خصصت افتتاحية النيويرك تايمز اليوم للتعليق علي تصريحات محمد مرسي المحرضة علي كراهية اليهود عام 2010 بعد العدوان الاسرائيلي علي غزة. ثم تلي ذلك رفض هذه التصريحات جملة و تفصيلا و عدم مؤامتها للصدور عن رئيس أهم دولة عربية، بل و الربط بين استمرار مرسي و أملهم فيه كرئيس و الرجوع عن هذه التصريحات. ثم الانتقال لتأييد موقف البيت الأبيض بل و مطالبة أوباما بتبليغ مرسي هذا الرفض شخصيا. نص الافتتاحية: عندما ارتقي محمد مرسي سدة الحكم في مصر في يونيو، و هو الشخص غير المعروف وغير المجرب، ليخرج من جماعة الاخوان المسلمين ليصبح زعيم الدولة العربية الأكثر أهمية. قام مرسي بارتكاب أخطاء في بعض القرارات المقلقة حقا، لكن لا يزال هناك سبب للتمسك بالأمل في نضجه ليصبح قادر علي وظيفة الرئاسة ويتحول لزعيم يمكن أن يفيد مصر والمنطقة. أثارت تصريحات مرسي من ثلاث سنوات تقريبا عن الصهاينة واليهود السخرية، التي خرجت للتو إلى النور، زادت الشكوك الجدية حول امكانية كون مرسي ممثل للاعتدال والاستقرار في المنطقة كما هو مطلوب أكثر من اي وقت مضي. كما ذكر من قبل ديفيد كيركباتريك في التايمز، يظهر السيد مرسي في شريط فيديو صور عام 2010 و هو يقوم بالقاء خطاب يخاطب المصريين فيه على "يجب ان نربي أطفالنا وأحفادنا على الكراهية" لليهود والصهاينة. في غضون أشهر في مقابلة تلفزيونية أخري قال في وقت لاحق، كما وصفها الصهاينة "هؤلاء مصاصي الدماء الذين يهاجمون الفلسطينيين، وهؤلاء دعاة الحرب، أحفاد القردة والخنازير". هذا النوع من التعصب غير مقبول في أي مكان وفي أي وقت. كما أنها غير مقبولة بشكل أكبر عندما تكون بهذه الهجومية في الخطاب العام و قادمة من شخص أصبح رئيس دولة كبرى. تعليقات السيد مرسي تستحق أن تدان بشكل لا لبس فيه، كما فعلت إدارة أوباما يوم الثلاثاء. وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس، "نحن نرفض تماما هذه التصريحات". لكن المشكلة اعمق من مجرد السيد مرسي. حيث أدلى بهذه التصريحات في وقت كانت فيه المشاعر المعادية لإسرائيل في مصر و المنطقة في أوج قمتها بعد الحرب علي غزة لمدة ثلاثة أسابيع عام 2009 بين اسرائيل وحماس. الحقيقة المحزنة هي أن تهمة سب اليهود سمة غالبة لدي جميع المصريين والخطاب العربي؛ كماالأن إسرائيل ليست بمنأى عن التجاوب مع هذا الخطاب سواء بسواء. ان تربية الأطفال على كراهية الخصوم هي واللاإنسانية أمر واحد، وهي تنبع من عقلية ملتوية تغذي الصراعات التي عذبت المنطقة. هل يؤمن حقا السيد مرسي بما قاله عام 2010؟ واضح أن الرئيس أصبح له طريقة مختلفة في التفكير حول ضرورة احترام الأخر والعمل مع جميع الناس؟ حتى الآن، لم يصدر أي رد فعل رسمي. البيت الأبيض دعا مرسي لإيضح احترمه لجميع الأديان، كما صرح ان تصريحات مسجلة على شريط فيديو تتعارض مع اهداف السلام. من هنا يجب على الرئيس أوباما أيضا العمل علي تبليغ تلك الرسالة مباشرة إلى الرئيس مرسي.