«الصهاينة مصاصي دماء وأحفاد القردة والخنازير، ويجب أن يربي المصريون أطفالهم وأحفادهم على كراهية الصهاينة واليهود» بتلك الكلمات استهلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية افتتاحيتها بعنوان «خطاب مرسي المليء بالكراهية»، علقت الصحيفة على خطاب الرئيس محمد مرسي وتصريحاته عن اليهود والصهاينة عام 2010التي أثارت مؤخرا جدلا واسعا في الأجواء الغربية. لفتت الصحيفة إلى إدانة جاي كارني، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، تصريحات الرئيس المصري التي وصفها بأنها «معادية للسامية ومسيئة للغاية» وطالبه باحترام كل الأشخاص من كل الأديان، ونقلت عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند تصريحاتها بأنه يجب على الرئيس مرسي أن يتنصل من هذه التصريحات والتي يجب أن يتم رفضها بشدة. تقول الصحيفة إنه يجب على الرئيس مرسي أن يعتذر عن تلك الكلمات المفعمة بالكراهية، على الرغم من أن اعتذاره لن يقدم أدلة مقنعة على أن رأيه قد تغير. بالإضافة إلى أن اعتذاره لن يعيده للاتجاه السائد ولكنه في الحقيقة يعادي هذا الاتجاه، في إشارة منها إلى أنه لا تقتصر الافتراءات والصور النمطية عن اليهود على الهامش السياسي في مصر والمجتمعات العربية الأخرى، ولكنها تتواجد أيضا في أعمدة الصحف، رسوم الكاريكاتير السياسية، الكتب المدرسية الخاصة بالأطفال وخطاب الكثير من النخبة المتعلمة. ترى لوس أنجلوس تايمز أن هذا التعصب أيضا يجعل من السهل على المدافعين عن السياسات الإسرائيلية الخاطئة،مثل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، أن يساووا المعارضة بتلك السياسات المعادية للسامية. وأن التشهير باليهود لا يقدم شيئا لتعزيز القضية الفلسطينية. وتضيف «يمكن للإجراءات الدبلوماسية أن تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، حيث حافظ الرئيس مرسي منذ توليه الرئاسة على ذلك السلام البارد بين مصر وإسرائيل الذي افتتحته معاهدة 1979 والتي توسطت فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان محاورا جيدا في المحادثات التي أسفرت عن وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وأي كانت مشاعره تجاه إسرائيل أو الصهيونية، فمرسي يفهم جيدا أن إلغاء معاهدة السلام لن يكون في مصلحة مصر، وربما يعني هذا في النهاية على سبيل المثال خسارة مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية التي تأتي من الولاياتالمتحدة التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار سنوية». تختتم الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها قائلة: «ومع ذلك، إذا كان مرسي أكثر حذرا باعتباره رئيسا عما كان ناطقا باسم جماعة الإخوان المسلمون، فكلماته الموجودة على الفيديو الذي تم تسجيله هي تذكير بأن العداوات القديمة والقبيحة لا تزال على قيد الحياة في مصر الجديدة».