الحرب وصلت إلى قلب العاصمة، منطقة وسط البلد التى كانت تنافس مدينة باريس فى نظافة شوارعها وجمال عماراتها، باتت اليوم تحت سيطرة الباعة الجائلين، وخريجى السجون، وأرباب السوابق الذين امتطوا ظهر المدينة، وشنوا أمس حربا على شارع الشواربى استخدموا فيها الأسلحة الآلية والمولوتوف، بسبب رفض أصحاب المحلات وجود الباعة الجائلين أمام متاجرهم. واحد من أصحاب هذه المحلات اسمه نور الدين عبد الصبور، 68 سنة، لديه محل فى شارع الشواربى، قال إنه لم ير مثل هذه المعركة فى حياته، التى دارت فى شارع الشواربى بين الباعة الجائلين الذين استخدموا الأسلحة الآلية والخرطوش وزجاجات المولوتوف لفرض إتاوات على مكان البيع، وفرش بضاعتهم فى شارع طلعت حرب، مما أدى إلى وقوع اشتباك بينهم وبين أصحاب المحلات الذين أغلقت متاجرهم بسبب تكدس الباعة أمام مداخلها. الشاهد استدرك قائلا إن الواقعة بدأت بتكسير واجهات 4 محلات فى الشارع، ومع ذلك لم يُلقَ القبض على أحد من البلطجية على الرغم من أنهم معروفون بالاسم لدى رئيس مباحث قسم قصر النيل، منهم شخص اسمه «ميشو»، كان يأتى بالأسلحة فى جوال كبير ويدخل به إلى منطقة وسط البلد دون أن يعترضه أحد. بينما أضاف أحمد أنور، أحد أصحاب المحلات بالشارع، أن الباعة الجائلين اعتادوا الشجار بالأسلحة النارية بسبب أولوية الوقوف ومكان البيع وفرض الإتاوات عليهم، مؤكدا أن الإتاوات تُجمع من أجل وضع «الاستاندات» فى الشارع مقابل مبلغ 100 جنيه للاستاند، وأشار إلى أن «ليلة الحادث تجمع عدد كبير من البلطجية بالشارع لإرهابنا، ثم انتشروا وقطعوا الكهرباء عنا، وبعدها بدؤوا فى إطلاق النار عشوائيا، مما أدى إلى إصابة واجهات المحلات التى أغلقت أبوابها منعا لزيادة خسارتها، وعندما استغاثوا بالشرطة لم تأت إلا بعد انتهاء المعركة، ولم تُلقِ القبض على أحد». فى الوقت ذاته أرسلت مديرية أمن القاهرة تعزيزات أمنية تابعة لقسم شرطة قصر النيل إلى موقع المشاجرة، وتبين من خلال المعاينة الأولية أن مشاجرة نشبت بين كل من أحمد عاطف، 43 سنة، بائع متجول، وعدد من أنصاره (طرف أول، وبين محمد عماد الدين، 22 سنة، وعدد من أنصاره (طرف ثان)، بسبب خلاف حول أولوية البيع، وعُثر بموقع الاشتباكات على 5 فوراغ لطلقات خرطوش، وتهشم الواجهات الزجاجية ل4 محلات تجارية، بينما تكثف قوات أمن القاهرة جهودها لضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة فى الواقعة.