فى أقل من عام حفظ المصريون اسم الفريق مهاب مميش عن ظهر قلب، ولما لا والرجل قاد مشروع قناة السويس الجديدة بحرفية تامة، وحفر اسمه فى ذاكرة المصريين بالتوازى مع حفر مشروع القناة الجديدة، من قلب مركز المحاكاة والتدريب التابع لهيئة قناة السويس حاورت «التحرير» الفريق مهاب مميش، رئيس قناة السويس والعضو المنتدب لمشروع القناة، الرجل صاحب «الفرح»، كما يقولون، ليحدّثنا عن كل جوانب المشروع وما خفى منها.. ■ لماذا قناة جديدة وما الهدف منها؟ - القناة الجديدة تهدف إلى استيعاب النمو المتوقع فى حجم التجارة العالمى من خلال تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية فى قناة السويس، بما يساعد على تقليل زمن عبور السفن بالقناة وتقليل تكلفة الرحلة البحرية، علاوة على تقليل فترات توقُّف السفن بمناطق الانتظار بالمجرى الملاحى، مما يرفع من درجة تصنيفه، وهو الأمر الذى يقضى مبكرا على مجرد التفكير فى قنوات بديلة بالمنطقة. وتكفى الإشارة إلى أن ما يقرب من 10% من حركة التجارة العالمية تعبر خلال قناة السويس، والوفر الذى تحققه فى المسافات وصل بين 23 و88%، كدلالة على الأهمية الاستراتيجية للقناة، لا سيما لدول حوض البحرَين الأحمر والمتوسط. وعلى الصعيد المحلى، فقد أسهمت القناة على مدار العقود الأربعة الماضية فى تعزيز موارد الخزانة العامة للدولة، خصوصا من العملة الصعبة، بإجمالى إيرادات بلغ 91. 7 مليار دولار، لتعكس هذه الإيرادات الجهود الكبيرة التى تبذلها هيئة قناة السويس طوال الفترة الماضية لتطوير المجرى الملاحى. وأعمال التطوير فى المجرى لم تكن وليدة اليوم، فقد بدأت عقب افتتاح القناة عام 1975 بالمرحلة الأولى من مشروع التطوير، ليتم افتتاحه فى 16 ديسمبر عام 1980، لتبدأ الإيرادات السنوية التى تحققها القناة فى النمو، فبعد أن كانت 339. 6 مليون دولار فقط فى عام 1976 أضحت 940. 2 مليون دولار فى 1982، وأخذت فى الزيادة التدريجية إلى أن بلغت 5. 46 مليار دولار فى عام 2014. ونظرا للنمو المتوقع لحجم التجارة العالمية مستقبلا كان لا بد من حفر قناة جديدة وربطها بمشروع مصر القومى للتنمية بمنطقة قناة السويس. ■ ما دور الهيئة بالضبط فى المشروع الجديد منذ بداية التفكير فيه؟ - هيئة القناة أعدَّت التصميمات الهندسية والخرائط والتقديرات والجداول الزمنية للمشروع، وقمت بعرض الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأبدى إعجابه وتحمسه الشديد للمشروع، أملا أن يكون مشروع القرن الواحد والعشرين لتطوير مصرنا الحبيبة أسوة بمشاريع مصر القومية فى القرنَين التاسع عشر والعشرين، وقد حدَّدنا منذ البداية أسسا بُنين عليها فكرة المشروع، وحددنا أيضا أهدافه وتمثلت فى زيادة القدرة الاستيعابية لمرور السفن، ليصل إلى 97 سفينة يوميّا عام 2023، بدلا من 49 سفينة عام 2014، وزيادة عائدات القناة لتصل إلى 13. 2 مليار دولار عام 2023، بدلا من 5. 3 مليار دولار عام 2014، وخلق ما يقرب من مليون فرصة عمل لأبناء مدن القناة وسيناء والمحافظات المجاورة، وخلق مجتمعات عمرانية جديدة. وبذلك يهدف المشروع إجمالا إلى زيادة الدخل القومى المصرى من العملة الصعبة بعد تحقيق أكبر نسبة من الازدواجية فى قناة السويس وتقليل زمن العبور بالنسبة إلى قافلتَى الشمال ليكون 11 ساعة بدلا من 18، لينخفض على إثره زمن الانتظار للسفن العابرة، وهو ما سينعكس إيجابا على تقليل تكلفة الرحلة البحرية لملاك السفن، ويسهم فى زيادة الطلب على استخدام قناة السويس باعتبارها الاختيار الأول لخطوط الملاحة العالمية ورفع درجة تصنيف القناة لدى المجتمع الملاحى العالمى. وكان من المقرر أن يتم الحفر خلال ثلاث سنوات، لكن بناء على توجيهات الرئيس تم تقليص المدة الزمنية لتصبح 12 شهرا، أما التكلفة التقديرية للمشروع فبلغت 8. 2 مليار دولار، تعادل 60 مليار جنيه، جمعها الشعب المصرى فى 8 أيام فقط، مسجلا إنجازا تاريخيّا فريدا. ■ ما الخطوات التنفيذية للمشروع؟ - وفقا للمخطط، يصل الطول الإجمالى للقناة الجديدة إلى 72 كيلومترا، ويشمل حفر المجرى الملاحى الجديد بطول 35 كيلومترا وبعمق 24 مترا وعرض 320 مترا أو بغاطس 66 قدما، بالإضافة إلى توسيع وتعميق مناطق التفريعات الغربية الحالية بطول إجمالى يبلغ 37 كيلومترا أو بعمق 24 مترا بغاطس 66 قدما، وتشمل التفريعات الغربية بمنطقة البحيرات المرة الكبرى «27 كيلومترا» والتفريعة الغربية للبلاح بطول 10 كيلومترات. وانقسمت عمليات الحفر فى المشروع إلى قسمَين، أولهما عمليات إزالة للرمال المشبعة بالمياه من خلال أعمال التكريك بكميات نحو 250 مليون متر مكعب حُفرت حتى منسوب المياه بتكلفة تقديرية 15 مليار جنيه، وثانيهما أعمال حفر على الجاف، قامت به الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، بكميات نحو 250 مليون متر مكعب، وبتكلفة تقديرية 4 مليارات جنيه. هذا وقد تطلَّبت أعمال التكريك بالمشروع تضافر جهود الكراكات العاملة بهيئة قناة السويس مع طاقة الكراكات الأجنبية التى تم الاستعانة بها بقيادة شركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية، وشركتَين هولنديتَين، هما شركتا «بوسكالس» و«فانأورد»، ومعها شركة «جاندونيل» البلجيكية، أما التحالف الثانى فكان tالتحالف الأمريكى، ويضم شركتَى «دريدجينج إنترناشيونال» و«جريتليكس». ■ ماذا كانت تفعل الهيئة فى أثناء عمليات التكريك؟ - دور الهيئة لم يقتصر على الإشراف على عمليات التكريك الخاصة بحفر القناة فقط، وإنما كنا نعمل بالتوازى على توفير كل ما يلزم لتجهيز المجرى الملاحى وإعداد التصميمات والرسومات وتحديد المواصفات لأعمال البناء والتكسيات اللازمة لحماية جوانب وميول القناة، فتمت إزالة تكسيات وستائر قديمة بطول نحو 30 كم، وإنشاء تكسيات جديدة بطول 100 كيلومتر، وبتكلفة تقديرية 500 مليون جنيه، بآلية جديدة تعتمد على استخدام الأحجار الطبيعية المنتجة محليّا من محاجر سيناء، للتقليل من أعمال الصيانة المستقبلية. وتطلَّبت عملية بناء التكسيات تضافر جهود 131 فرقة عمل من شركات القطاعَين العام والخاص، حيث بدأت أعمال التكسيات بمعدل 100 متر طولى فى اليوم، ووصل إلى 1500 متر طولى يوميّا، مع تصميم وتنفيذ أعمال السيفونات الخاصة بالمرافق من مياه وكهرباء واتصالات وإشارة ووقود، وذلك بمعرفة شركات الهيئة، وهى شركة «الرباط» وشركة «الترسانة النيلية» بعدد 24 سيفونا بطول 600 متر، وبأقطار مختلفة. والتزمت الهيئة بتصميم وتنفيذ المحطات البحرية لتوجيه ومراقبة السفن العابرة للقناة، فضلا عن تصميم وتنفيذ الأرصفة والسقالات أمام تلك المحطات، وتجهيز شمندورات الإرشاد ومشتملاتها والتى تعمل كعلامات إرشادية للسفن توضّح أجناب القناة وتحدّد المجرى الملاحى من خلال أجسام عائمة واضحة بالنهار ومضيئة ليلا عبر الطاقة الشمسية المخزنة نهارا بواسطة شاحن الطاقة الشمسية المثبت على جوانب الشمندورة الأربعة، ووصل عدد الشمندورات التى تم إنشاؤها إلى 110 شمندورات، وقد تم انتقاؤها لتواكب أحدث الشمندورات فى العالم، فالجسم العائم قادم من إيطاليا، أما فوانيس الإضاءة فمن إسبانيا، ويتم تجميعها بواسطة عمالة مدربة من بحرية هيئة القناة، لتكون فور تشغيلها قادرة على إرسال المعلومات والبيانات الآنية إلى مراكز التحكُّم وقد تم الانتهاء من تركيبها بالكامل. كما تم الانتهاء من إنشاء محطة إرشاد جديدة وطباعة الخرائط الملاحية الخاصة بالقناة الجديدة، بالإضافة إلى إعداد الخرائط الإلكترونية وعمل محاكاة للقناة الجديدة من خلال تدريب المرشدين على الملاحة خلالها وتعديل لائحة الملاحة بما يتناسب مع التعديلات الأخيرة فى القناة الجديدة. ■ ما مدى جاهزية المعديات لعبور القناة الجديدة؟ - بالطبع المعديات عصب الحياة فى مدن القناة، حيث تقوم بنقل ما لا يقل عن 50 ألف شخص يوميّا، و14 ألف سيارة من وإلى ضفاف القناة، لحين الانتهاء من الأنفاق الجديدة، والهيئة نجحت من خلال شركة «القناة للموانى» فى بناء مراسى المعديات الثلاث «نمرة 6، والفردان، وسرابيوم» فى مدة زمنية لم تتجاوز الأشهر الثلاثة، تمهيدا لبدء عمل المعديات الجديدة لربط شرق القناة بغربها لحين الانتهاء من الأنفاق التى يتضمنها مشروع تنمية المنطقة، فضلا عن زيادة عدد المحاور المرورية على طول الممر الملاحى إلى 15 محورا، وهو ما استدعى زيادة موازية فى عدد المعديات العاملة بالقناتَين الحالية والجديدة. ولخدمة المواطنين، قامت ترسانة بورسعيد بتبنّى خطة طموحة تهدف إلى تعديل كل المعديات الحالية بالهيئة والبالغ عددها 25 معدية إلى معديات وَفقا لأحدث الطرازات العالمية المستخدمة حاليّا، على أن تبدأ هذه الخطة بإنشاء 3 معديات جديدة، تم بالفعل الانتهاء من إنشاء وتشغيل معديتَين منها، وهما «تحيا مصر 1» و«القناة الجديدة 1». وقامت ترسانة بورسعيد بتنفيذ فكر جديد فى إنشاء المعديات يعتمد على السماح بدخول أقصى عدد ممكن من السيارات والركاب فى ذات الوقت، من خلال تخصيص الدور الأرضى للسيارات مع بعض مقاعد الركاب، على أن يتم تخصيص الدور الأول للركاب، بما يضمن نقلهم بصورة آدمية تحميهم من البرد والمطر، وكذلك درجة الحرارة المرتفعة والشمس الحارقة. وتبلغ الطاقة الاستيعابية لكل معدية 32 سيارة ملاكى، ويمكنها أن تحمل سيارات نقل بحد أقصى للارتفاع 3. 25 متر، بالإضافة إلى احتواء المعدية على 260 كرسيّا موزعة بواقع 56 كرسيّا بالدور الأرضى، لخدمة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، بينما يتسع الدور الأول ل204 كراسٍ. وتم تصنيع المعدية لتعمل لمدة 24 ساعة متواصلة دون توقف أعمال الصيانة فقط، ليتم تحديد مدة تشغيل المعدية وَفقا لمكان خدمتها، فتختلف فى المنطقة ما بين بورسعيد وبورفؤاد عن المنطقة ما بين الإسماعيلية والقنطرة شرق، وحقَّقت الترسانة إنجازا غير مسبوق عندما انتهت من تشغيل المعديتين فى 4 أشهر فقط على الرغم من صعوبة العمل، وتكفى الإشارة إلى أن المعدية الواحدة استهلكت قرابة ال100 طن حديد. كما تقوم ترسانة بورسعيد بالتوازى مع إنشاء المعديات ذات الطرازات العالمية باستكمال تصنيع المعديات بالطرازات الحالية، لخدمة المحاور المرورية على طول القناة، فتقوم الترسانة بتصنيع 7 معديات من طراز سيناء بحمولة 320 طنّا للمعدية الواحدة، وتم الانتهاء بالفعل من إنشاء وتشغيل إحداها، كما تعكف الترسانة حاليّا على تصنيع 5 معديات أخرى بحمولة 210 أطنان لكل منها، ومن المقرر بدء نزولها الخدمة خلال العام القادم. ■ ماذا عن الأنفاق الجديدة أسفل القناة؟ - يتضمَّن المشروع إنشاء 6 أنفاق جديدة أسفل القناة، محددة، وهى أنفاق الإسماعيلية وتتضمن إنشاء ثلاثة أنفاق بالكيلومتر 72، ترقيم قناة، ومنها نفقان للسيارات ونفق للسكك الحديدية، لربط سيناء بالضفة الغربية للقناة، أما أنفاق بورسعيد فتقرر إنشاء نفقَين للسيارات بالكيلومتر 17، ترقيم قناة بطول 3. 5 كيلومتر لكل منهما، وقطر داخلى 11 مترا، على عمق 48 مترا من سطح الماء، بالإضافة إلى إنشاء نفق للسكك الحديدة بالكيلومتر 20. 500، ترقيم قناة بطول 7 كيلومترات، وقطر داخلى 12 مترا يسمح بمرور القطارات فى اتجاهَين، ومنشأ على عمق 48 مترا من سطح الماء، وتبلغ التكلفة الإجمالية للأنفاق 29 مليار جنيه. ■ كلام كثير تردَّد عن الاستفادة من عائدات القناة الجديدة، والبعض أراد التشكيك فيها، فما حقيقة ذلك؟ - هناك زيادة كبيرة فى نسبة العبور خلال السنوات القادمة، وقد حدَّدنا العائد من خلال دراسة جدوى، فالأمر ليس متروكا للصدفة، فخلال عام 2015 سترتفع نسب عبور السفن من 49 سفينة إلى 52، مما ستنتج عنه زيادة إيرادات من 5. 572 مليار دولار فى 2014 إلى 6. 018 مليار دولار فى 2015. ومن المتوقع أن يشهد عام 2016 عبور 57 سفينة فى القناتَين، لترتفع الإيرادات إلى 6. 629 مليار دولار بفارق 150 مليون دولار عن العام السابق، كما سيشهد عام 2017 ارتفاع نسب العبور إلى 61 سفينة، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 7. 303 مليار دولار، إضافة إلى 159 مليون دولار من القناة الجديدة، ليصل إجمالى إيرادات العام إلى 7. 462 مليار دولار. أما عام 2018 فمن المتوقع أن تزيد نسبة العبور فيه من 61 سفينة إلى 66 سفينة، ومن المتوقع أن يكون الإيراد 8. 206 مليار دولار، بزيادة تصل إلى 161 مليون دولار. أما عام 2019، فسيشهد عبور 71 سفينة، ومن المتوقع أن يزيد الإيراد فيها من 8. 862 إلى 9. 025 مليار دولار، بزيادة تقدَّر ب163 مليون دولار، أما عام 2020 فمن المتوقع عبور 77 سفينة، ليزيد فيها الإيراد من 9. 762 إلى 9. 928 مليار دولار، بزيادة تُقدَّر ب165 مليون دولار. كما سيشهد عام 2021 عبور 83 سفينة، ليرتفع الإيراد إلى 10. 923 مليار دولار بدلا من 10. 754، بزيادة تقدَّر ب169 مليون دولار، وفى عام 2022 من المنتظر أن تعبر 90 سفينة، ومن المتوقع أن يزيد فيها الإيراد من 11. 847 إلى 12. 019 مليار دولار، بزيادة تقدَّر ب172 مليون دولار. أما عام 2023، فالمستهدف فيه أن يكون معدل السفن من 90 إلى 97 سفينة بزيادة فى الإيرادات من 13. 050 مليار دولار إلى 13. 226 مليار دولار، بزيادة عن العام الذى يسبقها تقدَّر ب175 مليون دولار، لترتفع فى نهاية المشروع نسب عبور السفن اليومية من 49 سفينة فى عام 2014 إلى 97 سفينة فى عام 2023، وترتفع فيها أيضا الإيرادات من 5. 572 مليار دولار فى عام 2014 إلى 13. 050 مليار دولار فى عام 2023. ■ ما المعوقات التى واجهتكم خلال التنفيذ.. وكيف ترى نظرة العالم للقناة الآن؟ - المعوق الوحيد الذى واجهنا هو الوقت، وقد تغلبنا عليه بفضل إصرار العامل المصرى على تحقيق إنجاز يُحسب للدولة المصرية الحديثة، ولا كان يصح أن أرد طلب للرئيس حين طلب منى إنهاء المشروع فى عام واحد، وقلت له حينها عُلم ويُنفَّذ، لأننى تعوَّدت على ذلك فى حياتى العسكرية، وقد نجحنا فى ذلك وأنهينا المشروع قبل موعده، بل وجربنا القناة يوم 25 يوليو الماضى. أما عن نظرة العالم، فالقناة ممر عالمى يتحكَّم فى 10% من حجم التجارة العالمية، ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 3% وَفقا لما أكده سكرتير الملاحة الدولية خلال زيارته للقناة الأسبوع الماضى، مما يجعلنا نطمئن أننا نسير على الطريق السليم، كما أن زيارة السكرتير الأخيرة تعتبر شهادة دولية على أن القناة ممر لا يستطيع العالم الاستغناء عنه. ■ ماذا تخطّط بعد افتتاح القناة؟ وكيف ترى حياتك الشخصية بعد هذا الجهد؟ - بداية من 7 أغسطس سنبدأ فى العمل على تنفيذ مشروع محور التنمية، ولن نستطيع ذلك دون رجال مصر، فمصر لن تقف مرة أخرى على قدمها من دونهم، فالقناة فكرة مصرية والتخطيط مصرى والتنفيذ مصرى، وهو ما يؤكّد أننا قادرون على صنع المعجزات، فالعامل المصرى كفء وقادر على العمل ليل نهار. وبالنسبة إلى حياتى الشخصية، فالحمد لله أولادى وأحفادى دائما يدعموننى، ولم يشتكوا أبدا من غيابى، فأنا تقريبا لم أذهب منزلى منذ عام حبّا فى الوطن ومن أجل أن أشارك فى صناعة تاريخ جديد للإرادة المصرية نفخر به كمصريين أمام العالم، وأبنائى أيضا يتابعون المشروع أكثر منّى عبر الإعلام، وهم سعداء جدّا بما نقدّمه، وعندما يقولون لىv إن شيئا ما كُتب عن المشروع على «الفيسبوك» أقول لهم «للأسف أنا ماعرفش الفيس ده». وأخيرا أقول للمصريين إن أولادنا بحاجة إلى مثل هذه المشروعات القومية للعبور بهم إلى بر الأمان، فلا بد أن نأخذ هذا المشروع كخطوة أولى على طريق التفوُّق وننسى الهزيمة.