رأت أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون الدكتورة نهاد صليحة أن المسرح عكس بشكل جلي الولادة المتعثرة للربيع العربي. وقالت صليحة - في ورقة بحثية نوقشت خلال ندوة «أي ربيع للمسرح في الوطن العربي في ظل الربيع العربي؟»، عقد على هامش مهرجان المسرح العربي - إن كلمة ربيع في العادة تشير إلى ميلاد حياة جيدة بعد حالة من الجدب والموات أثناء فصل الشتاء، لكن الربيع العربي، رغم مرور عامين على إطلاق هذا التعبير على الثورات العربية في تونس ومصر ثم في اليمن وسوريا - قد طال وتلبدت أجواؤه وأصبح أشبه بولادة متعسرة تسبب آلاما شديدة، وقلقا دائما، وتأرجحا بين اليأس والرجاء . وأوضحت أن المسرح في مصر عمس هذا الأمر عبر حالة التوقع والفرح الأولى، ثم أدرك أن الميلاد لن يكون سهلا، ففي بداية الثورة في مصر، أثناء اعتصامات وتظاهرات التحرير، سادت حالة من الانتشاء والفرح التي تجلت في عروض احتفالية، وأخرى يمكن إدراجها ضمن ما تسميه كارول مارتن «مسرح الواقع». ولفتت إلى أن هذا النوع من المسرح اكتسب شعبية واسعة بعد 25 يناير، خاصة بين شباب المسرحيين، مضيفة «على صعيد الممارسة، نجد أن الكثير من المسرح الوثائقي المعاصر يكتب أثناء الأحداث التي يتخذها مادته، ومن ثم، يستطيع أن يتدخل بصورة مباشرة في صياغة التاريخ عن طريق زعزعة الحاضر».