صدر مؤخرا عن راندوم هاوس كتاب "أيقونة الشر: مفتي هتلر ونهوض الإسلام الراديكالي" للأميركيين ديفيد دالين وجون روثمان. وكان المؤلفان قاما عام 1968 بزيارة متحف محرقة Yad Vashem في القدس، وهناك شاهدا صورة مكبّرة تجمع الزعيم الألماني أدولف هتلر مع الزعيم الفلسطيني ومفتي القدس الحاج أمين الحسيني. ووفقا لصحيفة "الغد" الأردنية نقلا عن "هيرالد تريبيون" يقول المؤلفان في تقديمهما للكتاب: "في الحال قفز سؤال مهم إلى ذهنينا: ما هي القصّة من وراء تلك الصورة؟، منذ ذلك اليوم في القدس قبل 40 عاما، تابعنا قصة المفتي بتصميم كبير، وكرسنا ساعات طويلة لبحث حياته". عين الحسيني مفتيا للقدس في العام 1921، وهو ما أهله لأن يكون أعلى سلطة دينية وسياسية بين العرب الفلسطينيّين، ويري المؤلفان أن المفتي لربما دان بعمله هذا إلى "علاقة عاطفية وجنسية شاذّة" ربطته مع إيرنست ريتشموند، أحد مستشاري المندوب السامي البريطاني، والذي يصفه المؤلفان بأنه "لا سامي شرس"، غير أنهما لا يعرضان أي دليل يوثق لتلك العلاقة، كل ما يقولانه هو أن الشائعات كانت تسري ضمن الإدارة البريطانية في القدس. وكفلسطيني قومي متحمس، قاتل الحسيني كلا من الصهاينة والبريطانيين، إضافة إلى إنه كان محرضا على بعض الحوادث العنيفة التي اندلعت في فلسطين في العشرينيات والثلاثينيات. وانطلاقا من مبدأ (عدو عدوي حليفي)، أراد المفتي دعما من ألمانيا النازية في مقابل دعم حرب هتلر، ومن ضمن ذلك إبادة اليهود. وإضافة إلى اجتماعه مع هتلر، قابل الحسيني أدولف آيخمان، وعطل خطة لنقل الأطفال اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين. في جميع صفحات الكتاب -وفقا لنفس المصدر- يميل المؤلفان إلى تشويه الإسلام بربطه باللاسامية والنازية، كما إنهما يصنفان العديد من الزعماء العرب والمسلمين على أنهم تابعون للمفتي: أنور السادات وياسر عرفات من بين (الأشرار)، لذلك فلا بد للشخص من أن يسأل: ما هي الطريقة التي قاد فيها الحسيني الزعيمين للتوصّل إلى اتفاقيات تاريخية مع إسرائيل.