تختلف معاناة المواطنين من سقوط الأمطار في المدن عن القرى، نظرًا للطبيعة المختلفة، ويعد سقوط الأمطار خيرًا لكل الناس، خصوصًا الفلاحين الذين يعتبرونها مصدر فأل في زراعاتهم، إلا أنها هذه المرة أتت بما لا يشتهونه، حيث تسبّبت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة دمياط، أمس الأحد، في تعرُّض نحو 22 من مزارعي القطن بقرى كفر المرابعين والوسطاني والركابية بمحافظة دمياط إلى خسائر فادحة تصل إلى نحو 30% بسبب غرق محصول القطن، فضلاً عن توقُّف جنيِه، بسبب هذه الأمطار التي لم تتوقف. وناشد مجدي البسطويسي، نقيب فلاحي دمياط، الحكومة بالتدخُّل، قائلاً: "إن الفلاح شاف المُر (مُرّين) هذا العام، المُر الأول بسبب موت محصول القطن بمعظم قرى مركز كفر سعد، والمُر الثاني هو الأمطار التي أكملت على الفلاح". وطالب مسعود أحمد، مزارع، بتعويض فلاحي دمياط عن خسائرهم عن المحصولَين الصيفي والشتوي، كما طالب بتدخُّل الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنقاذ فلاحي دمياط من الخسائر التي تعرَّضوا لها بسبب فشل مسؤولي وزارة الزراعة وموسم الأمطار، مؤكدًا "الفلاح ضاع ومافيش حد بيسأل عنه". وقال المهندس حمدي غربية، مدير عام الإرشاد الزراعي بدمياط، إن محصول القطن هذا العام تأثَّر بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة، وكذلك الأمطار، وبالفعل هناك آثار سلبية على المحاصيل. وأشار مدير عام الإرشاد الزراعي إلى أنه حتى الآن لم نقم بحصر التلفيات جراء سقوط مياه الأمطار الغزيرة، ولكن في المعتاد فالأمطار تؤثر تأثيرًا سلبيًّا في وقت جني المحصول، وخصوصًا القطن طويل التيلة، وتقدّر التلفيات من 10% إلى 12% من إجمالي المحصول. وأوضح غربية أن إنتاجية فدان القطن المتوقعة كانت من 7 إلى 8 قناطير للفدان، ولكن هذا الموسم الإنتاجية لم تصل إلى 4 قناطير للفدان. وأكد غربية أنه تم الانتهاء من جني محصول القطن في الجَمعتَين، الأولى تم فيها جمع 2250 فدانًا، بينما الجَمعة الثانية تم فيها جمع 2784 فدانًا من إجمالي 5930 فدان قطن طويل تيلة، حيث بلغت نسبة التفتيح 60%.