يعتزم أكثر من 4600 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل الإضراب عن الطعام اليوم الأحد، والحداد العام لمدة ثلاثة أيام تبدأ من اليوم احتجاجا على وفاة أحد الأسرى أمس. وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أمس وفاة الأسير عرفات جرادات (30 عاما)، من محافظة جنين، شمال الضفة الغربية، في سجن مجدو الإسرائيلي عقب تعرضه لأزمة قلبية حادة.
وحمل وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن استشهاد جرادات"، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن أسباب وفاته، وذلك في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول أمس.
وردا على وفاة جرادات أصدرت الهيئة العليا للأسرى بيانا قالت فيه: "اليوم تحول تحذيرنا إلى حقيقية، وبدأ الأحياء يتحولون إلى جنازات من غير هوية ولا بواكي، لذلك كان قرار الأسرى الحداد العام ثلاثة أيام، والإضراب المبدئي ليوم واحد، مقاومة لسياسة القتل الممنهج الذي تصنعه إدارة السجون بحقنا دون محاسبة من أحد".
وأضاف البيان أن "جرادات ينضم إلى قافلة طويلة من الشهداء في سجون الاحتلال والذين بلغوا 203 أسيرا، ارتفعوا جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل المباشر".
وناشدت الهيئة العليا للأسرى الأمة الإسلامية ب"نصرة" قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل من خلال عدة خطوات أهمها: "فتح تحقيق دولي لمعرفة أسباب استشهاد جرادات ومن سبقه من الأسرى"، على أن "تتولى تركيا ومصر وجامعة الدول العربية رفع نتائج هذا التحقيق إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي".
كما طالبت الهيئة الدول الإسلامية ب"تفعيل ملف الأسرى في المؤسسات الدولية" على أن تقوم الدول التي تملك علاقات مع إسرائيل بممارسة "ضغط حقيقي" عليها ل"وقف المحرقة ضد الأسرى"، مؤكدة على أهمية "الضغط الجماهيري والمدني في الأمة نصرة لقضية الأسرى".
واعتقل جرادات قبل ثلاثة أشهر وكان رهن التحقيق، ولم يصدر ضده أي حكم قضائي.
قدوره فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أكد أيضا خوض الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل إضرابا عن الطعام اليوم في تصعيد جديد احتجاجا على وفاة جرادات.
وفي اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، حمل فارس السلطات الإسرائيلية مسئولية التصعيد ووفاة جرادات، مطالبا بلجنة تحقيق دولية لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاته.
وبحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، من المفترض أن يقوم مختصون في الطب الشرعي بتشريح جثمان جرادات في مستشفى "أبو كبير" بتل أبيب وذلك في الساعة العاشرة من صباح اليوم بالتوقيت المحلي (8:00 تغ) بحضور عدد من أفراد عائلته ومحامين.
وحذرت الإذاعة من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية على خلفية وفاة جرادات.
ودعت قوى وفصائل فلسطينية إلى الخروج بمسيرات شعبية في الضفة منددة بوفاة جرادات.
ومن المتوقع، بحسب مراسل الأناضول، أن تشهد الضفة مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود الجيش الإسرائيلي قرب بوابة سجن عوفر غرب رام الله وقرب بلدة سعير (جنوب الضفة)، مسقط رأس جرادات، وقرب حاجز حوارة جنوب بلدة نابلس (شمال الضفة).
ويخوض أربعة أسرى إضرابًا مفتوحًا عن الطعام؛ احتجاجًا على إعادة اعتقال اثنين منهم بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى (18 أكتوبر/تشرين الأول 2011 ) وتحويل الآخرين للاعتقال الإداري، وهم سامر العيساوي، وأيمن الشراونة، وجعفر عز الدين، وطارق قعدان.
وكشفت إحصائية حديثة لوزارة شؤون الأسرى الفلسطينية أن عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية يبلغ 4660 أسيرًا وأسيرة، في 17 سجنًا ومعسكرًا داخل أراضي عام 1948، من بينهم 3822 أسيرًا من الضفة الغربية، و449 أسيرًا من قطاع غزة، و152 أسيرًا من القدس، و206 أسرى من مناطق 1948، و31 أسيرًا من العرب الذين اعتقلوا خلال تنفيذهم عمليات ضد إسرائيل عبر الحدود، أو ما يصطلح على تسميتهم باسم أسرى "الدوريات".