مشاركة السبكي في المهرجان بفيلمين دليل على أنه يقدم أعمالًا جيدة.. وينقصنا التمويل والتنظيم الجيد لمنافسة المهرجانات العالمية حتى اللحظات الأخيرة قبل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ظلت الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان، تواصل التحضير لكافة الفعاليات، وتضع اللمسات النهائية على حفل الافتتاح، حيث تسعى لخروج هذه الدورة بشكل يليق باسم مصر في ظل المنافسة المشتعلة بين مهرجان القاهرة والمهرجانات العربية الأخرى. وفي حوارها مع "التحرير" تتحدث ماجدة واصف عن رؤيتها للمهرجان هذا العام، والتحديات التي تواجهها، وأسباب اختيار السينما اليابانية كضيف شرف هذه الدورة. هل تشعرين بالقلق على المهرجان في ظل الظروف التي تمر بها مصر؟ بالعكس، فطوال الوقت السينما هي ضمير الأمة الذي يشعر بمشاكلها وهمومها، وفي أحيان كثيرة تكون هي المتنفس والمخرج الوحيد للإنسان للخروج من مثل هذه الظروف، ونحن نحتاج إلى أجواء مختلفة لخلق نوع من البهجة والتفاؤل والأمل داخل نفوس المصريين، كما أن إقامة المهرجان فرصة لنثبت للعالم أن مصر مستقرة وآمنة . ما هي البصمة التي ستتركها ماجدة واصف هذا العام على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ؟ أتمنى أن يكون المهرجان جماهيريًا، وأن يذهب إليه الجمهور المصري الذي أثق في حسه الفني وحبه المعروف للسينما، وبالفعل قمنا بتذليل الكثير من الأمور المادية واللوجستية لجذب أكبر عدد الجمهور، وأنا متفائلة بوجود عدد كبير من الشباب الذين يرغبون في المشاركة في فاعليات المهرجان، فقد بادر عددًا كبيرًا منهم باستخراج الكارنيهات الخاصة بحضور الأفلام والندوات وشراء التذاكر الخاصة بالعروض. لماذا وقع الاختيار على السينما اليابانية لتكون ضيف شرف المهرجان هذا العام؟ السينما اليابانية ذات طابع وثقافة مختلفة عن باقي سينمات العالم، ومن خصائص أي مهرجان أنه يفتح عوالم وآفاق جديدة أمام جمهوره للاستفادة منها والتزود بثقافات مختلفة، والجمهورالمصري غير معتاد على مشاهدة السينما اليابانية لذلك اعتبرتها فرصة جيدة لمعرفة هذا العالم المختلف، والأفلام اليابانية المشاركة مترجمة إلى اللغتين العربية والإنجليزية لتسهيل التواصل معها. كيف ترين تكريم مجموعة من شباب الفنانين في المهرجان؟ تكريم الشباب في أي مهرجان شيء أساسي ومطلوب، لأن أي عمل في الحياة قائم على تسليم الأجيال المختلفة لبعضها البعض، والسينما من أكثر المجالات التي يتعاون فيها الأجيال المختلفة في نفس الوقت، كما أن الأساس في التكريم هو تقديم الأعمال الجيدة، ومن المؤكد أن هناك شباب من الفنانين يقومون بتقديم أعمال محترمة. ألم تخشين من انتقادك بسبب مشاركة فيلمين في المهرجان من إنتاج السبكي؟ بالعكس، فالسبكي مثله مثل باقي نوعية معينة من المنتجين الذين يقدمون أعمالا جيدة وأخرى رديئة، ومشاركته بفيلمين في المهرجان أكبر دليل على صحة هذا الكلام، وإذا رجعنا إلى الوراء وتذكرنا المخرج حسن الإمام والذي كانت أفلامه تواجه بالنقد سنجد أننا عندما نتذكره نذكر الثلاثية لنجيب محفوظ، فالسينما من الأشياء التي لابد أن نترك لها مسافة ونحن نحكم عليها. ما الذي ينقص مهرجان القاهرة السينمائي ليكون مثل باقي المهرجانات العالمية؟ نحاول أن ننظم المهرجان بشكل حضاري وعلمي، يجوز أنه لا ينقصني سوى شيء من التنظيم، وإن كانت الأمور المالية أيضًا تؤثر على العديد من النقاط الهامة ومنها التنظيم، فنحن مثلا فريق عمل صغير وإمكانيتنا محدودة وغير كافية، ومن المؤكد أن هذا يؤثر على سير العمل، لكن نحاول ان نعوض هذا النقص بالروح الجيدة والجميلة والتعاون الذي يكون بديلا عن نقص أي شئ، ولكنه في الحقيقة يكون مرهق جدا. لماذا يتم تكريم النجمة الإيطالية كلوديا كاردينالي هذه الدورة مع أنها كرمت من قبل؟ هناك قامات في السينما لها تاريخ كبير لا يمكن نسيانه منهم كلوديا كاردينالي، كما أنها مازالت موجودة على الساحة الفنية ولم تنسحب منها مبكرا مثلما فعلت بعض النجمات، كما أننا وجدنا منها ترحيبا كبيرا عندما علمت بتكريم عمر الشريف في هذه الدورة، وقالت إنها سعيدة بوجدها في هذه الدورة بالذات لأنها عملت مع عمر الكثير من الافلام التي تعتز بها. المهرجان دائما ما يقابل صعوبة في الحصول على أفلام العرض الأول، فما السبب؟ بالطبع وجود أفلام تعرض لأول مرة في المهرجان شيء مهم، ولكن نحن نملك هذه الدورة العديد من الأفلام الجيدة داخل وخارج المسابقة الرسمية، منها أفلام ذات طابع خاص لحصولها على جوائز من مهرجانات أخرى وأفلام مرشحة للأوسكار، وبرنامج المهرجان يحمل العديد من التنوع وأعتبره غنيا جدا، فهناك فيلم أفغاني وأخر باكستاني، وأفلام من بيرو ولذلك أعتبره مهرجانا عالميا من ناحية الأفلام.