رغم عدم إصدار لجنة التحقيق الدولية، المشكلة من خمسة دول النتائج النهائية، لما توصلت إليه فى فحص الطائرة الروسية المنكوبة وسط سيناء وأسباب سقوطها، إلا إن الجانب الروسي، استبق نتائج التحقيقات، وأصدر قرارات أشبه بالصدمة للجانب المصري، تجسدت أبرزها؛ فى إجلاء 72 ألف سائح روسي من المنتجعات السياحية فى مصر، ليس هذا فحسب بل زاد الأمر قرار هيئة الطيران الروسية بحظر رحلات مصر للطيران إلى روسيا فى 14 نوفمبر الجاري. 1- إجلاء السائحين وفقا لما أعلنته وكالة السياحة الروسية، فإن أكثر من 72 ألف سائح روسي، تم إجلاؤهم حتى الآن من المنتجعات السياحية المصرية، بعد تعليق حركة الطيران الروسية مع مصر والذي اتخذ عقب تحطم طائرة "إيرباص- 321A" التابعة لشركة طيران "كوجاليم آفيا" الروسية، أثناء قيامها برحلة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبورج في 31 أكتوبر الماضي. ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية عن أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الحكومة الروسية، قوله: إن الأجهزة المختصة قدرت عدد المواطنين الروس المتواجدين في مصر في رحلات سياحية منذ بداية نوفمبر الحالي بنحو 80 ألف شخص، مشيرا إلى أنهم سيغادرون البلاد مع انتهاء إجازاتهم دون أن تأتي بدلا منهم أفواج سياحية جديدة من روسيا في الظرف الراهن. وأضاف أنه يتم إجلاؤهم إلى البلاد مع حقائب سفر خفيفة، فيما تنقل طائرات تابعة لوزارة الطوارئ الروسية وغيرها من الهيئات أمتعتهم الأساسية بصورة منفصلة إلى مطار "فنوكوفو" بموسكو، حيث يمكن للسائحين استلامها مباشرة أو في مدن أخرى عبر شبكة "بريد روسيا". كما قامت الطائرات الروسية ب 31 رحلة من المطارات المصرية إلى موسكو تم خلالها نقل 716 طنا من أمتعة السائحين الذين غادروا المنتجعات المصرية خلال الأيام العشرة الأخيرة، وجرى استخدام الطائرات من طرازي "إيل 76" و"أن 124" في عمليات النقل . حظر رحلات مصر للطيران جاء القرار التالي، أشد قسوة على الحكومة المصرية، حينما أعلنت هيئة الطيران الروسية حظر رحلات شركة مصر للطيران إلى موسكو فى 14 نوفمبر الجاري، وقال مسؤول بمطار دوموديدوفو بموسكو، إن هيئة روزافياتسيا الروسية لتنظيم النقل الجوي حظرت رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا. وجاء القرار يعد أيام قليلة من حادثة سقوط الطائرة، وسط شكوك حول شبهة تفجير إرهابي للطائرة. وفي ردود الفعل، صرح الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني أن مصر للطيران تلقت إخطارا من مطار دوموديفو بموسكو عن طريق مدير محطة الشركة هناك يفيد بإلغاء رحلة السبت في وقت مبكر. وقال إن مصر للطيران قررت تعليق الرحلة وإعادة الحجز للركاب على رحلات أخرى من القاهرة ، كما يتم أيضا إعادة الحجز للركاب القادمين على الرحلة من موسكو، في حين تستمر الاتصالات على المستوى الرسمي بهدف استجلاء الأمر ومعرفة موقف تشغيل الرحلات القادمة. 3- تفجير الطائرة لم تتوقف صدمات الجانب الروسي عند هذا الحد، بل أعلن الموقع الرسمى للكرملين اليوم الثلاثاء، أن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية "إف أس بى"، ألكسندر بورتنيكوف، أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بوجود قنبلة يدوية وراء سقوط الطائرة الروسية. وقال الموقع فى بيان نشرته وكالة الأنباء الروسية: "أعلن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية (إف أس بى) ألكسندر بورتنيكوف الثلاثاء أن عملًا إرهابيًا تسبب فى تحطم طائرة الإيرباص التابعة لشركة متروجيت فى سيناء وأوقعت 224 قتيلا فى 31 أكتوبر". وأكد بورتنيكوف للرئيس فلاديمير بوتين: "يمكننا القول أن الأمر يتعلق بعمل إرهابى وعبوة ناسفة يدوية الصنع بقوة توازى كيلوجراما واحدا من التى أن تى انفجرت خلال الرحلة". أوضاع ما بعد الصدمة الروسية قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية فى تصريحات ل"التحرير"، إن مصر تمر بمرحلة دقيقة للغاية، موضحا أن الأزمات الراهنة ستحل بالعبقرية المصرية، لافتا أنه لاتوجد دولة مؤمنة ضد خطر الإرهاب، مشيرا أن كل ما يحدث نتيجة لغياب دور مجلس الأمن المتقاعس عن القيام بدوره وعدم قيام دول بعينها من المفترض لها أن تتحرك لتأدية واجبها على النحو المنوط لها ولكنها لاتقوم بذلك، مشيرا أن مصر ستنجح فى تخطي كل تلك الأزمات وستعود السياحة لنشاطها من جديد. وأضاف، "متفائل، ولدى ثقة بأنه سيتم تجاوز هذه الأمور المرحلية وإنهاء الأزمات التى تواجه مصر، ومؤمن بأننا سنصل لحل يضمن الحفاظ على مصر ويؤدى إلى تقدمها، وستعود الطائرات من جديد". بينما قال السفير أحمد أبو الخير مساعد وزير الخارجية الأسبق ل"التحرير"، إن سبب القرارات العكسية من الجانب الروسي ضد مصر، هو تأثر شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وخشيته من ضعف قوته أمام شعبه بعد حادث الطائرة الروسية المنكوبة، وهو ما تسبب فى إصداره عده قرارات ضد مصر ليثبت أمام شعبه أن مصلحة دولته قبل الأصدقاء. وأضاف أبو الخير، أن إعلان بوتين أنه سيتعقب داعش، غرضه التأكيد أنه ليس فى عداوه مع مصر إنما مع الإرهاب، قائلا "سنجد فترة من الحساسية فى العلاقات وليس الفتور فى أى تحرك بين الدولتين حتى تنتهي الأزمة نهائيا". ومن جانبه، قال الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن روسيا لاتزال حليف لمصر، رغم تصريحات الكرملين بأن رئيس جهاز الاستخبارات الروسية "إف أس بى" ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بوجود قنبلة يدوية وراء سقوط الطائرة الروسية، موضحا أن بوتين يتعامل من منطلق كونه المسئول أمام شعبه وليس أمامنا، وهذا لايعني استعداء مصر، موضحا أن العلاقة مع روسيا لم تتأثر على المستوى الدولي". وأشار، أن الرئيس الروسي لن يضلل شعبه فهو يعمل معهم من منطلق الوضوح والشفافية، لاسيما فى ظل وجود 5 أطراف دولية فى التحقيقات ومكافحة الإرهاب وكذلك فى ظل الحديث عن الشراكة بين مصر وروسيا فى مجال مكافحة الإرهاب، منوها أن روسيا ستظل حليف استراتيجي لمصر".