غرفة مخصصة بمبنى محافظة القاهرة لمراقبة وسط البلد.. ومشرف عمليات مرور الجيزة الكاميرات ترصد الكثافة المرورية كتبت - سها الشرقاوي: أصبح استخدام «كاميرات المراقبة» في مصر لا يقل عنه في أي دولة أخرى، بل وأصبحت قاسما مشتركا في الأخبار والأحداث اليومية، مع تصاعد وتيرة الجرائم والإرهاب، وحملات ضبط المخالفات والمخالفين، لذلك أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء قرارا بتشكيل لجنة قومية دائمة للتنسيق الأمني لمنظومة كاميرات الرصد المرئي لشوارع القاهرةوالمحافظات كما تحمل كاميرات المراقبة مفاجآت في كثير من القضايا لكونها «عين خفية» بما ترصده من تفاصيل بأماكن التجمعات والحوادث، أو ما تقوم به من دور رقابي مهم بجميع الميادين المهمة والطرق الرئيسية عبر استخدام كاميرات المراقبة المرتبطة بغرف التحكم الرئيسية بمديريات الأمن. "التحرير" ترصد في هذا التحقيق الذي تم داخل غرف التحكم الرئيسية للمرور القاهرةوالجيزة دور كاميرات المراقبة في حياتنا، وكيف أصبحت شاهدا على حياة المصريين في الشوارع، وما تلعبه من دور وثائقي في القضايا والحوادث. كانت البداية في غرفة العمليات الرئيسية للإدارة العامة لمرور القاهرة بالدراسة التي يشرف عليها اللواء حمدى الحديدي مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة. على الباب مكتوب لافتة "ممنوع دخول مدنيين"، بالداخل يوجد العديد من شاشات العرض ومجموعة من الأجهزة والعمل بالداخل على قدم وساق. رصد المخالفات المرورية التقينا الرائد وائل عجاج مشرف غرفة عمليات المرور الذي تحدث عن العمل داخل الغرفة قائلًا "المتابعة مستمرة على مدار 24 ساعة من خلال الشاشات والكاميرات والاتصال اللاسلكي بجميع الخدمات المتواجدة بكافة الأماكن وذلك لإعادة الانضباط بكافة الشوارع والميادين، وأيضا رصد المخالفات المرورية ونجحت الكاميرات في رصد مئات المخالفات إلكترونيا ويتم إرسالها إلى وحدات المرور لإصدار المخالفة وأوضح عجاج أنه قبل ثورة يناير، المرور كان فيه حزم وانضباط أكثر من الآن، ولكننا في طريقنا للعودة للانضباط المروري مرة أخرى نظرا لتغطية كل النقاط بحملات ودوريات مرورية بالتنسيق مع الغرفة. وتابع، مؤخرا تم تحديث وتطوير الغرفة باستخدام نظام مراقبة تليفزيونية بتقنية متطورة وتزويد الغرفة بعدد من الكاميرات بأهم الميادين والمحاور الرئيسية على مستوى المدينة لرصد وكشف الاختناقات والكثافات المرورية والأعطال المفاجئة التي تعوق حركة المرور مع رصد حالات التكدس والتعامل معها أولا بأول، وبالتواصل مع الضباط عن طريق أجهزة اللاسلكي يتم إخطار الغرفة بأي مشكلة اختناق مروري لم نستطيع متابعتها عن طريق الكاميرات، لعدم تغطية بعض المحاور بالكاميرات، وكل ذلك لتحقيق سهولة حركة المرور وتقليل معاناة المواطنين وعن بداية العمل بالغرفة قال بدأ عملها منذ عام 2005 تقريبا وتم تطويرها اكثر من مرة حيث بدأت بعمل 23 كاميرا بنفس المقر الحالي حتى وصلت إلى 83 كاميرا وجار تركيب الباقي ضمن المشروع الكامل للتطوير المنظومة بإنشاء غرفتي تحكم رئيسية إحداهما بالإدارة العامة لمرور القاهرة وأخرى بمبنى المحافظة ومع تنفيذ منظومة شبكة الربط اللاسلكي وإدارتها إلكترونيا، وبدأت المرحلة الأولى فعليا في منطقة وسط المدينة بمراقبة جميع التقاطعات بوضع في كل تقاطع 3 كاميرات مهمتها مراقبة الحالة المرورية والأمنية بكاميرات عالية الجودة. وتم ربط جميع الشبكات بغرفة تحكم مركزية تشرف عليها وزارة الداخلية وسوف تساهم كاميرات المراقبة الجديدة في ضبط المنظومة المرورية وسياسيا وجنائيا، وسيتم تعميم المشروع على محافظة الجيزة ثم الإسكندرية وباقي المحافظات تباعا، حسب إضافته. وعن طبيعية العمل داخل الغرفة يقول عجاج "هنا ينقسم العمل إلى ثلاث نوبات عمل في اليوم فكل 8ساعات يعمل فريق مكون من 6 أفراد من أمناء الشرطة ويقودهم مشرف من الضباط ونحن نعمل كعائلة واحدة، والعاملين هنا جمعيهم من داخل جهاز الشرطة ومدربون على أعلى مستوى للتعامل مع التقنية الجديدة من نوعيات الكاميرات بتلقيهم دورات تدربية. وأضاف أنه لا يوجد وقائع تعطيل للكاميرات بفعل فاعل نظرا لتأمينها ووضعها في أماكن أفضل، وفي حال حدوث عطل يتم إصلاحه على الفور عن طريق شركه الصيانة. وأشار عجاج إلى أنه يتم التنسيق مع محافظة القاهرة وهيئة الإسعاف وربط جميع المرافق الهامة مع غرفة عمليات مرور القاهرة لتحقيق الفاعلية المطلوبة في سرعة انتقال رجال الإسعاف والنجدة والكهرباء والمرافق وغيرها من الجهات، على سبيل المثال في حال حدوث عطل في اتوبيس عام يتم التواصل على الفور بهيئة النقل العام لحل المشكلة أو نستخدم الونش لرفعه، ويوجد تعطيلات يمكن أن تعمل على شلل مروري كانفجار مواسير المياه والبلاعات ونقوم بالضغط على الجهة المسئولة كي تنجز العطل في أسرع وقت التفاعل مع المواطنين واستطرد عجاج، فضلا عن إنشاء الإدارة صفحة خاصة بها على شبكات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع المواطنين وفحص بلاغاتهم حول المعوقات المفاجئة التي قد تحدث في الطرق واختيار الطرق البديلة لتفادي المعوقات، كما يوجد خدمات جماهيرية من تخصيص خط تليفوني برقم 136 لتلقي البلاغات والاستغاثات العاجلة في حالة الأعطال والحوادث لتحقيق سيولة مرورية سريعة. وتأتي للغرفة مكالمات من خارج نطاقها ونقوم بمساعدة المواطنين بتوجههم إلى أقرب نقطة مرور لهم، وقد قامت الإدارة أيضا بالربط الإلكتروني مع شبكة معلومات الإدرة العامة للمرور ليحقق ذلك الربط الخدمات الكشف على السيارات المبلغ بسرقتها والاستعلام عن صحة رخصة تسيير المركبة وتقديم الخدمات المرور على الطرق الرئيسية وتقديم التوعية بقانون المرور ولائحته التنفيذية وغيرها من الخدمات. وعقب عجاج على قرار رئيس مجلس الوزراء بخصوص تركيب الكاميرات على المنشآت والمحال التجارية قائلًا إن الإدارة تلقت تعليمات بعدم إعطاء ترخيص لأي محال تجارية إلا إذا تم تركيب كاميرات عليها، وسيتم عمل ربط مع غرف عمليات المراقبة لمتابعه هذه الكاميرات، والمرور جهة أساسية في افتتاح أي مشروع في الشارع لمعرفة تأثيرها على الحركة المرورية. الكاميرات لا ترصد الإرهاب وعن دور الغرفة في رصد التفجيرات الإرهابية، قال "دورنا لم يأتي في رصد أماكن هذه العمليات الإرهابية لأن الكاميرات ترصد الكثافة المرورية ولكن دورنا يأتي عندما نرى سيارة متوقفة على أحد الكباري وتثير الشبهات، وعلى الفور يتم رصدها والكشف عن بياناتها عن طريق جهاز داخل الغرفة، وإن وجدت مركبة دون لوحات ومشتبه فيها نقوم بإرسال أقرب خدمة لها ويتم ذلك خلال خمس دقائق، ولكن يأتينا إخطارات من الضباط بوجود جسم غريب في الشارع ويتم التعامل معه على الفور بشكل جاد، وفي حال إيجابية البلاغ يتم إبلاغ النجدة والحماية المدنية وخبير المفرقعات، وبدورنا كمرور نقوم بعمل "كردون أمني" حول المنطقة، مع القيام عمل تحويلات للسيارات إلى شوارع بديلة. وتحدث عن كيفية التنسيق مع إدارة مرور الجيزة لارتباطهم بمحاور مشتركة، وأكد انهم دائمين التواصل عن طريق اللاسلكي والتليفونات، في حال حدوث حادث سير في أحد الكباري التابعة للجيزة يمكن أن يؤثر على الحركة المرورية في القاهرة ولذلك نخطر إدارة الجيزة لحل هذه الازمة وعلى الفور تتحرك وتتعامل وأن لزم الأمر يمكن أن نرسل تعزيزات أمنية إليها غرفة عمليات مرور الجيزة "بعد زياره غرفة مرور القاهرة انتقالنا إلى غرفة عمليات مرور الجيزة التي يشرف عليها اللواء مجدي عز الدين مدير إدارة المرور الموجودة بالعجوزة التقينا بمشرف الغرفة في ذلك اليوم الرائد أحمد عاطف الذي قال "نعمل على مراقبة الكثافة المرورية عن طريق كاميرات توضع في أعلى نقطة بكافة الميادين والشوارع الرئيسية، فمنذ سنوات عديدة كنا نعتمد على السمع بمتابعة الحالة المرورية من خلال الخدمات الموجودة في بعض الشوارع، أما الآن نرى الحدث بالصورة خاصه أننا لدينا كاميرات عالية الجودة وتعتبر رابع كاميرا على مستوى العالم وضد الكسر والحرق وإمكانية الزوم عالية بها تصل إلى رؤية الأماكن بوضوح، وتساعد على فك الزحام مروري في إطار منظومة التطوير المروري، والإدارة مستمرة في خطة التوسع لمتابعة الحالة المرورية والأمنية. وأضاف عاطف أنه يعمل بها ضباط وأفراد مدربون للتعامل مع البلاغات المقدمة والتأكد وأيضا الغرفة مجهزة ب 30 شاشات تليفزيونية لعرض الكاميرات التي ترصد حركة الشوارع والميادين وهناك إمكانية لعرض 30 صورة على الشاشة ويمكن أيضا أن ترصد أكثر من 900 نقطة مراقبة على مستوى المحافظة ويصل عدد الكاميرات في الجيزة 40 في الشوارع الرئيسة والميادين ويوجد 32 كاميرا ل 4 وحدات تراخيص مربوطة على شبكة المرور. وتحدث عن سبب الزحام في الجيزة بسبب نقص في عدد الجراجات، وفي ظل الزيادة الهائلة لعدد المركبات وبالتالي حركة النقل لم تستوعب شبكه الطرق ولم يراع عند تصميمها وتجهيزها احتمال مواجهه كل هذه الأعداد من المواطنين، بالإضافة إلى عدم توفير الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق وهناك صور كثيرة ومتنوعة بداية من المشاة وهم عائق رئيسي في السيولة المرورية وعبء على تنظيم المرور، ويرجع إلى عدم الالتزام بالسير على الأرصفة وعدم استخدام عبور المشاة، وبدورنا كغرفة عمليات أن وجد مكان مزدحم بالمشاة يرفع السيد المدير مذكرة للمحافظة لعمل عبور مشاه كما حدث عند شارع ثروت وشارع ضياء بالهرم. ووأضح أن دور الغرفة أمني يصل إلى نسبة 30% تكمل باقي الكاميرات الأمنية ويتم الرجوع لنا في بعض الحوادث حيث يأتي فريق البحث المسئول ويقوم بمراجعه أقرب كاميرا للحادث، كما يخزن الهارد المادة من 30 يوم إلى 40 يومًا، ويوجد دور للغرفة واضح في حال حدوث أي تفجيرات وندفع بالخدمات الأمنية وكردون أمني ومع النشر في كافة وسائل الإعلام عن التحويلات المرورية البديلة لمكان التفجير ومن جانبه، قال الأمين هشام إنه يعمل على تفريغ المخالفات في دفاتير ويتم إرسالها إلى النيابة عن طريق العنصر البشري، ويقوم بتفريغ 150 مخالفة من إجمالي 500 مخالفة يوميا حرصا على الدقة ويتم تفريغ الباقي في اليوم التالي من عمله نظرا لضيق الوقت وقلة عدد العاملين. وأضاف هشام "يوجد في 5 كاميرات لكسر الإشارة و35 كاميرا مراقبه بكافه الميادين والمحاور. وقال أمين آخر، إن تركيب الإشارة يعمل عليها 4 شركات خاصة، شركة تقوم بتنفيذ رأس الإشارة وأخرى خاصة بكونترول التحكم في الإشارات، وشركة تنشا "التايمر"، وبرغم ذلك مازال يقف على الإشارة عسكري مرور لتنظيم الحالة المرورية وتوجيه الناس، لولا وقوفه لسجلت الكاميرا آلاف من المخالفات، لعدم وجود الوعي الكافي عن قانون المرور وبرغم أنه يوجد فوق بعض الإشارات على شاشات لتوعية المواطنين عن القانون وعن ظاهرة السيارات التي تجوب الشوارع بدون لوحات معدنية قال "يتم ملاحقة أي شخص يقود سيارة بدون لوحات، ويطبق القانون على صاحب المركبة أي كان صفته ويتخذ معه الإجراءات القانونية ويوجد متابعة عن طريق كسر الإشارة لهذه السيارات، إذا كانت السيارة لشخص تابع لجهة "قضائية" يتم الحصول علي البيانات من واقع الكارينة ونرسله للتفيش القضائي، كذلك التعامل مع ضباط الجيش وضباط الشرطة، أي كان الجريمة واي كان مرتكبه لا يعلو على القانون.