كشفت واقعة غرق الإسكندرية بعد تعرضها لموجه أمطار غزيرة أسقطت خمسة قتلى واستقالة المحافظ هاني المسيرى النقاب عن العديد من الأزمات والجوانب الخفية في تعامل المسؤولين بالدولة مع الأزمات واختفاء دور الإدارات المحلية وتجاهل المسؤولين لتحذيرات الأجهزة الرسمية بالدولة. "التحرير" التقت الدكتور أحمد عبد العال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، في حوارٍ للتعرف على أسباب موجه الطقس غير المستقرة وأسباب كارثة الإسكندرية.. في البداية.. نريد أن نعرف الفارق بين السيول والأمطار الغزيرة، وهل ما حدث في الإسكندرية يندرج تحت مسمى السيول؟ أود أن أشير إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين مصطلح الأمطار الغزيرة وبين مصطلح السيول، والبعض يخلط بين الاثنين في المصطلحات، فالمطر الشديد هو نفسه مطر السيل لكن الطبيعة الجغرافية للمكان هي التي ستحدد ما إذا كان مطر فقط أم سيول، بما يعني أنَّ كمية الأمطار الغزيرة التي سقطت على الإسكندرية إذا ما كانت سقطت على مكانًا جبليًّا مثل سلاسل جبال البحر وبعض جبال في سيناء تصنع ما يسمى بالسيول لأنَّ كمية المياه الغزيرة تسقط من مرتفعات من أعلى قمة الجبل للأسفل فتصنع ما يسمى بالسيول وتأثيرها يكون كبيرًا، بسبب قوة الاندفاع. وحينما تكون الأرض سهلية مثل مرسى مطروح والإسكندرية تكون بمثابة أمطار غزيرة لا نستطيع أن نطلق عليها لفظ سيول ولكن أمطار غزيرة فقط لأنَّ طبيعة أرض الإسكندرية سهلية وليس جبلية، ولو الإسكندرية فيها جبال كانت قد تسببت في هدم منازل بأكملها لأن هذه الجبال بتأثير السقوط مع الأمطار الغزيرة مع الحجارة سيؤدي إلى خراب كبير وتدمير للعديد من المنازل.
وهل من المتوقع أن يتكرر ما حدث بالإسكندرية فى محافظات أخرى؟ الأمطار التي حدثت في الإسكندرية ليست أول مرة تحدث، فهذه الواقعة تكررت العام الماضي في نفس الموعد، حينما كان المواطنين يمشون ب"الجيت سكي" وحينما كانوا يصورون الأدوية بإحدى الصيدليات وهي فاسدة، وكل هذا حدث خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يتكرر الأمر حال عدم استقرار الطقس خلال الفترة المقبلة. وإلى متى ستسمر أجواء الطقس العنيفة وغير المستقرة التي تشهدها بعض المحافظات؟ حالة عدم استقرار الطقس ستسمر حتى نهاية هذا الأسبوع لاسيَّما غدًا حيث سيشهد الطقس موجةً عنيفةً من الأجواء غير المستقرة، أقوى من اليومين الماضيين، والأمطار التي ستسقط غدًا الأربعاء ستصل متوسطة أو قد تكون خفيفة للقاهرة ولكنها ستكون عنيفة على سلاسل جبال البحر الأحمروسيناء شمالاً وجنوبًا حيث ستشهد هذه المحافظات أمطارًا شديدة وغزيرة للغاية وستصل لحد السيول بسبب الطبيعية التضاريسية، ويجب أخذ الاحتياطات الكاملة من ورائها.
وما هي الوسائل التي يمكن أن نواجه من خلالها هذه الأزمات؟ بصفتي مواطن عادي سأتحدث خارج إطار تخصصي، أعتقد أنَّ الإدارات المحلية والمحافظات لم تتعلم من السابق لأنَّ ما حدث تكرر في الإسكندرية العام الماضي ونفس الأزمة، والأرصاد تصدر تحذيرات منذ يوم الخميس الماضي والكارثة وقعت الأحد الماضي، ولم ينتبه المسؤولون إلى مثل هذه التحذيرات أو معاينة وتفقد الصرف الصحي أو شبكات صرف الأمطار مع العلم أنَّ الارصاد أصدرت تحذيرات منذ بداية الخريف فى سبتمبر الماضي، وأؤكد أنَّه منذ بداية الخريف ننذر جميع المحافظات لأخذ احتياطاتها لأنَّ فصل الخريف يعد من الفصول الانتقالية شديدة التغيرات المناخية السريعة والطوارئ الجوية السريعة وبه عواصف وأمطار رعدية وأمطار غزيرة تصل لحد السيول، وأكدنا هذا الكلام حتى يأخذ القاطنون بالمحافظات حذرهم البالغ من مثل هذه الأمور، والحفاظ على الأوراح. وأؤكد أنَّ الهيئة أطلقت العديد من الصيحات والتحذيرات تحسبًا لمثل هذه الأمور وأريد أن أشير إلى أنَّ إطلاق مثل هذه التحذيرات منذ أكثر من شهر ونصف وقبل وقوع أزمة الإسكندرية بيومين، فأين المسؤولين من هذه التحذيرات؟، ويؤسفني ما حدث من أرواح التي زهقت فى حادث الإسكندرية، وأؤكد أنَّ المواطن الطبيعي رجل غلبان ليس لديه شيء لمواجهة الطبيعة، ولكنني أنصح الجميع بأن يلتزم بيته خلال هذا الأسبوع لأنه لن يستطيع مواجهة الطبيعة، إنَّما الإدارات المحلية والمحافظات هي وحدها القادرة على مواجهة هذه الظواهر.
وكيف ترى تأثير أحوال الطقس على العملية الانتخابية غدًا الأربعاء؟ اللي أنا أعرفه إن اللي عايز ينزل هينزل، وأعتقد إن المحافظات بعد المشكلة التي حدثت بالإسكندرية ستأخذ المحافظات جميعها الحذر انتباها للعملية للانتخابية، وأعتقد أن ما حدث في الإسكندرية لا يمكن أن يتكرر في أي محافظة أخرى إذا أخذت المحافظات على عاتقها الاحتياطات اللازمة، وأتمنى ألا يؤثر ما يحدث في العملية الانتخابية، وأؤكد أنَّ محافظات سلاسل جبال البحر الأحمر وشمال وجنوب سيناء والساحل الشمالي ستشهد أمطارًا غزيرةً، ونتمنى أن تكون المحافظات جاهزة لمجابهة هذه الظواهر، والأزمة تجلت بشكل كبير في الإسكندرية لأنَّها العاصمة الثانية لمصر وهناك تركيز عليها، لكن هناك مناطق أخرى مثل بلطيم نظرًا لسقوط كمية أمطار غزيرة ضعف ما حدث في الإسكندرية تقدر نسبتها ب1.5 سنتميتر مقارنة بالإسكندرية 0.7 سنتميتر، وأؤكد أنَ الخرائط تؤكد استمرار موجة الطقس غير المستقرة حتى الخميس المقبل.