«سد البلاعات لخلق الأزمات وتأليب الناس ضد الحكومة» أحدث الاتهامات التى طالعنا بها أمس بيان صادر عن وزارة الداخلية المصرية، ليأتى بمثابة إعلان هزيل عن ضبط من وصفهم البيان بخلية إرهابية، قامت على سد بالوعات الصرف الصحى فى الإسكندرية، إلى جانب تنفيذ تفجيرات إرهابية، دون توضيح تفاصيل. خبراء الأمن ورجال القانون علقوا على البيان بلسان المنطق، واصفين الأمر بأنه استخفاف بالعقول، وتنصل للحكومة من مسؤلياتها،ومحاولة لإيجاد شماعة وهمية يعلقون عليها الفشل فى التعامل مع أزمة صرف مياه الأمطار التى تسببت فى غرق المنازل وموت مواطنين بينهم أطفال صعقاً بالكهرباء فى الشوارع. رأى القانون وعقوبة المتهمين الخبير القانونى ياسر سيد أحمد، أكد أنه لا توجد جريمة بإسم «سد البلاعات»، ولكن هناك جريمة «اتلاف مرفق عام»، كتخريب منشأة حكومية أو وسيلة لتقديم خدمة عامة كالنقل والكهرباء وغيره، وهى جريمة تصل عقوبتها إلى السجن 3 سنوات كحد أقصى، حسب حجم التلفيات التى أحدثها الجناة، إلا إذا اقترنت تلك الجريمة بجرائم أخرى، وفى هذه الحالة يتحدد العقاب وقف للجريمة الأشد. وأوضح المحامى أن اتهامات الانضمام لجماعة إرهابية، وتنفيذ تفجيرات وحيازة مفرقعات، المذكورة فى بيان «الداخلية» ترفع عقوبة المتهمين حال ثبوت الجرائم المنسوبة لهم، إلى السجن المؤبد، أما «زيادة السخط الجماهيرى» الواردة بالبيان فليست جريمة، ولكنها تعتبر دليلاً على جريمة تكدير السلم العام والدعوة للتظاهر. وتهكم «سيد أحمد» من تسمية المتهمين ب«خلية إرهابية» لأنهم «يسدون البلاعات»، بقوله: هذا غير منطقى، وإلا تكون الجماعات الإرهابية باتت تمنح أعضائها «فرقة فى صب الخرسانة»، وبات من السهل إلصاق تهمة «خلية إرهابية» بأية مجموعة، يتهم القبض عليها، باعتبارها «تهمة جاهزة»، حسب وصف المحامى، باعتبار الإنسان الطبيعى ضد الإرهاب والتخريب، لكن ينبغى احترام عقول الناس وعدم الاستهانة بها. وأضاف: أنه على فرض صحة الاتهام بشأن «سد البلاعات»، فأن كان المتهمين مذنبين حقاً، فإن باقى أصابع الاتهام تشير إلى التقصير الحكومي، سواء من قبل وزارة الداخلية، أو الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، فكيف يتم إلقاء خلطات خرسانية ببالوعات الصرف، والشرطة غائبة، والهيئة لا تقوم بواجبها فى الفحص والصيانة لتركيبات الصرف، خاصة وإن كان الحديث عن عاصمة مصر الثانية «الإسكندرية»، والتى غرقت عن آخرها بما فيها شارع الكورنيش الذى لا تنقطع الحركة فيه ولو لثانية واحدة على مدار اليوم. أدلة جريمة «سد البلاغات» وأشار المحامى إلى صعوبة إثبات جريمة تعطيل مرفق الصرف الصحى، متسائلاً هل تم ضبط المتهمين يلقون الرمال والأسمنت والظلط بالبلاعات، أم أنهم يصبونها بسيارات "خلاط الخرسانة" فى الشوارع دون رقيب أو حسيب؟، معتبراً إيجاد دليل اتهام كهذا غير منطقى، إلا حال ثبوت حيازة المتهمين لشبكات صرف، ورصد استهدافهم نقاط معينة تم تخريبها حسب تعليمات بحوزتهم أو ما شبه، أو كان أحدهم مسؤل بهيئة الصرف. وأخيراً طالب رجل القانون الحكومة بتولى مسؤلياتها دون الارتكان إلى أعذار غير منطقية، معتبراً تصديق بيان "سد البلاعات" على عواهنه دليلاً على السذاجة وعدم احترام العقول. المواطن يتهكم على الحكومة بإسم «الإخوان» أشار الخبير الأمنى محمود قطرى، عميد الشرطة السابق، إلى سخرية المواطنين من أزمات الحكومة المتكررة، وإلقاء كثير منها على عاتق جماعة الإخوان الإرهابية، والتى انتشرت كثيراً وبات يتردد فيها «ناقص يقولون الإخوان هما اللى سدوا البلاعات»، رافضاً ترجمة تلك السخرية إلى أمر واقع فى بيان وزارة الداخلية، واصفاً الأمر بأنه محاولة سخيفة تحمل الإرهابيين فوق أفعالهم، خاصة مع تكرار الأزمات التى سببتها الأمطار فى عدة محافظات أخرى بعيداً عن الإسكندرية، كما حدث فى المنصورة ودمنهور وطنطا وغيرها. ونوه الخبير الأمنى إلى معقولية أزمات الكهرباء والسولار بسبب تدخلات جنائية، لما كان يحدث من تفجير أبراج الضغط العالى، واستهداف أبراج رئيسية بقنابل ثقيلة، وتم على إثرها ضبط خلية إرهابية نفذت تلك الأعمال وتقديمها للمحاكمة، علاوة على تجارة السوق السوداء التى تسببت فى أزمات بالمواد البترولية بوجه عام، لكن ليس كل ما يُقال يٌعقل، فهذه المرة "وسعت منهم" -حد وصف "قطرى". بيان وزارة الداخلية عن «خلية البلاعات» كانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، أعلنت إلقاء القبض على خلية إرهابية مكونة من 17 من أعضاء اللجان النوعية لتنظيم الإخوان؛ تبين تورط أفرادها فى تفجير عبوتين ناسفتين وسد مصارف الصرف الصحى لوقف تصريف الأمطار بالإسكندرية.
وقال مستهل بيان صادر عن وزارة الداخلية «إن معلومات توافرت لضباط قطاع الأمن الوطنى حول إصدار قيادات التنظيم تكليفات لعناصرها من خلايا لجان العمليات النوعية بمحافظة الإسكندرية بإرتكاب بعض العمليات العدائية؛ حيث قاموا بتفجير عبوة ناسفة بمنطقة مناورة القطارات بمحطة مصر دائرة قسم شرطة العطارين بمحافظة الإسكندرية وإبطال مفعول أخرى بذات المنطقة، وتفجير عبوة خلف المستشفى الإيطالى بمنطقة لومبروزو دائرة باب شرق، وسد المصارف ومواسير الصرف الصحى بإلقاء خلطة أسمنتية بداخلها لعدم تصريف المياه وحرق وإتلاف محولات الكهرباء وصناديق القمامة لإحداث أزمات بالمحافظة وإيجاد حالة من السخط الجماهيري ضد النظام القائم».