ستقام الجمعة القادمه جوله انتخابات التجديد النصفي لنقابه الاطباء، وهذه الجوله تشمل نصف مجلس النقابه ومقعد النقيب في كل من النقابه العامه والنقابات الفرعيه، تأتي تلك الجوله بينما الراي العام منشغل تماما بامور اخري، فلم تلتفت الميديا ولا وسائل التواصل الاجتماعي لهذا الحدث علي اهميته، واغلب الظن ان جموع الاطباء، هي الاخري، لن تشارك مشاركه تتجاوز نسب مشاركتهم في الجوله السابقه، مع ان المنافسه مشتعله علي اشدها بين قوائم كثيره، وهذا ما سوف احاول ان اقدم له تفسيرا. لا اعرف ان كان من قبيل المصادفه ام خطأ لفظي له دلالته ان قدم المسؤول الاول عن مراقبه الانتخابات اسماء العشره المرشحين لمقعد نقيب الاطباء بان وصفهم بالمبشرين، فمن متابعتي اميل للاعتقاد ان السلطه الحاكمه لا ترغب حتي هذه اللحظه في بسط نفوذها علي نقابه الاطباء، ليس لانها لا تمتلك القدره علي عمل ذلك ولكن لانها لا تقيم وزنا اصلا لمثل تلك النقابات، ويبدوا وكانها قد عقدت العزم علي تنفيذ خطتها في قطاع الطب بصرف النظر عن رغبه الاطباء، واغلب الظن ان تلك الخطه ستستهدف التخلص من عدد كبير من اطباء وزاره الصحه وتقليص الخدمات الطبيه العامه بإستثناء خدمات الطب الوقائي، اي تلك الاجزاء التي لا يمكن ان يقدمها القطاع الخاص. فالملاحظه الاولي انه من ضمن الخمسه قوائم المتنافسه في هذه الدوره، هناك ثلاثه قوائم تتضمن اطباء في مواقع تنفيذيه او من منتسبي النظام القديم بدرجات متفاوته، ذلك واضح من اماكن عملهم او من تاريخهم في العمل السياسي والنقابي، تلك هي قوائم الاصلاح والحكمه والدعم القانوني وتدعم كل منها نقيب عام مختلف، وعدم توافق تلك القوائم فيما بينها هو ما يؤكد عدم اهتمام السلطه القائمه بتنسيق مواقف منتسبيها وهذا ما اظنه لن يتكرر في الجولات القادمه، عندما ستشعر السلطه بأهميه سيطره اتباعها علي مثل تلك المواقع، اذ يبدوا ان رصيدها الشعبي مازال يسمح لها بإملاء خططها علي الجميع، وهذا ما اظنه لن يستمر في المستقبل اما قائمتي الاستقلال والتحريرفهما بكل تاكيد تمثلان الاطباء الذين لاتربطهم اي صله بالسلطه التنفيذيه ولقد كانوا رفاقا بالامس القريب عندما استطاعوا مجتمعين النجاح في الجولات السابقه وتمت لهم السيطره علي مجلس النقابه العامه وعدد من النقابات الفرعيه، ومن خلال ذلك واستنادا لشعبيتهما في وسط الاطباء استطاعوا تحقيق بعض الامتيازات، علي ان انشقاقهما علي بعضهما في الجوله القادمه ربما سيؤدي لخسارتهما معا، ولا حل لذلك الا بانسحاب الفريق الاقل عددا، التحرير، لصالح قائمه الاستقلال، حتي يتم تفادي تفتيت الاصوات، علي كل حال ان بقاء معسكر التنفيذين ومنتسبي السلطه مفككا في شكل القوائم الثلاث الاولي هو عامل مخفف لظاهره تفتيت الاصوات بين قائمتي الاستقلال والتحرير، وهذا ما اظنه لن يتكرر ابدا. المفاجأه الحقيقيه في هذه الجوله هي تشابه البرامج الانتخابيه الي حد بعيد، ادعاء تحقيق الانجازات من قبل هذا الفريق او ذاك كان ايضا قاسما مشتركا، وهذا متوقع فبعض زعماء تلك القوائم كانوا اعضاءا في مجلس النقابه الحالي، هكذا تركز كل البرامج علي نفس البرنامج المطلبي العقيم الذي ورثوه جميعا من زمن سيطره الاخوان المسلمين علي نقابه الاطباء، هكذا يغيب اي صوت لطبيب يطالب بما يعلمه كل الاطباء علم اليقين، ان لا علاج لكل مشاكل منظومتنا الطبيه إلا بالتصدي لما هو معروف من خلل هيكلي يضرب تلك المنظومه في الصميم، الا وهو عدم الفصل بين قطاع الطب العام وقطاع الطب الخاص وعدم السماح لاي طبيب بالعمل في القطاعين معا، لتفادي تعارض المصالح من ناحيه ولتفادي اساءه الاستخدام الذي اوصلنا بفعل التراكم وحده لحال غريبه اشد الغربه، قرابه العشره في المئه من الاطباء، النخبه، يعالجون قرابه نصف المرضي وقرابه التسعين في المئه من الاطباء، يتصارعون صراع حياه او موت من اجل الاستحواز علي قدر من النصف الثاني من المرضي الاشد فقرا، غياب مثل ذلك الصوت المطالب بعمل منظومه طبيه مثل تلك الموجوده في كل بلاد العالم من السعوديه الي بريطانيا هو ما يقتل رغبه عموم الاطباء في المشاركه في صراعات الحركه النقابيه.