قال البرلمانى السابق سعد عبود، إن معظم نواب البرلمان المقبل سيكونون من "الفلول"، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يريد برلمانًا أو أحزابًا. ووجه عبود رسالة للسيسي، بأن ينتصر لدولة القانون، خاصة أن النظام الحالى لم يحقق العدالة الاجتماعية، ولم يستفيد من آليات نظام مبارك. وإلى نص الحوار: ما تقييمك للمشهد السياسى الحالى ؟ المشهد مرتبك وضبابى، وهى مشكلة كبيرة خاصة بعد ثورتين. وكان ينبغى على الأنظمة الثلاثة "المجلس العسكرى، ونظام الإخوان، ونظام السيسي، أن يقدموا حلولًا لمطالب ثورة 25 يناير، وهي العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية. ماذا عن مبادرة الأحزاب للمشروع الموحد لقوانين الانتخابات ؟ الدولة لن تستجيب للأحزاب لماذا ؟ السيسي صنع علاقة قوية مع الشعب المصرى واعتبراها علاقة فوق البرلمان أو الأحزاب، وهو يتصور أنها سوف تستمر نظرًا لأن الشعب المصرى أعطى له "تفويض"، وأشعر أن رصيد مدة التفويض انتهى عند المواطن البسيط، حيث أن المواطن له مطالب لا بد من تحقيقها على الأقل تضعنا على الطريق الصحيح وخاصة فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية. ما تعليقك على ما صرح به وزير العدل بأن ابن عامل النظافه لا يمكنه الالتحاق بالسلك القضائي ؟ تصريحاته تدل على أنه لا يمتلك حس سياسي. لكنه أوضح أنه يقر واقع ؟ واقع إزاي ! وهو مخالف للدستور، الوزير هو الذي خلق هذا الواقع، ولو هذا الواقع موجود ما كان وصل جمال عبد الناصر والسادات ومبارك لسدة الحكم في مصر. هل بعد إقالة وزير العدل قد نرى ابن عامل النظافه فى السلك القضائى ؟ لا.. لأن الواقع لم يتغير لأن الثورة قامت ولم تحقق أهدافها.. ولذلك الثورة مستمرة كيف ترى أداء حكومة محلب فى إدارة الأزمات الحالية ؟ "شاهد ماشفش حاجة" ليس لديها خطة ولا رؤية سياسية ولا اقتصادية.. وللأسف عدنا لتفصيل القوانين ودسترة الفساد، ومحاولة تقديس الحاكم مرة أخرى. البرلمان القادم عليه أن يناقش القوانين التى أصدرها عدلى منصور والسيسي كيف سيتم ذلك ؟ نحن سوف نعتبر مدة الخمسة عشر يومًا ميعاد تنظيمي، ولن نتقيد بها، حتى نتكمن من مناقشة هذه القوانين التى صدرت فى غياب البرلمان. الحكومة تقدمت بمشروع قانون بتحرير المحكمة الدستورية من المواعيد الملزمة لنظر الطعون على قوانين الانتخابات.. ما تعليقك ؟ الهدف منه إرجاء فترة الانتخابات لأطول فترة ممكنة. كيف ترى البرلمان القادم ؟ ليس عندي آمل فى مجلس النواب المقبل لأنه لن يُمكن شباب الثورة من الدخول للبرلمان، ومعظم نواب البرلمان القادم سيكونون من الفلول بنسبة كبيرة. ما رأيك في إطلاق عدد من الأحزاب مبادرة بإسقاط قانون التظاهر ؟ القانون غير دستورى، لأن الدستور نص على حق التظاهر بالإخطار وليس بالإذن. ما رأيك فى تصالح الدولة مع رموز النظام السابق ؟ السيسى محاط بمجموعة من النظام السابق التي تفعل هذا إرضاءًا لهذا النظام وهم المسيطرون على المشهد فى الوزرات والمصالح الحكومية ومفاصل الدولة.. نظام مبارك مازال موجودًا عدا اليافطة فقط. هل تشعر بالإحباط مما يحدث في مصر الآن ؟ كرجل سياسى يببغى ألا أكون محبطًا.. ولدي قناعة كاملة في حالة وجود ظلم وفساد ينبغى أن يكون هناك مقاومة لهما.. أنا أهتم بالمواطن البسيط الذي يعقد آمالًا كبيرة على أهداف الثورتين، بعد إصابته بقدر كبير من الإحباط وهذا يمثل خطورة شديدة.. وأنا أتمنى نجاح السيسي لأن البديل كارثى. ما هو البديل؟ نزول الشعب للشوارع، فهناك غضب مكتوم، والصراع الآن بين الدولة العادلة والمستبدة.. وإذا حُسم هذا الصراع للدولة المستبدة، الناس هتنزل الشارع. في تقديرك متى ينزل المصريون للشوارع مرة أخرى ؟ الله أعلم.. هذا يتطلب أسباب متراكمة، بجانب السبب العظيم الذي يفجر هذا كله، لكنه لن يأتي إلا بعد مرور 30 عامًا أو أقل، لأن درجة الوعى التى أحدثتها ثورة 25 يناير أصبحت كبيرة. هل تتوقع ثورة ثالثة ؟ عندما يُعطينا المواطن المحبط ظهره، ويستدير مرة أخرى، حينها لا نعلم كم سيكون التدمير فى المجتمع.. نزول الشعب المصرى مرة أخرى للشارع محفوف بالمخاطر الكبيرة.. ورغم أنني ثوري، وكنت من معارضي نظام مبارك، إلا أن النزول سيكون مرعبًا.. وأناشد النظام أن يقرأ المستقبل بشكل جيد، وأن يعرف هؤلاء الذين أحاطوا بالسيسى بعد نجاحه، أنهم يعملون ضد مصلحته ومصلحة الوطن.. وإذا لم تحقق أهداف الثورة وبشكل سريع ومنها العدالة الاجتماعية كما قلت سابقًا فنحن ننتظر ثورة أخرى. من تقصد بالمحيطين بالسيسي؟ كل فلول النظام السابق. هل نظام مبارك كان يجيد تسويق نفسه ؟ طبعًا كيف أثرت ثورة 25 يناير على الشعب المصرى ؟ أفضل ما أفرزته هو النقلة الكبيرة فى وعى الشعب المصرى، وأنه لن ينفرد بالشعب أي حكم مستبد حتى ولو حاول ذلك.. وأنا أقول للسيسي ونظامه أن عليهم الانتصار لدولة القانون وليس الاستبداد. لماذا تحالفت مع الإخوان بعد ثورة 25 يناير ؟ تحالفت مع الإخوان كتنسيق سياسى وكنا 42 حزبًا، وأنا عانيت فى المفاوضات مع الإخوان على المقاعد الانتخابية معاناة قاسية، كما لو كان يتعامل اليهود مع المشكلة الفلسطينية، فهم يجيدوا التفاوض لأنهم شعروا أنهم يمتلكون الشعب المصرى. لكن هناك اختلاف فى الايدلوجيات بينك وبينهم ؟ أنا كنت صديقهم فى البرلمان أيام نظام مبارك، وكان يجمعنا مشروع مشترك وهو إسقاط النظام، "وكنا فى كتف بعض" ومن غير المعقول أن نختلف بعد أن نجحنا فى إسقاط مبارك . ما هو المطلوب من الرئيس ؟ عمل تنمية لتحقيق العدالة الاجتماعية للمصريين هناك مشروع قناة السويس؟ مشروع قناة السويس لا يخلق تنمية، لأن عائده سيأتى بعد فترة.. لا أقُلل من قيمة المشروع إلا أن الدولة تحتاج إلى عشرات المشروعات التى تحقق العدالة الاجتماعية. هل ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ؟ سأخوض الانتخابات على المقاعد الفردية