اقتربت الساعة 12 ظهرًا، محمد محمد عبد الوهاب، لاعب الأهلي، يسقط أرضًا، أمير عبد الحميد يناديه ضاحكًا أن يقوم سريعًا لكنه لا يجيب، هرع إليه إيهاب علي طبيب الأهلي، ليعلم أن نبضات قلب عبد الوهاب توقفت، ثم يطالب بسيارة سريعًا، ويتطور الأمر أمام لاعبي الأهلي على أرض مختار التتش، التي أعلنت في صباح 31 أغسطس 2006 وفاة ظهير أيسر القلعة الحمراء. مشهد وفاته أبكى عشاق الأهلي في كل مكان، لاعب اجتمع الناس على حبه وتقديره لأخلاقه العالية واحترامه لنفسه وللآخرين ولمهارته العالية، ولم يصدق الكثيرون أنفسهم حينها، صاحب ال23 عامًا الذي توج قبلها بشهور قليلة بكأس أمم أفريقيا 2006، هو الآن بين يدي الله. ابن قرية سنورس في محافظة الفيوم، حضر في تشييع جثمانه أكثر من 250 ألف شخص، من جماهير الأهلي وأبناء قريته ومحبوه ولاعبين ورياضين في كافة المستويات، وتقدمهم مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة حسن حمدي ونائبه محمود الخطيب. مسيرة الراحل «عبد الوهاب» لعب وهو في عامه الرابع عشر بمركز شباب سنورس، لينجح في اختبارات البراعم في نادي الزمالك، واستمر مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكنه انتقل لنادي الألومنيوم الذي لعب له 3 مواسم، حيث تنقل بين ثلاثة مراكز، رأس الحربة، والوسط المدافع، والظهير الأيسر. شحاتة و«عين الصقر» لمح حسن شحاتة، المدير الفني السابق لمنتخب الشباب عام 2003، بعينه الثاقبة «عبد الوهاب»، فضمه للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب في بوركينافاسو عام 2003، وساهم في وصول الفراعنة الصغار للأدوار النهائية، بعدما سجل هدف فوز مصر على مالي في الدور قبل النهائي من ضربة حرة، وتذوق طعم الفوز بالبطولات حينما تخطت مصر عقبة كوت ديفوار، في نهائي مثير بنتيجة 4-3. «عبد الوهاب» يصل بمصر لكأس العالم للناشئين تأهل منتخب مصر إلى كأس العالم للشباب في الإمارات، مباشرة، تألق «عبد الوهاب» ساهم في شراء نادي الظفرة الإماراتي للاعب وضمه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات، إلا أن نادي إنبي كان يتابع اللاعب منذ تألقه في أمم أفريقيا، ليضمه على سبيل الإعارة لمدة عامين. تألق «عبد الوهاب» مع إنبي يضعه في «جلباب» الأهلي لم يخيب «عبدالوهاب»، ظن ماركو تارديللي، مدرب منتخب مصر في هذا الوقت، آنذاك، وأحرز هدف أول مباراة مع قميص الفراعنة الكبار في أول مشاركة دولية له أمام منتخب السودان في الخرطوم، في تصفيات كأس العالم التي انتهت بفوز مصر 3-0. وساهم تألق عبد الوهاب في جري مسؤولي الأهلي خلفه، إذ سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة، لكن الظهير الأيسر لم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله. ودخل عبد الوهاب في منافسة شرسة مع الأنجولي جيلبرتو، وها هو الموسم الثاني وعبد الوهاب مع الأهلي، وشهد الموسم دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه في الكثير من الأوقات، وفي مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005، دخل عبد الوهاب بديلا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداءً مبهرًا، وأرسل عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفًا في مباراة انتهت بفوز المارد الأحمر بثلاثة أهداف. وجاءت اللحظة الأهم في تاريخ اللاعب حينما استغل فرصة إصابة جيلبرتو لمدة إصابة 6 أشهر، لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، ومساهمته في الفوز بالكأس ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء، ويقود الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006. إنجازات «عبد الوهاب» حقق «عبد الوهاب» خلال مشواره الكروي 10 بطولات وهي: درع الدوري 7 مرات، موسمى 2005- 2006 و2006- 2007، و3 كؤوس، وهي السوبر المحلية، في افتتاح موسمي 2005-2006 و2006-2007، وكأس مصر موسم 2005-2006. التتويج بكأس دوري أبطال أفريقيا عام 2005، وكأس السوبر الأفريقية عام 2006، وكأس أفريقيا للشباب بوركينا فاسو عام 2003، وكأس العالم العسكرية في ألمانيا 2005، وكأس أمم أفريقيا في مصر 2006.