الصحيفة البريطانية تصف رواية نتنياهو بأن أمين الحسيني هو ملهم هتلر بالهولوكوست ب«الادعاء المشين» "لسنوات عديدة حاول المؤرخون تحديد متى وكيف وصل أدلوف هتلر لقرار إبادة يهود أوروبا، ولكن دون جدوى" كان هذا بداية لمقال في صحيفة "الجارديان" البريطانية بعنوان "رواية نتنياهو بين هتلر والمفتي هو آخر شي نحتاجه"، وذلك ردًا على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في افتتاح المؤتمر الصهيوني العالمي بالقدس، قائلًا: إن "مفتي القدس هو الذي أعطى هتلر الفكرة بحرق يهود أوروبا، وهي تعتبر واحدة من أكثر اللحظات المثيرة للاهتمام في تاريخ الحرب العالمية الثانية كلها". المفتي "أمين الحسيني" عُيِن من قبل البريطانيين في عام 1921، وكان لقب منصبه في ذلك الوقت "رئيس للسلطة الدينية والسياسية الكبرى بين العرب الفلسطينيين"، وفقًا لمبدأ "عدو عدوي هو حليفي"، حيث سعى المفتي في دعم ألمانيا النازية وفي المقابل أيد حرب هتلر، بما في ذلك إبادة اليهود. ووفقًا للصحيفة البريطانية، في نوفمبر 1941، استقبل هتلر أمين الحسيني في برلين، أما القصة التي يرويها نتنياهو، بأن هتلر وقتها لم يكن يريد إبادة اليهود، وأن يكتفي بطردهم فقط، لكن الحسيني احتج وقال: إنهم "يأتون لفلسطين"، وبدوره رد عليه هتلر متسائلًا ماذا عليه أن يفعل؟ ليجيبه الحسيني "أحرقهم". وتضيف "الجارديان" أن نتنياهو لم يصف استجابة هتلر لجواب الحسيني عليه، ولكن يمكن للمرء أن يتخيل بأن رد هتلر سيكون بصيغة إعجابية مثل: “واو.. كيف لم تجئني فكرة كهذه و أفكر فيها". وبالمقارنة.. جميع الحكومات الإسرائيلية استخدمت "محرقة" في جدالتها السياسية، وفي المقابل منذ عام 1948 كل زعيم عربي تم مقارنته بهتلر مرة واحدة على الأقل، ومقارنة جميع الدول العربية لإسرائيل بالنازيين، ومن جهتهم رفض العرب دائمًا الاعتراف بأن المحرقة هي العنصر الأساسي في الهوية الإسرائيلية، وأن هذا يعتبر أمر مؤسف بسبب أن كل شخص لم يفهم هوية عدوه، لن يكون هناك سلام. ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن "نتنياهو" استخدم مثل هذا الخطاب في خطاباته الملتهبة ضد الاتفاق النووي الإيراني، لا سيما في الكونجرس الأمريكي والجمعية العامة للأمم المتحدة، فقصة المفتي لم تكن جديدة بالنسبة له، فلقد وردت في أحد مؤلفاته، واعتمدت على أفكار أدولف إيخمان بعد الحرب، واعتمدت القصة أساسًا على ديتير ويسلسني ، أحد الضباط النازيين، الذي روى زيارة أجريت لمعسكر اعتقال "اوشفيتس" النازي. الحوار بين (المفتي وهتلر) ذهب إلى مدى بعيد حتى أكثر مما كان يجرى عنه الكلام من قبل، وعلاوة على اللقاء مع هتلر، جلس الحسيني مع إيخمان وتحدث عن مخطط لنقل أطفال يهود من شرق أوروبا لفلسطين، وكان يجب تقديمه للمحاكمة مع باقي مجرمي الحرب، وسلوكه خلال الحرب الذي سيبقى وصمة عار في التاريخ الفلسطيني. وتقول الجارديان: إنه "ليس هناك أدلة قوية تشير إلى أن (الحسيني) لعب أي دور في قرار إبادة اليهود، و كما كتب برنارد لويس في كتابه "سامية ومناهضة السامية"، فإنه "يبدو من غير المحتمل أن النازيين في حاجة إلى أي تشجيع إضافي من الخارج".