سلطت وسائل الإعلام البلجيكية الضوء بشدة على افتتاح قناة السويس الجديدة، التي أجري أمس الخميس، بحضور عددٍ من قادة ورؤساء وزعماء العالم. وقالت مجلة "لو فيف لاكسبريس" تحت عنوان "البيزنس في مصر كالمعتاد" في افتتاحيتها": "يمكن أن تكون للدبلوماسية ذاكرة قصيرة، ولكن الرئيس المنتخب السيسي تمكن بعد أربعة أعوام ونصف فقط من سقوط نظام مبارك على خلفية رفض الشارع له، أن ينجز مشروع قناة السويس في وقت قياسي للغاية في أقل من عام واحد فقط ليعزز مكانته كرجل مصر القوي". وأضافت المجلة: "الحنكة السياسية للرئيس السيسي تعد واحدة من المفاتيح الأساسية لعودة نشاط الدبلوماسية المصرية بمشروعه الأسطوري، فقد سجَّل السيسي مكاسب ثلاثة حيث أجج المشاعر الوطنية مثل الرئيس عبد الناصر، وفتح آفاق جديدة أمامه، بينما يكمن المكسب الثالث في إحداث انطلاقة اقتصادية لمشروعات عملاقة على ضفاف الممر الملاحي الجديد، بالإضافة إلى إثبات قدرته الفاعلة للقوى الأوروبية والأسيوية التي تعد المستفيد الأول من هذا الممر الذي يربط بين البحرين المتوسط والأحمر أي يمكن وصف هذا التصرف ب "ضربة معلم". ووضعت صحيفة "لا ليبر بلجيك" على صدر صفحتها الأولى صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي برفقة الطفل الذي ارتدى أمس الزي العسكري تحت عنوان " قناة السويس واجهة مصر السيسي". وأكدت الصحيفة من خلال مراسلها الخاص بالقاهرة أنَّ "افتتاح قناة السويس الجديدة يعد مشروعًا فرعونيًا تفتخر به مصر كثيرًا"، مستشهدةً ب"بعض ما جاء في كلمة الرئيس السيسي بأنَّ هذه الأمة العظيمة تستحق بذل من أجلها جهود حثيثة رجال ونساء مسيحيين ومسلمين". وأشارت إلى "مراسم الافتتاح الأسطورية، واختيار فرنسا لتكون ضيف الشرف، وجلوس الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على يسار الرئيس السيسي، مع مجموعة من قادة الخليج، وكذلك رئيس الوزراء الروسي بالإضافة إلى المشاركة البلجيكية الملحوظة بنائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد كريس بيتر". واعتبرت الصحيفة أنَّ "هذه الاحتفال يجسِّد فخرًا كبيرًا للشعب المصري"، مدلِّلةً بقدرته على جمع ما يعادل ثمانية مليارات دولار فى ثماني أيام فقط لتمويل هذا المشروع العملاق، مضيفةً: "الشعب المصري كان بحاجة إلى مشروع قومي يلتف حوله ليصنع من خلاله المعجزات وهو ما يفسِّر البعد الفرعوني للمشروع". وسعى مراسل الصحيفة ل"نقل نبض الشارع المصري وسعادته بافتتاح هذا المشروع العملاق فعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة التي بلغت 41 درجة إلا أنَّ هذا لم يمنع المصريين من النزول للشارع للتعبير عن فرحتهم وفخرهم بهذا المشروع الذي عمل به 41 ألف مصري وشهد رفع أكثر من 250 مليون متر مكعب من الرمل، الأمر الذي دفع الصحافة العالمية لأن تحتفي بهذا المشروع مثلما ذهبت صحيفة "ديلى نيوز" لتخصِّص 32 صفحة في عددها الصادر أمس الخميس تحت عنوان "القناة مشروع الرخاء". وشدَّدت الصحيفة على أنَّ "الرئيس السيسي جعل من هذا المشروع العملاق وسيلة لرفع معنويات الشعب المصري، وإحياء صورة بلاده الدولية بعد أربع سنوات من عدم الاستقرار". من جانبها ، تناولت صحيفة "دي مورجين" الناطقة الحفل الأسطوري لافتتاح قناة السويس الجديدة، وقالت إنَّه "هدية مصر للعالم أجمع بعد أن نجح الرئيس السيسي في تحقيق فخر أمام العالم أجمع ما يعد إعجازًا حقيقيًّا على مدار عام، لتبلغ شعبية الرئيس السيسي مداها وبخاصة أنَّ القناة الأولى تطلبت عشر سنوات عمل، في حين أنَّ مشروع اليوم لم يستغرق سوى عام واحد فقط، وهو ما لم يكف الرئيس السيسي عن تكراره أمس خلال الاحتفال". وأضافت الصحيفة أنَّه قد شهد حفل الافتتاح حضور آلاف المدعوين على رأسهم الرئيس الفرنسي ورؤساء دول وحكومات الشرق الأوسط وإفريقيا، ونقلت عن نائب رئيس الوزراء البلجيكي الذي مثل بلاده خلال حفل الافتتاح قوله إنَّ "هذا المشروع يمثل إنجازًا وتحديًا للشركتين البلجيكيتين المشاركتين في حفر القناة الجديدة، كما يعد بمثابة رخصة دولية لهم وللشركات البلجيكية التي أثبتت أنها خير سفير للبلاد". من ناحيتها، اهتمت صحيفة "دي ستاندارد" بالمشروع الذي أسمته "المعجزة المصرية"، وسلط الضوء على الحفل الأسطوري الذي أقامه الرئيس السيسي.