"سيد الانتقام، قاتل أمريكا، ساحق داعش".. وعشرات الأوصاف الأخرى أطلقتها وسائل الإعلام الدولية على قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي تتحدث أنباء عن إصابته إصابات خطيرة في اشتباكات وقعت مؤخرًا في سوريا، بعد استهداف الجيش الحر المعارض لنظام الأسد لسيارته، لينقل بعد ذلك بمروحية إلى دمشق ومنها لطهران للعلاج. لكن هل يستحق سليماني فعلًا هذه الألقاب، واقع الحال أن الرجل شغل مناصب خطيرة وقيادية وعمل في الكثير من الجبهات، وكانت نقطة البداية له في الحرب التي خاضتها بلاده مع العراق في الثمانينات، والتي قاد فيها ما يسمى بفيلق41 ثار الله على عدة جبهات، ليصبح بعد ذلك واحدًا من بين 10 قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود، وكان عام 1998 انعطافة في سيرته الذاتية، حينها تم تعيينه قائدًا لفيلق القدس، ثم كانت الانعطافة الثانية في 24 يناير 2011 عندما قام علي خامنئي - المرشد الأعلى للثورة الإيرانية - بترقيته من رتبة لواء إلى فريق. حرب بغداد وطهران التي استمرت 8 سنوات، لم تكن الحدث الوحيد الذي شارك فيه سليماني بالعراق، ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" فقد كان العقل المدبر لتوسيع النفوذ الإيراني في السياسات الداخلية العراقية بعد غزو العراق، لدرجة إطلاق لقب "مسؤول العلاقات الخارجية السرية لإيران" عليه، أي أنه مدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، ووصفته صحيفة "جارديان" بأنه يحكم العراق سرًا، كما أشاد به حيدر العبادي - رئيس الوزراء العراقي - بوصفه حليفًا ضد تنظيم داعش. الرجل الذي نادرًا ما تلتقط صور له عمل في جبهة أخرى هي سوريا، حيث ساعد رئيسها بشار الأسد خلال الأعوام الماضية، لمواجهة المعارضيبن المسلحين، بل وكان للبنان نصيبها من نشاطاتها ومسيرته العسكرية فقد التقى الأمين العام لحزب الله نصرالله بعد يومين من هجوم إسرائيلي على منطقة القنيطرة أوائل هذا العالم، والذي ردت عليه المنظمة اللبنانية بإطلاق صاروخ مضاد للدبابات على سيارة عسكرية إسرائيلية لتقتل 4 جنود إسرائيليين. كذلك كانت أفغانستان محطة من بين محطات "رجل الظل الإيراني" الذي دائمًا يصرح بأن "ما من بلد أو قوة باستثناء إيران قادرة على قيادة العالم الإسلامي اليوم"، فقد شارك في محاربة عصابات المخدرات التي سيطرت على مناطق شاسعة من الصحارى في محافظات كرمان وسيستان وبلوشستان وخراسان الأفغانية، فإذا انتقلنا للشأن الفلسطيني، حدث ولا حرج، فسليماني كان متواجدا ومشاركا بهذا الملف بقوة، وبالأخص فيما يتعلق بصلات الجمهورية الإسلامية بفصائل المقاومة بقطاع غزة منذ 2006، وكثرت التقارير التي تتحدث عن تزويد حماس بالصواريخ الإيرانية.