تركت قناة «الحياة» بسبب المنتج.. و«MBC» أكثر التزامًا أجرت الحوار: شيري محمد أشرف عبد الباقى، فنان برع على مختلف المستويات، فى المسرح والتليفزيون، وله أعمال مميزة فى السينما أيضًا، كما أنه يعد من أفضل الفنانين الذين اتجهوا لتقديم البرامج.. عبد الباقى ارتبط منذ فترة وما زال بمشروع «تياترو مصر» الذى يقدّمه على قناة «mbc»، حيث يراه مدرسة لإحياء المسرح المصرى من جديد ومفرخة للوجوه الجدد. عبد الباقى يتحدَّث ل«التحرير» عن العروض الجديدة التى سيتم عرضها أسبوعيًّا فى «تياترو مصر» وإقبال الجمهور على مشاهدتها، ورهانه على هذه المسرحيات المميزة فى استعادة المواسم المسرحية المتواصلة والناجحة. ■ فى البداية، ماذا عن ردود الأفعال التى جاءت على الموسم الثانى من «تياترو مصر»؟ - سعيد جدًّا بها، خصوصًا أنها كانت تصلنى بشكل مستمر ومباشر من خلال الجمهور الذى كان يملأ قاعة عرض مسرح جراند حياة، والمجهود الشديد الذى بذله الجميع فى العروض خلال الموسمَين الأخيرَين والتحضير لهما هو سر النجاح، خصوصًا أن المدة التى يستغرقها كل عرض هى مرة كل أسبوعين، ولولا الحب الذى يجمع بيننا لم تكن لتظهر بهذا الشكل، فأحيانًا يظل الجميع دون نوم لأكثر من يوم، لتظهر العروض بالشكل المميز الذى رأيناه فى أول أيام العيد. ■ ما أسباب رحيلك عن «الحياة» إلى «MBC مصر» تحديدًا؟ - فى البداية أعرب عن سعادتى بتجربتى مع قناة «الحياة» التى أضافت إلىّ الكثير، والتى أعتبرها النافذة التى كانت وش السعد على مسرحية «تياترو مصر»، ولكن بعد أن أعلنت فسخ التعاقد مع قناة «الحياة» وتعاقدت مع المنتج الصباح، عرضت عليه قنوات فضائية عديدة لشراء حق عرض العمل، ولكنه اختار «MBC» لأنها أكثر التزامًا والأكثر سمعة طيبة. ■ لكن هناك من أكد أن المشكلات التى وقعت بينك وبين إدارة القناة هى السبب وراء رحيلك؟ - إطلاقًا، فأنا أعتز بكل العاملين ب«الحياة»، وهم يبادلوننى نفس الشعور، ولم تحدث أى مشكلات بينى وبين إدارة القناة أو حتى العاملين فى القناة، وإذا كنت قد رحلت عنها فكما قلت رحلت بسبب رغبة المنتج، لأنه كان يبحث عن التغيير. ■ هذا بخصوص المشكلات، فبماذا ترد على ما تردد بأن الخلافات المادية كانت سببًا فى عدم تجديد عقدك، وبالتالى رحيلك عن قناة «الحياة»؟ - هى مجرد شائعات، وكما قلت علاقاتى بكل العاملين فى «الحياة» جيدة، ثم إننى وفريق عمل المسرحية، بعيدًا عما يقال، لا نضع النواحى المادية فى المقام الأول، والدليل على ذلك تلقينا عروضًا كثيرة أفضل ماديًّا من عرض «MBC» ومع ذلك تم رفضها. ■ واخترت «MBC مصر»؟ - نعم اخترتها دون غيرها لعدة أسباب، أولها: كنت أبحث عن المهنية، أما ثانيها: فلأن قناة «MBC» مميزة وتعتبر من أفضل القنوات المنتشرة حاليًّا على الساحة وأى فنان يتمنّى أن يعرض أعماله فى هذه النوعية من القنوات. ■ وماذا عن الشائعة التى انتشرت بوجود خلاف بينك وبين شباب «تياترو مصر» بسبب الأجور ورغبتهم فى زيادة القيمة التى يحصلون عنها؟ - هذا كلام ليس له أساس من الصحة، لأننى أعتبر كل أفراد «تياترو مصر» أولادى، وأحرص على نجاحهم، ودائمًا ما يستشيروننى فى أعمالهم التى يشتركون بها، وقمنا مؤخرًا بعمل عدة عروض بدولة الكويت، وحققنا نجاحًا كبيرًا بمشاركة كل أفراد المسرحية. ■ ولكن ألا تخشى أن يتخلّوا عنك مثلما فعل سامح حسين من قبل؟ - إطلاقًا، فهم وقفوا بجوارى ولم يتخلّوا عنى وأكملوا معى التجربة، وهذا ما أحاول تفسيره بكونهم شعروا أننى أضفت شيئًا إلى تاريخهم، وهو ما دفعهم لرد الجميل والوجود معى فى الموسم الثانى، على أن تكون لديهم الحرية فى ما بعد بقبول العروض التى تُعرض عليهم، وأريد أن أوضح أمرًا مهمًّا هنا، وهو تقدم نحو 1800 شاب وفتاة للاختبارات، وتم اختيار 100 شخص منهم، واشترك نحو 43 منهم فى الموسم الثانى، وهناك نيّة لإشراك الآخرين فى المواسم الجديدة، وأعتبر الأمر من وجهة نظرى الشخصية أكثر من رائع ومهم، فقد استطعنا أن نقدّم مواهب جديدة غير المواهب التى شاركت فى الموسم الأول. ■ وما تعليقك على انضمام أحمد رزق وسامح حسين إلى «تياترو مصر» واستكمالهما العروض؟ - «ربنا معاهم»، ولكن أريد أن أوجه إليهما نصيحتَين، إحداهما أن يقوما بتغيير الاسم، لأن الجمهور سينتظر ظهور أشرف عبد الباقى وفرقته، وهو أمر لن يحدث، أما بالنسبة إلى سامح فلم يغضبنى موضوع انضمامه على الإطلاق، ولن يكون له تأثير على تعاوننا معًا فى الجزء المقبل من «راجل وست ستات». ■ وما الأسباب التى أدَّت إلى توقُّف مسرح القطاع الخاص من وجهة نظرك؟ - الأزمة التى يعانى منها مسرح القطاع الخاص لا بد أن تناقش، فهى قضية كبيرة لا تتعلق بالمسرح الخاص أو مسرح الدولة فقط، بل تتعلق بوضع الثقافة فى مصر، والذى يحتاج إلى حركة تنوير جديدة مترابطة مثل حركة التنوير التى مر بها المجتمع المصرى فى أوائل القرن الماضى، وللأسف الوضع أصبح صعبًا ويحتاج إلى وقت طويل، لأن الحياة الثقافية تعتبر المسرح واحدًا من أهم مفرداتها، صحيح أن هناك تجارب، لكنها قليلة، وليست دليلًا على وجود انفراجة لأزمة المسرح الخاص، فالمسرح الخاص كان مسرحًا موسميًّا يرتبط بالصيف وبوجود السياح العرب وبعض الفئات الفنية التى كانت تتكسَّب ماديًّا من ورائه، بغض النظر عن القيمة أو الرسالة التى يقدمها، لذلك لم يستمر واختفى مثل مسرح الدولة، رغم أنه كان مرحبًا به من المسؤولين، على عكس مسرح الدولة الذى كان يحارب ويحاولون تقييده. ■ وكيف استطعت التغلب على هذه الأسباب لعودة المسرح؟ - التحدى والإرادة، فقد كنت متحمّسًا للمشروع لسبع سنوات كاملة، ولكن المنتجين كانوا يصفوننى بالمجنون ويرفضون إنتاج العمل، ويقولون «ده مجنون.. يعنى إيه مسرح تقدّمه أنت ووجوه جديدة»، وكانوا يعرضون علىَّ أن أتعاقد مع فنان أو فنانة كبيرة من أجل المشاركة، ولكنى كنت أرفض بشدة، حتى تحمّست لى فى النهاية إحدى شركات الإنتاج واستطعنا أن نعيد المسرح. ■ هل أثر اهتمامك بالمسرح على أعمالك الدرامية هذا العام؟ - انشغالى بالمسرح ليست له علاقة بغيابى عن الدراما هذا العام، والدليل على ذلك أننى قدّمت العام الماضى الجزء الأول من سيت كوم «أنا وبابا وماما» مع الفنانة نشوى مصطفى، وكان من المنتظر أن يُعرض الجزء الثانى منه فى رمضان هذا العام، ولكن تم تأجيله ليتم عرضه خارج الموسم الرمضانى، فلست الفنان الوحيد الذى غاب عن الأعمال الدرامية هذا العام، بل كثيرون غيرى، وذلك لأسباب مختلفة، منها أن ما عُرض علىَّ لا يناسبنى، فلا أحب أن أقدم عملًا فنيًّا لمجرد الوجود فقط، خصوصًا بعد أن قدَّمت العامين الماضيين مسلسلات نالت إعجاب الجمهور، وأضافت إلى مشوارى الفنى، مثل «مش ألف ليلة وليلة» و«وراجل وست ستات» و«أنا وبابا وماما». ■ ما الذى حققته من خلال مسلسل «أبو ضحكة جنان»؟ - أضاف إلىّ كثيرًا، ولكنى لم أخطط للقيام بهذ الدور، وحتى لم أحلم به، ولكن كل شىء جاء بالصدفة، وشخصية إسماعيل ياسين مثل أى شخصية قدّمتها من قبل، وهناك كثير من المشاهدين تعاطفوا مع شخصية إسماعيل ياسين نفسه، والمعاناة التى عاشها منذ طفولته وفى مراحل حياته المختلفة، وهذا يعنى أننا كفريق عمل نجحنا فى إيصال الرسالة ونقل شخصية إسماعيل ياسين إلى الجمهور، الذى لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا. ■ هل تفكّر فى إعادة تجربة تقديم مسلسلات السيرة الذاتية؟ - بالفعل تعاقدت على مسلسل عن الكوميديان الراحل نجيب الريحانى، ولم أعتذر عنه كما أُشيع، حيث يعمل الآن المخرج سعيد حامد، على استكمال فريق عمل المسلسل الذى يتناول السيرة الذاتية للفنان، المسلسل كتب له السيناريو والحوار محمد الغيطى، وينتجه عادل حسنى، بمشاركة مدينة الإنتاج الإعلامى.