يفتتح غدا ،الثلاثاء، صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرضاً إستيعادياً لأعمال الفنان الراحل منير كنعان والذي سيضم ضمن معروضاته أعمالاً تُعرض لأول مرة من مقتنيات الأسرة بحضور سناء البيسي زوجة الفنان ونجله هشام، بقاعة أبعاد بمتحف الفن المصري الحديث بالآوبرا. يُعد منير كنعان «1919 : 1999» أحد رواد الحركة الفنية المعاصرة فى مصر، أرتبط اسمه بمجلة «آخر ساعة»، حيث قضى نصف قرن من عمره مخرجاً فنياً ورساماً لأغلفتها ورسومها الداخلية ومطوراً للإخراج الفني لصفحاتها، مؤسساً مدرسته الخاصة في الإخراج الصحفي والتي أعتبرت ثورة في تصميم أغلفة المجلات العربية مازجاً فيها بين القيم التشكيلية بمذاهبها الفنية الحديثة وتصميم الغلاف الصحفي. كان كنعان رساماً قديراً عالماً بأصول صنعته، وقد إجتاز الطريق من البعدية إلى المنظور، إلى التجسيم الوهمي، إلى النسب الفضائية، إلى النسيج المساحي لبنايات العناصر، مُستخدماً كافة خامات التلوين حتى بلغ قدراً جاوز فيه الأكاديميين أنفسهم، مُنتجاً مئات اللوحات التي فجرت عجينته الأخاذة، الغنية بالتنوع والتضاد وبإعادة صياغة جماليات السطح، كانت تجربته الهامة تلك هي إجابة جديدة في الموجة التجريدية التعبيرية التي عشقها في الأربعينات، وكان الحس الفني عنده هو حالة متصوفة، وهي هكذا سرعان ما تُلقي بغايتها حين تنتج في ثناياها متعة العقل وأثر المعرفة. ويعود فضل كنعان الأول إلى عناده الذي لم يتوقف في تحرير الفن من حالة الماضي وفي بث الجسارة والإطاحة والطموح، وكسر الدوائر المُغلقة ونبذ الخوف، وبذلك فتح الباب على مصراعيه لتلك المواهب المؤهلة لدورها في حركة الفن المصري، حتى تأخذ أهبتها، وتبدأ مشقة الصراع بحثاً عن المستقبل، وتؤرخ أعماله التجريدية التعبيرية بداية من 1943 : 1944 وإنجاز أول لوحة تجريدية في عام 1945 ليعرضها في بينالي ساوباولو بالبرازيل في ذلك الوقت، وأستمر يصقل من دراسته في الطبيعة ومن خلال الموديل مع التجارب الفنية التي تدل على أُستاذيته، وخلال مشواره الفني طافت معارضه الفنية مصر والعالم، وفي عام 1997 حصل الفنان على جائزة الدولة التقديرية، وهو صاحب الجائزة الذهبية في أول بينالي عربي، ويوجد له بمتحف الفن المصري الحديث العديد من الأعمال.