البلتاجي: الاستثمارات المحلية قادرة على إقامة مشروعات ضخمة في منطقة محور القناة «ملحمة وطنية لا تحسب بلغة الأرقام».. هكذا يرى المستثمرون افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، معتبرين التزام الدولة بتسليم المشروع فى الوقت المحدد له رسالة قوية إلى العالم بجدية وانضباط المجتمع. من جهته، قال الدكتور محمد البلتاجي، رئيس الجمعية المصرية للتمويل الإسلامى، إن قناة السويس الجديدة قيمة مضافة للاقتصاد، حيث تساهم فى زيادة القدرة الاستيعابية لقناة السويس، مؤكدا أن المشروعات التى ستقام على محورى القناة تضاهى أهمية افتتاح القناة الجديدة، نظرا إلى ما ستوفره من الآلاف من فرص العمل. وأضاف البلتاجي ل«التحرير» أن الاستثمارات المحلية قادرة على إقامة مشروعات ضخمة فى منطقة المحور، معتبرا أنها أفضل من الاستثمارات الأجنبية، مؤكدا أن هناك سيولة راكدة فى السوق المصرية بحاجة إلى مشروعات جاذبة، موضحا أن تمويل المشروعات اللوجيستية بالقناة يحتاج إلى تنوع وتكامل الأدوات المالية بين صكوك وسندات وأذون خزانة. من جانبه، قال المهندس محمد حلمى هلال، رئيس جمعية المهندسين المصريين لترشيد الطاقة، ل«التحرير» إن افتتاح القناة الجديدة يعد ملحمة وطنية لا تحسب بلغة الأرقام، وأن التزام الحكومة بتنفيذ المشروع فى الوقت المحدد له، يعد مؤشرا قويا على التزام الدولة وقدرتها على الوفاء بالمشروعات الضخمة، مشيرا إلى أن العوائد المادية ليست هدفا فى حد ذاته، وأن مشروعات تنمية محور القناة تعد أكثر أهمية من عمليات توسعة المجرى الملاحى والتي تكلفت 2.8 مليار دولار، بينما تتجاوز تكلفة المشروعات المزمع إقامتها فى منطقة المحور ال100 مليار جنيه، مضيفًا أن جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال المصريين فى انتظار صدور اللائحة التنفيذية لقانون محور تنمية قناة السويس، للمشاركة الفاعلة فى تنمية المنطقة. وأوضح سامي سليمان، رئيس جمعية مستثمري طابا، ل«التحرير» أن الصورة سوف تكتمل بالإعلان عن قائمة المشروعات المقرر إنشاؤها على ضفتى القناة، مضيفا أن افتتاح القناة هو بداية الانطلاق فى العمل والجدية والمصداقية، كما أن منطقة إقليم القناة ستشهد رواجا سياحيا وتجاريا، مشيرا إلى أن المستثمر الأجنبى لن يأتى للاستثمار فى تلك المنطقة فى ظل غياب الاستثمارات المحلية. الدكتور عادل لمعى، رئيس مجلس الأعمال «المصرى-التركى»، أوضح أن تنمية إقليم قناة السويس سيتحقق على مرحلتين، الأولى بعد افتتاح التفريعة بشكل رسمى حيث سترتفع نسبة الإيرادات، والثانية عندما تبدأ الحكومة فى تنمية المنطقة اللوجيستية التى تم الإعلان عنها. الدكتور طارق جاد، نائب رئيس جمعية مستثمرى مرسى علم، شدد على أهمية القضاء على البيروقراطية، التى تعانى منها القطاعات الحكومية لضمان إطلاق مشروعات ضخمة كمشروع قناة السويس الجديدة، متوقعًا أن يكون لمشروعات تنمية المحور مردود قوى على الاقتصاد المصرى على المدى الطويل. وأكد الدكتور عبد الرحمن عليان، الخبير الاقتصادى، أن مضاعفة إيرادات قناة السويس ترتبط بشكل أساسى بحركة التجارة العالمية التى تشهد تدنيا ملحوظا نتيجة الاضطرابات فى المنطقة المحيطة، متوقعا أن تشهد حركة التجارة العالمية تحسنا ملحوظا خلال الفترة القادمة من شأنه إنعاش حركة التجارة بالممر الملاحى لقناة السويس. عليان أضاف أن جمعيات المستثمرين ورجال الأعمال ستكون لها الأولوية فى مشروعات تنمية محور القناة، بشرط تقديم دراسات جدوى مناسبة وتوفير التمويل اللازم للمشروعات، لافتا إلى إمكانية القضاء على مشكلة نقص التمويل بالتكاتف بين تلك الجمعيات وإنشاء شركات قابضة قادرة على توفير التغطية التمويلية اللازمة.