محافظ سوهاج يتفقد طريق الحواويش بأخميم تمهيدا لتطويره ورصفه بطول 3.5 كيلو    «حلم الولاية الثالثة».. هل يخضع دستور أمريكا لأحلام ترامب؟    الانتصارات السياسية فى أحضان الإنجازات الحضارية    تنسيق مروري كامل لتسهيل حركة أعضاء الأهلى للمشاركة في الانتخابات    آرسنال يخطط للتجديد مع ساكا ليصبح الأعلى أجرًا في تاريخ النادي    أحمد السيد: زيزو أفضل من تريزيجيه.. وجراديشار ليس على مستوى الأهلي    مصرع 3 أشخاص فى انقلاب سيارة بترعة على طريق خط 13 بنها طوخ.. صور    اعتماد حركة قيادات الإدارة المحلية لعام 2025 بالفيوم    مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين إثر انقلاب سيارة بطريق الخارجة - أسيوط    النائبة شيرين عليش: المتحف الكبير رمز الحضارة وتأكيد ريادة مصر الثقافية    عاجل- مدبولي يعيّن الدكتور محمد عبد الوهاب أمينًا عامًا للجنة العليا للمسئولية الطبية وسلامة المريض    محافظ الدقهلية يتابع من مركز سيطرة الشبكة الوطنية محاكاة التعامل مع مياه الأمطار وحركة المواقف ومستوى النظافة    «الخطيب أخي وأوفينا بما وعدنا به».. خالد مرتجي يزف بشرى لجماهير الأهلي    ريال مدريد: رفض الطعون المقدمة بشأن دوري السوبر.. وسنطلب تعويضات من يويفا    محافظ شمال سيناء يستقبل عدداً من مواطني إزالات ميناء العريش    رئيس جامعة حلوان: الاستثمار في التكنولوجيا استثمار بالمستقبل    إسطنبول.. عروض شعبية وعسكرية بمناسبة عيد الجمهورية    انتشال جثة شاب لقى مصرعه غرقا في بحر شبين بالمحلة    تواصل «بداية جديدة لبناء الإنسان.. ومجتمعنا أمانة» بجامعة قناة السويس    هل يدخل فيلم فيها إيه يعنى بطولة ماجد الكدوانى نادى المائة مليون؟    فلسطين حاضرة في الدورة 26 من مهرجان روتردام للفيلم العربي مع "سيدة الأرض"    انطلاق الاختبارات التمهيدية للمرشحين من الخارج في المسابقة العالمية للقرآن الكريم    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 2026- 1447ه في مصر وأول أيام الصيام (تفاصيل)    مصر تشارك في اجتماع مصايد الأسماك والاستزراع المائي بالاتحاد الإفريقي في أديس أبابا    «نرعاك في مصر» خدم أكثر من 24 ألف مريض من 97 دولةً بإيرادات تجاوزت 405 ملايين دولار    كليتى العلوم وتكنولوجيا التعليم ببنى سويف يحصلان على جائزة مصر للتميز الحكومى    بايسانوس.. فيلم وثائقي عن الشتات الفلسطيني في تشيلي بمهرجان القاهرة السينمائي    نجل مكتشف مقبرة توت عنخ آمون بالأقصر: عمر والدي كان 12 عامًا وقت الاكتشاف    محمد شبانة: كنت سأنتقد الرابطة لو استجابت لتأجيل الدورى للمنتخب الثانى!    المحكمة تقضي بعدم الاختصاص في قضية علياء قمرون    حماس تدعو في بيان الوسطاء والضامنين إلى تحمل مسؤولياتهم والضغط الفوري على إسرائيل للالتزام التام بوقف إطلاق النار    محافظ سوهاج يفتتح حديقة ميدان الشهداء العامة بالمنشاه    التنسيق الحضاري: توثيق 365 شارعًا بعدة محافظات ضمن مشروع حكاية شارع    حادث المنشية.. والذاكرة الوطنية    حالة الطقس في الكويت.. أجواء حارة ورياح شمالية غربية    مصرع طفلة صدمتها سيارة أثناء عودتها من الحضانة فى البدرشين    عاجل| تعطيل خدمات البنوك الرقمية يومي الخميس والجمعة    صحة المنيا: قافلة حياة كريمة تقدم خدماتها الطبية ل957 مواطنًا بقرية منبال بمركز مطاي    المشدد 15سنة لمتهم للاتجار بالمخدرات في السلام    ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 256 بعد استشهاد صحفي في غارة إسرائيلية    بينها «طبق الإخلاص» و«حلوى صانع السلام» مزينة بالذهب.. ماذا تناول ترامب في كوريا الجنوبية؟    هل فلوس الزوجة ملكها وحدها؟ دار الإفتاء تحسم الجدل حول الذمة المالية بين الزوجين    جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم اغتيال مسئول بحزب الله في لبنان    "أتوبيس الفن الجميل" يصطحب الأطفال في جولة تثقيفية داخل متحف جاير أندرسون    رئيس اتحاد الناشرين العرب: المبادرات الثقافية طريقنا لإنقاذ صناعة الكتاب العربي    أسقفا الكنيسة الأنجليكانية يزوران قبرص لتعزيز التعاون الإنساني والحوار بين الكنائس    كأس العالم للناشئين - مدرب إيطاليا: علينا التأقلم سريعا مع المناخ في قطر    تحليل: 21% من السيارات الجديدة في العالم كهربائية بالكامل    "ADI Finance" توقع اتفاقية تمويل إسلامي بين البنك الأهلي لدعم أنشطة التأجير والتمويل العقاري    كيف تُعلّمين طفلك التعبير عن مشاعره بالكلمات؟    وزير الشئون النيابية: الرئيس السيسي أولى ملف مكافحة الفساد أولوية قصوى    إعصار ميليسا يصل الساحل الجنوبي لشرقى كوبا كعاصفة من الفئة الثالثة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 29-10-2025 في محافظة الأقصر    الدكتور أحمد نعينع يكتفى بكلمتين للرد على أزمة الخطأين    الأمين العام للإنتوساي تشيد بدور مصر في تعزيز التعاون الدولي ومواجهة الأزمات    رعم الفوز على النصر.. مدرب اتحاد جدة: الحكم لم يوفق في إدارة اللقاء    الخارجية تشكر الرئيس السيسى على ضم شهدائها للمستفيدين من صندوق تكريم الشهداء    طريقة عمل طاجن البطاطا بالمكسرات.. تحلية سريعة في 20 دقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد المنعم سعيد: أنا خائف من يوم السبت
نشر في التحرير يوم 06 - 08 - 2015


حوار: يوسف شعبان ومحمد علاء
هو ليس متخوفًا من افتتاح قناة السويس اليوم، لكنه يخشى مما سيحدث بعده.. يرى رئيس المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، أن بعض الفرحة بالافتتاح «يكفى»، ولا يجب المبالغة الشديدة فيه حتى لا يستعجل الناس النتائج.
الدكتور عبد المنعم سعيد يرى أن تجربة إنجاز حفر القناة خلال عام بدلا من ثلاثة تؤكد أننا قادرون على إنجاز تنمية المحور قبل 2030.
فى الحلقة الأولى من حواره ل«التحرير»، يؤكد رفضه فكرة إنشاء حزب سياسى للرئيس عبد الفتاح السيسى، لكنه أجاز إقدام الرئيس على هذه الفكرة فى الفترة الثانية من حكمه. فى نص الحوار العديد من التفاصيل والأفكار والرؤى، وتحليل متعمق لكثير من الملفات المهمة، والتى على رأسها ملف افتتاح قناة السويس اليوم، وهذا نص الحوار.
■ قبيل ساعات من الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة وانطلاق قطار الانتخابات البرلمانية كيف تقرأ المشهد السياسى؟
- الحالة المصرية تشبه شخصا كان مصابا بمرض لمدة 3 سنوات، وبدأ الدخول فى المرحلة الانتقالية، وهو الآن بين المرض والتعافى، من خلال خارطة الطريق، فعليك أن تنظر إلى معدل التنمية بعد مرور 5 سنوات من الثورات ومواجهة الإرهاب، فقد وصل إلى 1.6 وهو معدل ضعيف يفيد أن البلد لم تنهض بعدُ والبنية الأساسية لم يحدث بها أى تجديد، كعمليات جديدة فى البحث عن الغاز أو مشاريع حقيقية ملموسة، ببساطة شديدة البلد فى حالة جمود، وهناك صراعات بين تيارات سياسية وأوضاع لم تعشها مصر فى تاريخها الحديث.
■ ما وجه الاختلاف بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو وغيرهما من الثورات التى مرت بها مصر؟
- ثورة 1919 كانت ضد الإنجليز وكذلك ثورة 1952 والحروب التى خضناها وخلقت أزمات كثيرة مثل حرب 1967 لم تشل البلد، كما هو واقع الآن، لأن العدو كان واضحًا وهو إسرائيل، ولكن فى الخمس سنوات الماضية اختلفت التجربة تمامًا، فقد خلقنا عدوًّا من المصريين، وبدأت تحدث أشياء غريبة، بأن يقتل المصريون بعضهم بعضًا على شاشات التليفزيون.
■ هل الوضع يشير إلى أننا نتعافى ونتقدم أم يزداد الأمر سوءًا؟
- الأمراض كثيرة، فمن جمود اقتصادى إلى شلل سياسى، والمتسبب فى هذا هو القوى السياسية التى لم تعرف كيف تتعامل مع الثورات وخارطة الطريق والانتخابات، باختصار شديد البلد مرت بتجربة فى غاية الصعوبة بكل المعايير، ولأول مرة منذ سنة نستطيع القول بأن لدينا جسدًا بدأ فى التحرك والنزول من فراش المرض، وبدأ يخطو أولى الخطوات نحو التقدم، لكن للأسف، التطورات لم تسِر كما كان مخططًا لها.
■ كيف ترى تأخير الانتخابات البرلمانية حتى الآن؟
- الانتخابات تم تأخيرها أكثر من مرة بسبب اعتراض المحكمة الدستورية على قانون الانتخابات، وللأسف الشديد انتهزت القوى السياسية الفرصة وسعت الأحزاب لاستغلال هذا والعودة إلى المربع صفر من أجل عمل قوانين جديدة بدلا من تعديلها، فكانت النتيجة أن العملية التشريعية أخذت وقتًا أكثر مما تستحق، لكن نستطيع القول بأن لدينا برنامجًا على الأقل هذا العام قائم على 3 أرجل، أولها أن استكمال موضوع الانتخابات سيضع القوى السياسية فى البلد تحت مقياس القوة من خلال من سيحوز ثقة الشعب، فنحن لدينا نحو 92 حزبا لن يدخل البرلمان منها أكثر من 10 أحزاب، ونصفها سيكون له مقعدان أو أكثر قليلا، حتى تتكون لدينا البنية الأساسية للدولة من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية.. الرِّجل الثانية، تتلخص فى التطور الاقتصادى، لأنه خلال العام المالى 2014-2015 حققنا بعض التقدم من نمو نسبته 2.4% وهذا يعنى أن هذا الرقم ضعف ما كنا عليه بعد ثورة 25 يناير، فهناك بعض المشكلات الأساسية تم التعامل معها مثل الكهرباء ورغيف الخبز والغاز والوقود.. أما الرِّجل الثالثة فهى الحرب ضد الإرهاب، لأن هناك معركة موجودة فى مصر وخارجها.
■ هل الوضع الحالى يسمح بإجراء الانتخابات البرلمانية؟
- نعم يسمح، لأننا قمنا بعمليات انتخابية، سواء كانت رئاسية وتشريعية أو استفتاءات على دستور فى وضع أمنى أسوأ من هذا بكثير، رغم وجود عدو يريد دائمًا إفساد العملية الانتخابية، سواء كانوا الإخوان فى أوائل عام 2013 أو قبل ذلك فى الفراغ الأمنى فى الشوارع فى المظاهرات وفى أثناء انتخابات برلمان 2012، حيث كانت هناك مذبحة دامية فى شارع محمد محمود فى وقت الانتخابات، وكانت هناك اعتصامات فى ميدان التحرير، وأعتقد أنه تحت حماية القوات المسلحة ستتم العملية الانتخابية بشكل ناجح.
■ هل يمكن أن تتأخر انتخابات مجلس النواب عما وعد به الرئيس فى أن تجرى خلال 2015؟
- لا، لن تتأخر، صحيح، القلق دائمًا مشروع وأحيانا يكون إيجابيا لكن فى تقديرى أنها ستتم ولست قلقًا على الإطلاق لدواعٍ قانونية ودستورية وسياسية وداخلية وعملية، إلى جانب الوضع الدولى والاستثمارى وفق كل المعطيات الموجودة، لأن هناك دافعا لدى النظام والدستور يحتم هذه الانتخابات، لأن العبء كبير والرئيس مجبر بإصدار قوانين بشكل مستمر والمادة 156 من الدستور ستشكل عقبة لدى البرلمان فى نظر جميع القوانين التى أُقرت فى غيابه فى أثناء فترة حكم الرئيس الأسبق عدلى منصور والرئيس السيسى، لأن القوانين ستتضاعف إذا تم تأخير انتخابات البرلمان مرة أخرى.
■ كيف ترى البرلمان القادم؟ وماذا تتوقع شكله؟
- شكل البرلمان القادم غير معروف، وأنا شخصيا سعيد بالانتخابات القادمة، لأنها ستشهد تصويتا حقيقيا للمصريين، يعكس طبيعة المجتمع المصرى والتكتلات الاجتماعية والسياسية به.
■ هل سيكون برلمان رجال الأعمال؟
- أنا ضد هذا التصنيف تماما، لأنه إذا فاز عمد أو مشايخ أو رجال أعمال، فإن هذا هو اختيار الشعب، ومن يتهكم على اختيارات الشعب يرسل الشعب إلى أستراليا ويأتى بشعب آخر، فالانتخابات تعكس حقيقة الشعب والنفوذ فيه ومن هم أصحاب الثقل والأكثر تنظيمًا ومن سيكون أكثر تأثيرًا فى الناس، فإذا كنا ديمقراطيين حقا فيجب أن نرضخ للأساليب الانتخابية القائمة على الأغلبية والأقلية.
■ كيف ترى «المستقلين» فى ميزان البرلمان القادم؟
- من الجائز أن يكون هناك كم هائل من المستقلين فى البرلمان القادم، وفى النهاية، فإن اختيار عدد كبير من المستقلين، هو تعبير عن إرادة الشعب وتجسيد للواقع، لأن نسبة كبيرة فى الشعب ليس عليها التزام حزبى حقيقى، لكن الانتماء يتضح عند دخول النائب إلى البرلمان وتتم مناقشة قانون ما، كتأميم أو خصخصة شركة ما، وقتها تظهر الهوية السياسية لديه، وهذا يدل على أننا نمر بتجربة جديدة حقا، لأننا ليس لدينا حزب رئيس وليس لديك حزب الدولة، فالأمر «مفتوح على البحرى».
■ البعض طالب بوجود حزب للرئيس لكى يمثل كتله تدعمه وتكون فى ظهره خوفًا من عدم توافق الكتلة البرلمانية حول تشكيل حكومة فما رأيك؟
- هناك تعبير مصرى «مغسّل وضامن جنة» وهو الأقرب للتعبير عما نمر به، وفى رأيى أن وجود برلمان هو أهم شىء فى المقام الأول، وعند وجود البرلمان نبدأ بدراسة الصعوبات ومواجهتها مثل باقى الدول، ومثال على ذلك، فى تركيا أجريت الانتخابات واتضح أنه ليست هناك أغلبية، فالبرلمان التركى قائم على فكرة الأغلبية ويمنعون التفتت عن طريق عمل حاجز بعدم دخول الأحزاب الصغيرة البرلمان إلا بعدد محدود منقسم على ذاته فكريا، فلديهم مشكلة فى تشكيل الحكومة.
■ نعود مرة أخرى.. هل تؤيد فكرة إنشاء حزب للرئيس؟
- أرى أن الرئيس لا بد أن يرى الشعب المصرى أولا، ومن الجائز أن يشكل حزبا فى الفترة الثانية من رئاسته، ولكن حاليا لا بد أن ينظر إلى اختيارات الشعب المصرى وأغلبيته وعندما تتضح الخريطة يتخذ قراره بعمل حزب من عدمه، ولا أعتقد أن مصر ستعود إلى سياسة الحزب الواحد، لأن الناس والأنظمة والتكنولوجيا تغيرت، لكن المسألة أننا نستعجل لمس نتائج التغيير، فى حين أن هناك جسدًا غائبًا وغير واضح الملامح، وهذه هى سنة الحياة، لأنك أحيانًا تدخل الامتحان ولا تعرف ماذا ستفعل، هل تنجح أم تفشل، ولا يمكن أن نعبر الجسر إلا إذا وصلت إليه، ومن واقع خبرتى فى مجلس الشورى، فأنا أعتقد أن المسألة ستكون أسهل مما نرى، لأنك فى النهاية ستجد أنك تتعامل مع عدد محدد من النواب الذين يمثلون كتلا سياسية داخل البرلمان، كما أن هناك لجانا داخل المجلس، وأى لجان لا بد أن يكون لها رئيس، وسيكون له نائب فيبدأ تكوين مفاتيح للبرلمان، هذه المفاتيح ستجعل هناك سهولة فى التعامل بدلا من التعامل مع 600 عضو ستتعامل مع 20 أو 30 أو أكثر، بجانب أنه ستحدث عملية فرز من قِبل المستقلين وغيره، ولن تكون العملية سهلة بشكل تام، لكن لن تكون بالصعوبة التى تتخيلها.
■ هل سيكون هناك صعوبة فى تشكيل الحكومة القادمة بعد انتخابات البرلمان؟
- أتوقع بعض الصعوبات، ولكن سنشكل الحكومة فى النهاية ولن نصل إلى حل البرلمان.
■ كيف ترى فرص التيار الإسلامى فى البرلمان القادم؟
- أعتقد أن فرصتهم ضعيفة، لأننا سننتخب أعضاء البرلمان، لأول مرة، بشكل حقيقى، كما لو أننا ننظر فى المرآة، فنرى وجهنا وأعيننا وأذننا، سنعرف كل التضاريس الخاصة بالشعب المصرى بعد الحروب على الإرهاب والانقسام الذى حدث بعد ثورة 30 يونيو.
■ ما رأيك فى فكرة القائمة الانتخابية الموحدة؟
-أنا ضدها تمامًا وضد القوائم الانتخابية من الأساس، ومن وجهة نظر العلوم السياسية، الشعب المصرى عاش على فكرة الدوائر الفردية وهى موجودة منذ بدء دستور 1923 وكل الأشياء التى قامت على فكرة القائمة، هى محاولة للهروب من أصوات الناس مثل شرائك كيلو من الفاكهة وتأخذ الواجهة ولا تعرف ما بداخل الكيس، ولدينا تجارب سابقة، فقد كانت قائمة انتخابات عام 1984 و1987 غير موفقة وغير سليمة دستوريا، وفى النهاية هى معقدة على الشعب المصرى.
■ هل سيتم الحكم بعدم دستورية الانتخابات على القوائم؟
- هذه مسألة قانونية ودستورية خالصة، علمها عند رجال القانون.
■ هل تتخوف من حفل افتتاح قناة السويس فى ظل العمليات الإرهابية الموجودة فى مصر؟
- لست متخوفا من يوم الافتتاح، ولكنى أتخوف من يوم السبت وما بعد الافتتاح وأفكر كرجل استراتيجى وأضع نفسى محل الإرهابى وماذا أفعل لإفساد هذا الحفل فسأقوم بتجنب يوم الحفل فى الشدة، وعند الارتخاء فى الأيام التالية للحفل أقوم بالضربة التى أريدها، واعتقد أن القيادة والقوات المسلحة والشرطة تعرف ماذا أقول، لذلك آمل أن لا يتم تخفيض الحماية الأمنية التى من المفترض أن توجد طوال الوقت، لأننا لا بد أن نكون مستعدين طوال الوقت، لأن العدو غادر ويعتمد بشكل أساسى على الأهداف الناعمة.
■ البعض كتب حول توصيف قناة السويس الجديدة فمنهم من ذهب لكونها مجرد تفريعة وليست قناة وأننا ضخمنا من المشروع والبروباجندا الإعلامية.. كيف ترى هذا؟
- المشروع فى مجمله إيجابى، ربما بعض من الفرحة يكفى ولا أحب المبالغة الشديدة، لأن الناس سوف تستعجل لترى نتائج سريعة وملموسة، وأعرف أننا أنجزنا 60 كيلو وجعلنا القناة تعمل بالاتجاهين والقدرة الاستيعابية للسفن زادت من 49 إلى 98 فى اليوم، وهذه ثورة وعند وجود زيادة فى أى شىء بنسبة 100% تسمى قفزة ليست قليلة، وأرى أنها نقطة البداية للمشروع.
■ هل هذا المشروع يكفى للحاق بالتطور السريع الذى تعيشه الدول فى المنطقة؟
- هذه بداية للسير فى طريق التقدم بالنسبة، وبمثابة «حقن مقوية» للمجتمع المصرى، لكن المجتمعات لا تنمو بهذه الطريقة، ولا بد من الارتكاز على نظم التقدم من سن تشريعات تنموية واضحة بعد تشاور مجتمعى وتحديد العلاقات المختلفة فى الدولة بين السلطات والشعب، وهذه الأشياء لا يمكن مناقشتها بشكل عاقل إلا عند اكتمال الصورة لدينا.
■ كنت واحدًا ممن شاركوا فى السابق فى وضع مشروع لتنمية قناة السويس.. هل يتفق ما تم إنجازه مع الرؤية التى سطرتموها فى تسعينيات القرن الماضى؟
- بالفعل، كانت هناك رؤية، وكنت من الناس الذين وضعوا لبنة صغيرة فى هذا المشروع عام 1996 عند بدء المؤتمر الاقتصادى للشرق الأوسط وجرى التفكير داخل وزارة الخارجية المصرية عما يجعل من مصر بلدًا تنافسية فى المنطقة، حيث دارت أحاديث فى هذا الوقت عن وجود مثلث ذهبى بين إسرائيل وفلسطين والأردن، وتمت دعوتى وقتها من قِبل السفير رؤوف سعد، رئيس لجنة تنمية قناة السويس، المشكّلة من قِبل وزارة الخارجية، حيث تم وضع المشروع وتم تجميع عدد كبير من الخبراء لوضع المخطط له، وقد كنت واحدًا من المشاركين، وأحب أن أوضح أن حفر قناة موازية لم يكن موجودًا بالمشروع، حيث كان المخطط عبارة عن تنمية المحور الإقليمى للقناة وتحويلها من مكان للمرور إلى منطقة صناعية كبيرة.
■ لماذا لم ينفذ المشروع؟
- كل شىء فقدناه، حتى المؤتمر الاقتصادى نسيناه، لكن حدث فى عام 2008 و2009 أن الجمعية المصرية من أجل التنافسية التى كان يرأسها الدكتور حسام بدراوى، أجرت نفس الدراسة فى المشروع السابق بالتنسيق مع مكتب إنجليزى حول أكثر المشروعات التى يمكن أن تجعل من مصر بلدًا تنافسية، وقلت له وقتها إن هناك مشروعًا سابقًا تمت دراسته، وجميع أوراقه ودراساته موجودة، وأن المشروع لم ينفذ وظل على الورق فقط.
■ دائمًا ما كان كل رئيس مصرى يبحث له عن شرعية فالرئيس جمال عبد الناصر كانت شرعيته ثورة 23 يوليو والرئيسان السادات وحسنى مبارك حرب 1973 فهل تكون قناة السويس هى ركيزة شرعية الرئيس السيسى؟
- أى رئيس يتم تقييمه من خلال فترة حكمه، وفى رأيى فإن شرعية السيسى كانت فى انتخابه من الناس، ويجب أن نتعلم أن الشرعية تأتى بالأصوات وعبر الصناديق.
■ وماذا عن نزع الشرعية هل تستلزم انتخابات أم أن الحالة الثورية التى لا تزال عالقة فى أذهان الناس من الممكن أن تكون وسيلة قائمة لنزع الشرعية؟
- فى هذا الموضوع أنا متحيز قليلًا، لأننى ضد الثورات ولم أشارك فى ثورتى يناير ويونيو، والثورات فى العموم تُحدث ربكة فى حياة المجتمعات، وتستمر لفترة صعبة، وأدرك أن الثورة حقيقة تاريخية موجودة لا يمكن إنكارها، والأمثلة كثيرة مثل الثورة الفرنسية والروسية والصينية ولدينا ثورتان حدثتا فى 4 سنوات، كلتاهما كانت بها كثافة شعبية ضخمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.