الحق فى الحياة، مبدأ كفله الدستور والقانون، إلا أن أصحاب النفوس الضعيفة من الأطباء سرعان ما يتناسون هذا ويقعون متلبسين مع سبق الإصرار فى جريمة قتل روح بشرية تحت مسمى ما يعرف ب«عمليات الإجهاض»، تحت مبررات وحجج واهية لا ترقى لأن تكون سببًا للتخلص من إنسان. قانونى: جريمة إجهاض الحبلى «جنحة» لا «جناية» «إجهاض الحبلى» هو المسمى القانونى لما يعرف بالإجهاض، تعد جريمة من جرائم الاعتداء على حق روح بشرية فى الحياة، إذ يكون الغرض منها إنهاء حياة جنين لم ير النور. المشرع المصرى خصص بابا مستقلا فى قانون العقوبات للحديث عن تلك الجريمة، تحت عنوان «إسقاط الحوامل»، ولم يضع تعريفًا محددًا لتلك الجريمة، مكتفيًا بتحديد صوره والعقوبات المقررة لكل شكل من أشكاله. يقول حسام سعد، المحامى، إن إجهاض الحبلى جنحة تصل عقوبتها الحبس 3 سنوات، إلا أن القانون يفرق بين ما إذا كانت السيدة على علم بأنها ستجهض حملها وموافقة على ذلك وجرى اتفاق بينها وبين الطبيب مجرى العملية، من عدمه، أم حدث الإجهاض بعد خطأ طبى للطبيب، وفى كل الأحيان هو إجراء مخالف للأعراف ولوائح نقابة الأطباء، موضحًا أن الطبيب يسعى قبل إجراء عملية الإجهاض لتأمين موقفه بأخذ إقرار من أحد أقارب السيدة من الدرجة الأولى، تحت ما يعرف ب«بند الضرورة». القاضى يفرق بين الإجهاض بعد مرور 120 يومًا على الحمل ويؤكد سعد أن القاضى الموضوعى يفرق بين إجهاض الجنين بعد مرور 120 يومًا على تكوين الجنين، لأنه وفى تلك الحالة تكون الروح قد بُثت فى الجنين، وينظر إليها فى تلك الحالة على أن الطبيب تخلص من روح بشرية. وطالب المحامى بتشديد العقوبة على الطبيب المتسبب فى عمليات الإجهاض، كتلك التى نسمعها من آن لآخر، لافتا كذلك إلى ضرورة أن يسن قانون جديد فى مجلس النواب المقبل لتغليظ عقوبة إجهاض الحامل، لترتقى للجناية بدلاً من الجنحة. حبس طبيب روض الفرج وتشميع عيادته نيابة روض الفرج فتحت تحقيقًا موسعًا مع طبيب نساء وتوليد، على خلفية اتهامه باستخدام عيادته الخارجية فى إجراء عمليات الترقيع والإجهاض بالمخالفة للقانون، قبل أن تأمر بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بتشميع عيادته وإغلاقها، وذلك بعدما أكدت تحريات المباحث صحة ما هو منسوب إليه. سعودى بالجيزة اتفق مع طبيب لإجهاض زوجته وفى البدرشين تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط طبيب أمراض نساء تسبب فى وفاة سيدة فى أعقاب إجراء عملية إجهاض لها، وتكشفت الواقعة بعدما ذهب رجل سعودى يقيم بالهرم ومتزوج من فتاة غير مصرية إلى عيادة طبيب نساء، وطلب منه إجراء عملية إجهاض لزوجته، ووافق الدكتور على الفور، وقام بإجراء العملية لها وعند عودتها لمنزلها حدث لها نزيف حاد تسبب فى وفاتها.
كيميائى أبو النمرس أجهض زوجته طمعًا فى دخلها المادى وفى الجيزة، أمرت نيابة مركز الجيزة بضبط وإحضار طبيب كيميائى قام بتعذيب زوجته وتعمل مضيفة طيران، فى منطقة أبو النمرس، حتى تسبب فى إجهاضها من الحمل لعدم تركها للعمل، ضمانًا لحصولها على مرتبها كاملا. ودلت التحقيقات أن الزوج كان يعمل طبيبًا كيميائيا بإحدى شركات الأدوية الخاصة، وتزوج من مضيفة طيران، وبعد مدة من زواجهما ترك عمله بالشركة، وجلس فى المنزل دون عمل، وأصيب بحالة نفسية سيئة، واعتمد فى تدبير نفاقته على عمل زوجته الذى يدر لهما دخلًا لا بأس به، وفى أحد الأيام فوجئ الزوج بزوجته تخبره أنها حامل، وبالتالى ستترك عملها لشعورها بإجهاد وإرهاق، جن جنون الزوج ورفض رفضًا باتًا، وقام فى إذلالها وتعذيبها بكل الطرق لعدم تركها للعمل، حتى تسبب فى إجهاضها. آداب المهنة تسمح للطبيب بإجرائها فى حالة الضرورة الصحية ومن المعروف أن لائحة آداب مهنة الطب نظمت فى المادة 29 منها آلية إجراء عمليات الإجهاض، وأجازت للطبيب إجراءها لو استدعى الوضع الصحى للمرأة التخلص من الجنين، فإذا كانت الحالة غير طارئة يجب الحصول على موافقة كتابية من طبيبين متخصصين، أما فى الحالات الطارئة فيجوز للطبيب إجراء العملية، وبعدها يجب عليه كتابة تقرير مفصل عن الدواعى الطبية للإجهاض والهدف من هذه الاشتراطات ضمان حصول المرأة على الرعاية الطبية اللازمة بعد عملية الإجهاض. دراسة: معدل الإجهاض وصل ل14.8 من كل 100 مولود وكشفت دراسة أجراها مجلس السكان الدولى بالتعاون مع الجمعية المصرية للخصوبة عام 1998، ونشرت نتائجها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن أن معدل الإجهاض القصدى فى مصر يصل ل14.8 من كل 100 مولود. «إبرة الخياطة» أشهر أساليب السيدة الأمية للتخلص من جنينها فيما أفادت دراسة أعدتها الدكتورة هالة الدمنهورى، الباحثة فى مجال الصحة الإنجابية، بالتعاون مع 23 منظمة مجتمع مدنى، عام 2009 تحت عنوان «لماذا تجهض السيدات أنفسهن فى مصر»، رصدت الدراسة تجارب حية لعينة مكونة من 53 سيدة فى فئات عمرية واجتماعية وثقافية مختلفة، والأسباب التى دفعت سيدات متزوجات ومغتصبات وعزباوات وعاملات بالجنس لإجهاض أنفسهن فى الثلث الثانى من الحمل أى فى الشهر الرابع والخامس والسادس، وذلك بالاعتماد على أساليب عدة بداية من اللجوء لطبيب فى حالة السيدة المتعلمة وصولا للطرق البدائية فى الإجهاض بالنسبة للسيدات ذات الحظ الأقل فى التعليم والثقافة، مثل شرب المياه الغازية ساخنة، أو استخدام «إبر الحياكة» على سبيل المثال.