِّن وزيرًا للداخلية والبلديات من 26 أكتوبر 2004 حتى 19 أبريل 2005 في حكومة الرئيس عمر كرامي في عهد الرئيس إميل لحود. 4- علاقته بحزب الله: علاقة سليمان فرنجية الابن القوية مع حزب الله وحركة أمل، جعلته واحدًا مما يسمى بتيار المقاومة في لبنان، وهو التيار الذي يطرح في برنامجه السياسي ثلاثية الوطن والجيش والمقاومة في محاولة لإضفاء الشرعية الوطنية على سلاح حزب الله ووجوده العسكري في لبنان، حيث قام بتمجيد زعيم الحزب حسن نصر الله" عدة مرات خلال خطبه وخاصة بعد حرب يوليو 2006، قائلا: إن "الأجيال القادمة سوف تحسدنا على أننا عشنا في زمن حسن نصرالله." وبالتالي فإن موقفه من الثورة السورية لا يختلف عن موقف حزب الله أو موقف النظام السوري القائم على اعتبار ما يحدث في سوريا، إنما هو مجرّد مؤامرة دولية يستخدم فيها الإرهاب سلاحًا لإضعاف جبهة المقاومة والممانعة في المنطقة، وهو ما سيؤدي إلى قيام حرب عالمية ضد الإرهاب، يكون فيها بشار الأسد ركيزة أساسية، لذلك فهو يدافع عن وجود مقاتلي حزب الله في سوريا، معتبرًا ذلك جزءًا من واجبه لإسقاط المؤامرة الكونية على سوريا. 5- توافق الأحزاب عليه: يعد فرنجية رئيس توافقي، ويتميز بأنه يلعب دورًا متوازنًا سياسيًا بين قوي «14 مارس» «8 مارس» وهو ما يساهم في تحول فرنجية إلى مرشح توافقي، فهو عرف كيف يوفّق بين موقعه الثابت في «8 مارس» واستعداده لتعزيز علاقته بالآخر، أو حسب تعبير «14 مارس»، «إعادة التموضع»، علمًا أن فرنجية نجح حتى الآن في التوفيق بين الأمرين. وقال فرنجية أمام وفد «الرابطة المارونية»: «أي رئيس سيكون له الحظ بأن يتبوأ هذا المركز يجب أن يكون ضامنًا لجميع الفئات الحزبية والسياسية والدينية والمجتمع المدني».