في أول تعليق له على إقتحام المتظاهرين المصريين لسفارة تل أبيب وإجلاء السفير هو والعشرات من الدبلوماسيين، قال أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي أنه كانت هناك أوامر للحراس ال 6 الذين كانوا محبوسين في مبنى السفارة بإطلاق النيران على المتظاهرين، إذا ما قاموا بمهاجمتهم. ليبرمان أضاف في تصريحات لوسائل الإعلام العبرية أمس«حياة الحراس كانت في خطر، فأمامك جماهير غاضبة تنقض بكل قوة على السفارة وتلقي بزجاجات المولوتوف، التعليمات كانت واضحة لرجال السفارة بإطلاق النيران على المتظاهرين، فقلنا للحراس أنتم تدافعون عن حياتكم».
مضيفا أن «الإتصالات مع مصر لم تكن بالبسيطة خاصة أنها لم تكن فعالة وسريعة كما كان في الأيام الجيدة بيننا، وأعتقد أن الضغط الأمريكي كان فعالا جدا حسب وصفه».
مختتما تصريحاته بقوله«نحن نريد الحفاظ على السلام مع مصر لكن ما حدث مع السفارة ليس حدثا يمكن المرور عليه مر الكرام ولا يمكن إعادة الدبلوماسيين بدون تأمين كامل لهم وحمايتهم من التهديدات، لهذا نحن ننتظر ما ستفعله السلطات المصرية فالكرة في ملعبهم، لا أعتقد أن هناك خطرا على إتفاقية السلام فالأمر مصلحة مصرية بشكل ليس أقل من إسرائيل، اذا ما فتحت السفارة من جديد لابد من وعود وإلتزامات واضحة وترتيبات أمنية أكثر مما كان في الماضي».
من جانبه أشاد بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء أمس الاول بما أسماه الأصوات المصرية التي هاجمت إقتحام السفارة، مخاطبا المتظاهرين المصريين بقوله «ممزقوا الأعلام ليس لهم شأن بالقضايا الخاصة إنهم ينكرون كل من السلام ودولة إسرائيل، إنني سعيد أن هناك أصوات في مصر وبحكومتها يريدون التقدم في عملية السلام والاستمرار بها، إننا نبحث مع القاهرة إعادة سفيرنا هناك هو والطاقم الدبلوماسي».
مضيفا «نحن نعيش عقدا من الإرهاب المزروع بالشرق والغرب ويهدد الجميع، الحرب ضد الإرهاب والإسلام الإصولي ما زالت في أشدها ولم تنتهي، ونحن جميعا ملزمون بتجميع القوى، لكل الدول وخاصة الدول الديمقراطية الراغبة في الحياة».
يوفال شطاينتس وزير المالية الإسرائيلي شن هجوما على المنظومة التعليمية المصرية موضحا في تصريحات للإذاعة العسكرية أن هناك حالة من التحريض الدائم ضد تل أبيب وضد اليهود قائلا «إتفاقية السلام مع مصر والحفاظ على الاستقرار هما مصلحة عليا للقاهرة وتل أبيب لكن لابد من إحداث تغيير جوهري في هذا الموضوع بمجرد تحسن العلاقات بين الجانبين».
بنيامين بن اليعازر عضو الكنيست والصديق المقرب لمبارك قال لمعاريف «ما حدث في القاهرة هو معجزة إذا ما كان الحدث إنتهى بإصابة الحراس لكنا الأن هناك وضع مختلف، لكنني أذكر الجميع أن مصر هي أحد الدول الأكثر أهمية لنا من الناحية الإستراتيجية في الشرق الاوسط، فنحن ملزمون بفتح حوار مع القيادة المصرية، ليس عندنا رغبة في التعامل بانفعال كما فعلنا مع أنقرة».
بن اليعازر أضاف أن ما حدث هو أنه خلال الشهور الأخيرة ظهر عنصر جديد لم نأخذه في الإعتبار من قبل وهو الجماهير المصرية، هذا في الوقت الذي نعاني فيه بتل أبيب من تدهور سياسي لم يكن هناك مثله من قبل حيث ينظر العالم لنا على أننا محتلين لشعب أخر.
فخلال الحكومة السابقة خضنا حربين أما الآن فالعالم ينظر لنا نظرة أخرى مختلفة، لهذا علينا أن نبذل كل جهد للحفاظ على السلام مع القاهرة، فلدينا واجب بعدم إعطاء أي مبررات للمصريين للدخول في حرب معنا وتحويل مصر لقوة تشن حرب ضدنا.
وردا على سؤال لمعاريف عن إحتمال إلغاء إتفاقية السلام إذا ما وصلوا للحكم قال بن اليعازر«كل شئ ممكن ولا توجد ضمانات أن هذا لن يحدث، لكن ما الحل هل نشن حربا على المصريين، حتى الآن لا توجد قيادة في مصر وهي على وشك الدخول في إنتخابات مضيفا، فما زلت أشتاق واحن لمبارك فكل من لديه عينين يحترم هذا القائد الذي ما زال بالنسبة لي القائد الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، لقد حافظ على السلام والإستقرار 30 عاما الآن».
صحيفة معاريف أجرت لقاء مع رئيس طاقم الحراسة بسفارة القاهرة والذي كان محاصرا مع زملائه ال 5 الأخرين قال فيها: بمشيئة الرب عدت إلى إسرائيل أنا وزملائي سعدا أننا هنا، ولفتت الصحيفة إلى أن قوات الكوماندوز المصرية التي قامت بإنقاذ الحراس قاموا بإلباسهم جلاليب وكوفيات وقاموا بإنقاذهم.
بينما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس أن جهاز الموساد الإسرائيلي أوصى قبل قرابة 4 شهور بإخلاء السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وإعادة الدبلوماسيين لكن المسئولين في وزارة الخارجية عارضوا ذلك مضيفة أنه دار نقاش في إسرائيل عشية ذكرى النكبة حول إخلاء الدبلوماسيين الإسرائيليين من مصر، وقال رافي باراك مدير عام الخارجية اعتراضا على ذلك خلال النقاش «لن نطوي الرايات»، كذلك عبرت إدارة وزارة الخارجية الإسرائيلية عن تخوف من أنه في حال إخلاء السفارة، فإنه ستكون هناك سابقة ستخدم معارضي السلام مع إسرائيل.