"الحملة الوقحة ضد المعارضين في مصر" عنوان اختارته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لافتتاحية عددها الصادر، اليوم الثلاثاء، التي خصصتها للحديث عن الصحفي والناشط الحقوقي حسام بهجت، الذي تم اعتقاله السبت الماضي، ووجهت له تهمة نشر أخبار كاذبة من قبل النيابة العسكرية. وقالت الصحيفة الأمريكية: إنه "تم استدعاء الصحفي حسام بهجت، يوم الأحد، إلى مكتب المخابرات العسكرية في القاهرة، وعلقت بالقول "كثيرًا ما أرعبت هذه اللقاءات منتقدي الحكومة لأنها غالبا ما تؤدي إلى تدهور في نظام العدالة في البلاد". وأوضحت "نيويورك تايمز" أن الاعتقال التعسفي للمدنيين في مصر، ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية أصبح أمرًا روتينيًا مروعًا في السنوات الأخيرة، حيث شنت الحكومة حملة على كل أشكال المعارضة تحت ستار محاربة الإرهاب، لكن هناك شيء مثير للقلق بشكل خاص إزاء احتجاز بهجت، واحتمال محاكمته في محكمة عسكرية. واعتبتر الصحيفة أن اعتقال شخصية مهمة ومعروفة في المجتمع الدولي لحقوق الإنسان، يظهر أن حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لها شهية هائلة للقمع وليس للنقد. وأشارت إلى أنه "في تطور آخر لا يحمد عقباه يوم الأحد، اعتقلت السلطات صلاح دياب، مؤسس ومالك صحيفة "المصري اليوم"، الصحيفة التي نشرت تقارير تنتقد الحكومة". وانتقدت الصحيفة سياسة الرئيس الأمريكي ب"عرض تحالفه مع مصر باعتباره أمرًا حاسمًا"، مشيرة إلى أن أوباما لم يفعل شيئًا يذكر لمواجهة التوسع السلطوي لحكومة السيسي، كما تحدثت عن المساعدات التي يخصصها الكونجرس بقيمة 1.3 مليار دولار إلى مصر في شكل مساعدات عسكرية كل عام، على الرغم من الأدلة الكثيرة التي توضح أن القوات المسلحة ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان في ظل الإفلات من العقاب. "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن مصر بحاجة ماسة إلى الاستثمار الدولي وتعميق العلاقات العسكرية مع الولاياتالمتحدة، لكن التجارة والمساعدات العسكرية يجب أن تكون مشروطة بشكل واضح بأن الحكومة سوف تحترم حرية التعبير وما تبقى من المجتمع المدني في البلاد. ففي عام 2002، أسس الناشط الحقوقي "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، وهي منظمة رائدة في مجال حقوق الإنسان، وثقت التحولات والانعطافات في الحقبة الصاخبة التي بدأت مع الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك في أوائل عام 2011. "كما أنها أعدت تقارير طرحت أسئلة صعبة، وكثيرًا ما وجدت حقائق غير سارة، وفي الشهر الماضي، نشر بهجت تقرير على موقع "مدى مصر" عن ملاحقة شبه سرية ل 26 من ضباط الجيش وجهت لهم تهم التآمر للإطاحة بحكم السيسي". وأنهت الصحيفة افتتاحيتها بالقول "كان بهجت حذرًا دائمًا حول مخاطر عمله، لكن ذلك لم يمنعه أبدًا، فزنزانة السجن يمكن أن تدوم لبعض الوقت، إذا استمر زعماء العالم في الرد على انتهاكات مصر بلا مبالاة".