كتب - أحمد نبيل الأم الحنون.. هكذا اشتهرت في الأدوار التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية بالسينما المصرية، إذ قدمت عددًا كبيرًا من نماذج "الأم" الطيبة المغلوبة على أمرها، دائمًا تضحي براحتها وعمرها من أجل أبنائها، لدرجة جعلتها تنافس غيرها من الفنانات على لقب "أم السينما المصرية"، كتبت لها الفنانة فاتن حمامة على قبرها: "يا أمي يا فردوس، لقد كنتِ لنا جميعًا فردوسًا، وسيجزيك الله بما لك من مآثر جنة الفردوس"، كما كانت صديقة مقربة لكوكب الشرق أم كلثوم. فردوس محمد، التي تمر ذكرى وفاتها اليوم، ولدت في حي المغربلين بمدينة القاهرة التراثية، عام 1906، توفى والداها وهي صغيرة، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف، مؤسس جريدة "المؤيد"، واًُلحقت بمدرسة إنجليزية بحي الحلمية العتيق، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي. قدمت أول عمل مسرحي لها على عام 1927، وهى مسرحية "إحسان بك"، مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية، التي صارت واحدة من أعضائها، كما عملت مع فرق إسماعيل يس وعبد العزيز خليل ورمسيس وفاطمة رشدي، وبدأت العمل في السينما منذ أواسط حقبة الثلاثينات، وعلى مدار مشوارها الفني، ومن أفلامها: (بياعة التفاح، سفير جهنم، غزل البنات، سيدة القطار، صراع في الميناء). عانت في أواخر حياتها من مرض السرطان، وتزايدت أعراض المرض عليها حتى دخلت في غبيوبة تامة، وتوفيت عام 1961 عن عمر ناهز 55 عامًا. أمينة رزق وغيرهما، طالما اشتهرا بدور الأم، إلا أن فردوس محمد انفردت بأمومة من نوع خاص، أمومة خرجت من أحياء القاهرة القديمة، فطغى هذا الدور على معظم أعمالها الفنية، إلا أن "أم السينما المصرية" لم تنجب، رغم زواجها من المونولوجست محمد إدريس. أثناء عمل فردوس محمد في أحد عروض الفرقة تلقت الفرقة دعوة لتقديم عروضها في فلسطين، لكن القوانين في مصر-آنذاك- لم تكن تسمح بسفر الفنانات غير المتزوجات ووقعت الفرقة في ورطة لأن الفنانة الراحلة كانت تقوم بدور رئيسي في المسرحية، ولا يمكن إلغاؤها أو استبدالها بأخرى متزوجة. صاحب الفرقة فوزي منيب وجد الحل في زواج فردوس محمد من أحد أعضاء الفرقة زواجاً صورياً ووافقت فرودس محمد على الاقتراح فتم اختيار المونولوجست محمد إريس لهذه المهمة وسافر الاثنان ضمن الفرقة إلى فلسطين، وقدمت الفرقة عروضها لأيام عديدة. وبعد انتهاء العرض المسرحي فاجأ محمد إدريس فردوس محمد بأنه يحبها ويطلبها للزواج، فوافقت واحتفلت الفرقة بزفافهما في الفندق الذي تقيم فيه، وتحول الزواج الصوري إلى حقيقي، واستمر لمدة 15 عامًا، انتهى بوفاة إدريس. في عام 1933 اتجهت فردوس محمد إلى السينما عندما اختارها المخرج محمد كريم لتمثيل دور أم وزوجة للممثل محمد عبد القدوس في فيلم “دموع الحب” مع الموسيقار محمد عبد الوهاب والمطربة نجاة علي، كما عملت مع نجم الكوميديا الراحل نجيب الريحاني، الذي تعلق بها، وعندما قام الريحاني ببطولة فيلم “غزل البنات” مع ليلى مراد لم يجد دوراً لفردوس محمد فرفض التمثيل في الفيلم حتى اضطر منتجا الفيلم أنور وجدي ومحمد عبد الوهاب لإيجاد دور لها، فقامت بدور مربية ليلى مراد في الفيلم. فردوس محمد رغم اشتهارها بدور الأم إلى أنها لم تنجب في الحقيقة، وكرست حياتها للفن حتى رحلت، حالها مثل أمينة رزق وشادية. في ذكرى وفاتها تستعرض «التحرير» بعض أعمالها الفنية التي قدمت فيها دور الأم... أم عنترة.. عنتر يغزو الصحراء (1960) تتحمل زبيبة (فردوس محمد) ذنب عدم اعتراف الأب بابنها منه، وتعيش في أزمة معهما لأنها السبب في ميلاده أسود اللون، وتنظر له وللقبيلة التي تبتعد عن معاملته بحزن دائم. يقوم الأب شداد أحد كبراء قبيلة بنى عبس بطرد ابنة عنترة كي يرعى الأغنام مع العديد لأنه أسود، يرفض الاعتراف بأبوته، فأمه عبده حبشية، يحس عنترة بالحزن، فهو بلا أب، كما أنه لم يتزوج من ابنة عمه عبلة، تتعرض قبيلة بنى عبس للغزو من إحدى القبائل، ويقوم الرجال باختطاف النساء، خاصة عبلة، يستنجد رجال القبيلة بعنترة الذى يطارد المختطفين ويتمكن من تحرير الأسيرات، يشعر شداد بالفخر الشديد لما حققه عنترة، فيعترف بابوته، ويتزوج عنترة من حبيبته. الفيلم من إخراج وتأليف نيازي مصطفى، مصطفى جمال الدين مخرج مساعد، سيناريو وحوار عبد العزيز سلام، وبطولة: فريد شوقي، كوكا، فاخر فاخر، فردوس محمد، إحسان شريف. أم أحمد.. حكاية حب (1959) تشهد على انكسار ابنها وإخفاقاته، ولا تتمكن إلا مواساته، فهي الأم الكفيفة، التي أثقلته بعناء تحمل مصاريفها هي وأخيه الصغير. أحمد مدرس موسيقى بأحد المدارس الصغيرة، يتكفل بعائلته المكونة من أمه الكفيفة وأخيه الصغير، وله صديق يؤمن بأنه موهوب كمطرب، ويحاول أن يوجهه تجاه الفن وترك التدريس، وتدور الأيام ويتحول إلى مطرب كبير من خلال برنامج إذاعي. الفيلم بطولة: عبد الحليم حافظ، مريم فخر الدين، عبد السلام النابولسي، فردوس محمد، محمود المليجي، إخراج وتأليف حلمي حليم. أم علي.. رد قلبي (1957) القلب الذي يتسع للعائلة بأكملها، ويتحمل مرض الأب وذله، قلب الأم التي حملت نفسها مسؤولية نجاح أولادها، في مجتمع لا يجد الفقير فيه مكانًا وسط أبناء الطبقة المالكة. يرصد الفيلم قصة شاب فقير ابن جنايني، يُدعى علي (شكري سرحان)، وحبه الخالد لأميرة غنية تُدعى إنجي (مريم فخر الدين)، لكن حبهما لا يرى النور في ضوء التفرقة الطبقية، ورفض والدها القاطع لتلك الزيجة، تتعقد علاقتهما عندما يعلم والدها بتلك العلاقة، فيقوم بطرد والد علي، وتهديد إنجي أنه سيبطش بحبيبها إذا لم تتراجع، وبالفعل تتراجع إنجي عن العلاقة وتُخطب لغيره، تنقلب حياة علي رأسًا على عقب، وتتعقد حياته هو وإنجي؛ حيث أنه شعر أن إنجي قد خانته. الفيلم إخراج عز الدين ذو الفقار، أنور الشناوي مخرج مساعد، تأليف يوسف السباعي، من بطولة: شكري سرحان، مريم فخر الدين، حسين رياض، فردوس محمد. أم رجب.. صراع في الميناء (1956) الفقر وترحال ابنها من بلد لبلد سعيًا وراء المال، أمور تحملتها طوال أحداث الفيلم، تتمنى له العودة ومعه (مهر حميدة) كي يتمكن من زواجها، ويتوقف ترحاله وبعده عنها. بعد 3 سنوات من الغياب، يعود (رجب) بعد رحلة سفر طويلة قضاها على ظهر إحدى البواخر سعيًا لتوفير المال من أجل إتمام زواجه ب(حميدة)، التي تعيش مع والدته في إحدى العشش المقامة على البحر، ولكن مع مرور الأيام تدب في قلب (رجب) مشاعر الغيرة حينما يشك في وجود علاقة تجمع بين (حميدة) وبين (ممدوح)، ابن صاحب شركة النقل البحري، وهو ما يتزامن مع وجود مشاكل عديدة بين مالك الشركة، وبين العاملين بها. إخراج وسيناريو يوسف شاهين، إبراهيم المنياوي مخرج مساعد، وبطولة: عمر الشريف، فاتن حمامة، أحمد رمزي، فردوس محمد، توفيق الدقن، حسين رياض.