سعت إسرائيل إلى تجاوز أزمة هجوم المتظاهرين على مقر السفارة الإسرائيلية في مصر، من خلال محاولة مسئولين إسرائيليين التخفيف من حدة التوتر مع مصر حرصًا على الحفاظ على معاهدة السلام التي ظلت صامدة منذ التوقيع عليها في عام 1979، عبر التشديد على الأهمية الإستراتيجية للاتفاقية، والإشارة إلى إجراء اتصالات مع المسئولين المصريين من أجل إعادة السفير الإسرائيلي، بعد يوم من استدعاء السفير يتسحاق ليفانون يرافقه نحو 80 دبلومسيًا وأفراد عائلات الموظفين بالسفار وفي هذا الإطار، كشف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أنه كانت هناك تعليمات للحراس الذين تمت محاصرتهم داخل مقر السفارة الإسرائيلية بإطلاق النار على المتظاهرين المصريين إذا ما قاموا بمهاجمتهم في أعقاب اقتحامها ليل الجمعة، إلا أن الكوماندوز المصريين تدخلوا في اللحظات الأخيرة لإنقاذهم. ووصف ليبرمان المعروف بتطرفه والذي دعا في السابق إلى ضرب السد العالي بقنبلة نووية الغضب الشعبي في مصر تجاه إسرائيل بأنه هجوم على معاهدة السلام المبرمة بين الجانبين منذ عام 1979. بدوره، وصف بنيامين بن إليعازر الوزير الإسرائيلي السابق، وعضو الكنيست والصديق المقرب من الرئيس السابق حسني مبارك إنقاذ الحراس الإسرائيليين بالمعجزة. وأضاف في تصريحات لصحيفة "معاريف"، إن "ما حدث في القاهرة هو معجزة إذا ما كان الحدث انتهى بإصابة الحراس لكنا الآن في وضع مختلف. الحديث يدور عن واقعة خطيرة لكنني أذكر الجميع ان مصر هي إحد الدول الاكثر أهمية لنا من الناحية الإستراتيجية في الشرق الاوسط. نحن ملزمون بفتح حوار مع القيادة المصرية، ليس عندنا ترف التعامل بانفعال كما فعلنا مع أنقرة". وأردف قائلاً: "ما حدث هو أنه في خلال الشهور الأخيرة ظهر عنصر جديد لم نأخذه في الاعتبار من قبل وهو الجماهير المصرية، مؤكدا أنه "لدينا واجب بعدم إعطاء أي مبررات للمصريين للدخول في حرب معنا وتحويل مصر لقوة تشن حرب ضدنا".