أثارت الفيديوهات التي انتشرت مؤخرا وتتضمن تصريحات لاذعة للرئيس محمد مرسي ضد أمريكا وإسرائيل، انتقادات هائلة في الولاياتالمتحدة. كان مرسي قد دعا في هذه التسجيلات إلى تربية الأطفال المصريين على كراهية اليهود والصهاينة، ووصف اليهود بأنهم مصاصو دماء، ودعاة حرب، وأحفاد قردة وخنازير يهاجمون الفلسطينيين. أول من أمس الثلاثاء، أدان جاي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض تلك التصريحات واصفا إياها ب«المعادية للسامية»، داعيا مرسي إلى توضيح أنه هذا النوع من الحديث غير مقبول أو مثمر في مصر ديمقراطية. وقال كارني: «عبرنا عن قلقنا حول هذه التعليقات للحكومة المصرية». مضيفا: «نرفض تماما مثل هذه التصريحات، كما نرفض أي لغة تحرض على الكراهية الدينية. طالما كانت نوعية الخطاب هذه مقبولة في المنطقة، بالرغم من أنها تحول دون هدف إحلال السلام. ينبغي أن يوضح الرئيس مرسي أنه يحترم جميع العقائد التي يعتنقها الناس». كارني تابع أن البيت الأبيض لا يزال مستعدا للتعاون مع الرئيس المصري، قائلا: «منذ توليه المنصب، أكد الرئيس مرسي التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل قولا وفعلا. كما أثبت رغبته في التعاون معنا نحو أهداف مشتركة بما في ذلك وقف إطلاق النار أثناء أزمة غزة، العام الماضي". مضيفا: "الأمر يتعلق بالأداء، وبالأفعال». ديفيد كيركباتريك، مراسل صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أشار إلى أن نواب مرسي رفضوا الرد على طلبات تعليق متكررة على تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض. نيويورك تايمز علقت أيضا على تصريحات الرئيس المصري في افتتاحية لها بعنوان «تعليقات الرئيس مرسي المثيرة للاشمئزاز». وقالت إنه عندما أصبح مرسي رئيسا لمصر في يونيو الماضي، صعد من شخص غير معروف وغير مجرب من الإخوان المسلمين إلى زعيم أهم دولة عربية. وتابعت الصحيفة أن مرسي اقترف أخطاءا واتخذ بعض القرارات المثيرة للقلق، مستطردة أنه لا يزال هناك سبب للأمل بأنه ربما يصبح من نوعية القادة الذين قد يفيدوا مصر والمنطقة. مضيفة أن التعليقات البذيئة، على حد وصفها، التي كشفت مؤخرا أثارت شكوك خطيرة حول ما إذا كان في إمكانه أن يكون قوة للاعتدال والاستقرار اللازمين. نيويورك تايمز أضافت أن ذلك النوع من التعصب الأعمى الخالص غير مقبول في أي مكان وأي زمان. متابعة أن التعليقات تعتبر أكثر إهانة لأنها صدرت من شخص أصبح رئيسا لبلد مهم، داعية إلى أن إدانتها بشكل لا لبس فيه، كما فعلت إدارة أوباما يوم الثلاثاء. كما أشارت إلى أن تعليم الأطفال الكراهية واللاإنسانية هو نوع من العقلية الملتوية التي تؤجج الصراعات التي تعذب المنطقة. وتسائلت ما إذا كان مرسي يعتقد حقا في ما قاله في 2010؟ وما إذا كان توليه للرئاسة غير من طريقة تفكيره حول الحاجة إلى احترام كل الناس والتعاون معهم؟ مضيفة أنه حتى الآن لا يوجد استجابة رسمية. واختتمت نيويورك تايمز الافتتاحية بأنه ينبغي على الرئيس الأمريكي باراك أوباما توصيل الرسالة ذاتها إلى الرئيس مرسي بشكل مباشر.