فى غضون أسابيع قليلة وضحت لى الرؤية بالنسبة إلى الأندية التى تلعب وتنافس فى المقدمة، وبالنسبة إلى دورى المجموعتين الحالى الذى قدمه الاتحاد المصرى لكرة القدم، وأصر عليه، إلى أن بدأت فاعلياته، لتظهر فى الأفق الملامح الحقيقية للمنافسة التى بها إفادة لكل الأندية المصرية، بعد أن اعتلى الصدارة الكثير من اللاعبين وقارب بعض الأندية على إشهار إفلاسه، بعدما ساد الوجوم والسكون على الملاعب التى تعطى الضوء الأخضر لعودة بلد بصناعة اسمها كرة القدم، وعلى الرغم من اختلافى فى معظم الأمور السياسية التى تمارسها الحكومة المصرية وفشلها الذريع فى التدنى الواضح لمستوى المعيشة وتحديدا فى أزمة السولار والدولار. بعيدا عن السياسة هناك شىء رائع اسمه النادى الإسماعيلى، فريق يقبع فى ذيل الأندية المصرية من حيث الإنفاقات، ومع ذلك تجده يقف على قدميه ويجاهد ويناضل من أجل المنافسة.. إنه فريق تعوَّد على الحروب خارج وداخل الملاعب، فريق لديه صبغة مختلفة ونكهة اسمها المانجا الإسماعيلاوية، فريق عندما يشعر بالخطر فعلا ينتفض على كل من حوله ويؤكد لهم أنه لن يموت، فريق أخرج العديد والعديد من النجوم المَهَرَة والموهوبين الذين امتلأت الملاعب المصرية وأيضا العربية والإفريقية بأسمائهم. سعادتى تأتى لأننى كنت فى بداية الموسم أُشفق على كل من يحب الفريق الأصفر، وأُشفق أيضا على إدارته وجهازه الفنى، وكنا نتصور أن الإسماعيلى سيناضل من أجل الوصول إلى المربع الذهبى، ومع ذلك وجدنا الفريق بشكل مميز ولاعبين لديهم مقومات التألق ولاعبين خبرة عندهم أدوار أعتقد أنها بدأت تظهر فى الأفق بداية من الحارس الممتاز محمد صبحى مرورا بعمر جمال وعمرو السولية وأحمد خيرى وأحمد على وآخرهم طبعا اللاعب الخلوق الفاكهة الإسماعيلاوى الوحيد الذى لم يعترض على جلوسه على دكة البدلاء للاعبين شباب قادمين من أندية أخرى، إنه النجم المحترم محمد حمص. الإسماعيلى كان يعانى فى البداية وكان هناك قلق وترقُّب من المدرب صبرى المنياوى لكثرة المباريات بعد توقف دام أكثر من عام، ولكنى أعتقد حاليا أن المدرب أصبح فى جاهزية إلى حد ما جعلته يقدم مباراة أكثر من رائعة فى البطولة العربية أمام شباب بلوزداد الجزائرى وأصبح قاب قوسين أو أدنى من التأهل، وهذا أيضا يعَدّ إنجازا مع فرق تلعب ولديها أجندة ثابتة لأحمالهم وتخطيطهم وأيضا لمبارياتهم، فهنيئا للإسماعيلى بوجوده ضمن أندية المنافسة حتى ولو المجموعة الثانية أضعف كثيرا من الأُولى التى ينافس عليها أكثر من 5 أندية قوية، بالفعل هنيئا للإسماعيلى بلاعبيه الجدد الذين يتألقون يوما بعد الآخر حتى فى غياب لاعبين كان لهم صيت وباع كبير. عفوا، الإسماعيلى لن ينتهى.. هذا هو الواقع لأنه فريق يعلم كيف يلعب كما هو الحال لبعض الأندية الكبيرة، فهو فريق جذاب للاعبين الصغار الذين يستمتعون فى الأداء بعيدا عن الضغوط التى عليها الزمالك والأهلى من المنافسة والمطالبة الجماهيرية بالفوز بالبطولات، ولذلك أنا أتمنى من إدارته وجماهيره الصبر كل الصبر على الفريق الذى بناه النادى من جديد بعناصر شابة، سنرى فيهم نجوما دوليين فى المستقبل مع الفريق الذى أصبح محط أنظار مصر كلها بعد انهيار إدارى كبير فى الفترة الماضية والاقتراب من إعلان الإفلاس، وهو ما يعانى منه حتى الآن دون مساعدة من كانوا يقولون إنهم إسماعيلاوية. النادى فى حاجة إلى المساعدة من كل محبيه بعيدا عن الإدارة حتى يكون هناك بطل جديد للكرة العربية يولد من رحم المشكلات والإفلاس، ومع ذلك يبقى الإسماعيلى برازيل مصر والعرب وإفريقيا، وأمنياتى أن لا ينقرض كما انقرض من قبله أشهر الألحان الإسماعيلاوية على أنغام السمسمية على شواطئ مدينة الحب والجمال والهدوء والراحة والسكينة بعد حظر التجوال.