أقرّ المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، في جلسته الختامية اليوم للدورة العادية لعام 2025، إضافة حدث إقامة قداس مشترك لبطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة بالشرق الأوسط إلى سنكسار الكنيسة القبطية، في يوم 10 بشنس من كل عام، وذلك احتفالًا بمرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325م. جاء هذا القرار تقديرًا لما حمله الحدث من روح وحدوية أرثوذكسية جمعت بطاركة الكنائس الثلاث (القبطية، والسريانية، والأرمنية الأرثوذكسية) في قداس تاريخي يخلّد أحد أهم المجامع المسكونية في التاريخ المسيحي، والذي شكّل حجر الزاوية في العقيدة الأرثوذكسية الجامعة.
تثبيت الذكرى في السنكسار: خطوة كنسية تحمل بُعدًا لاهوتيًّا وتاريخيًّا تُعد إضافة الحدث إلى السنكسار الكنسي خطوة رمزية وكنسية بالغة الأهمية، إذ يضمن بقاء الذكرى حيّة في الوعي الليتورجي والروحي للمؤمنين، ويمنحها موضعًا دائمًا في ذاكرة الكنيسة وصلواتها اليومية. السنكسار لا يسجل فقط سير القديسين، بل أيضًا الأحداث المفصلية في حياة الكنيسة، ومجمع نيقية كان أول هذه المجامع، حيث وُضع فيه قانون الإيمان النيقاوي، وأُدينت فيه بدعة آريوس، وثُبّتت فيه وحدانية طبيعة الابن مع الآب وفق العقيده المسيحية
وإقامة قداس مشترك بين بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية الثلاثة، بعد مرور 17 قرنًا على المجمع، لم يكن مجرد احتفال، بل كان إعلانًا حيًّا لوحدة الإيمان بين هذه الكنائس، رغم التحديات التاريخية والاختلافات الطقسية.
القداس الذي جَمَع الرؤساء.. والسنكسار الذي يخلّد اللحظة كان القداس المشترك قد أُقيم بمشاركة قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وقداسة البطريرك كريكور بيدروس العشرون، بطريرك الأرمن الأرثوذكس. وقد شكّل القداس علامة فارقة في علاقات الكنائس الشرقية، وأعاد التذكير بجذور الإيمان الواحد، كما جاء تتويجًا لجهود طويلة في التقارب اللاهوتي والرعوي بين هذه العائلات الكنسية.
بإضافة هذا الحدث التاريخي إلى سنكسار 10 بشنس، تؤكد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التزامها بإحياء الذاكرة الإيمانية الجامعة، وتعزيز روابط المحبة والتعاون مع الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة في الشرق، على أساس العقيدة الواحدة والتراث المشترك.