ظواهر طبيعية تتعرض لها العواصم العربية العربية والأفريقية والأوروبية أيضًا، رغم الاستعدادات المكثفة التي تتميز بها تلك الدول من أجل مواجهة "غضب الطبيعة"، إلا أنه لا يمكن وقف "القدر" حال وصوله، كقوله تعالى "وما نرسل بالآيات إلا تخويفًا" صدق الله العظيم. أمطار غزيرة وسيول جارفة اجتاحت عروس البحر الأبيض المتوسط "الإسكندرية" وقضت على العشرات من المواطنين نتيجة السيول الجارفة أو الصعق بالكهرباء جراء سقوط أعمدة الإنارة، الأمر الذي قابله المصريين بالاستنكار والغضب، معللين أن ضعف المسؤولين عن تولي إدارة الأزمات ومواجهتها، وراء ذلك الحادث، رغم تحذيرات خبراء الأرصاد. وفي حقيقة الأمر فإن المسؤولين المصريين لم يكونوا على استعداد تام لمواجهة أزمة السيول التي اجتاحت الإسكندرية، وهو ما دفع المحافظ إلى تقديم استقالته. لكن غضب الطبيعة يفوق قدرات الإنسان، حيث سقطت أمطار غزيرة على محافظة جدة، بالمملكة العربية السعودية، واشتدت حتى بلغت ذروتها، وتسببت في سيول جارفة، أنجمت عن وفاة شخصين نتيجة صعق كهربائي، وذلك رغم الاستعداد التام الذي انتهجته السعودية في مواجهة تلك السيول. ليس هذا فحسب، بل أن الأمطار تجمعت في عدد من المواقع منها، وتسببت في ارتفاع منسوب المياه، مما توقفت الحياة بشكل شبه كامل داخل المحافظة، وذلك رغم تحذير الأرصاد. مما لا يدع مجالا للشك أن الظواهر الطبيعية ورغم الاستعداد لها، لا يمكن قهرها.