فى الغرفة (207) فى مستشفى القبة العسكرى يرقد مجندان من ضحايا حادثة رفح الإرهابية التى راح ضحيتها 16مجندا، وإصابة 7 آخرين، بعد أن أصبح الدم هو لغة الحدود، يسترجع المجندان لحظات الدم والنار فى تلك الليلة، وهما لا يصدقان أنهما نجيا من الموت. محمد فرج الله، 21 سنة، مصاب بطلق نارى فى القدم، روى الأحداث التى لم تستغرق سوى سبع دقائق -حسبما قال- مضيفا أنهم فى أثناء أذان المغرب، و«لسه بنرفع الكوباية فوجئنا بسيارة تدخل قاعدة الدوريات المجاورة لقرية الماسورة بشمال سيناء بمنطقة رفح ونزل منها نحو 30 ملثما، وقالوا هجوم وقتلوا زمايلى فى سبع دقائق، واقتحموا الوحدة وسرقوا الأسلحة والذخيرة». المجند المصاب وصف الإرهابيين بقوله «كانوا يرتدون أفارول مموه، والسيارة كانت (لاند كروز) بنية قادمة من اتجاه طابا الأقرب إلى إسرائيل، والأسلحة آلية متطورة». محمد فرج الله، يتذكر زملاءه الذين استشهدوا وهو يذرف الدموع «الشهداء كانت أحلامهم بسيطة وأمانيهم أبسط، منهم من كان ينتظر الإجازة ليتزوج فى العيد، وآخر لرؤية ابنه حديث الولادة، والثالث يستقبل والده ووالدته بعد رجوعهما من العمرة». وعند السؤال على قائد الكتيبة رد قائلا «سابنا وراح يفطر فى قيادة السرية» لأن أكلنا غير أكلهم، إحنا يوم الحادثة كنا بنفطر لحمة ورز وفاصوليا، والكتيبة جميعها اتجمعت وقت الإفطار ما عدا اثنان ظلا على الخدمة»، نافيا اختطاف مدرعتين، مؤكدا امتلاكهم مدرعة واحدة تم اختطافها دون أى عسكرى، وإنما تولى قيادتها أحد الملثمين إلى معبر كرم أبو سالم على حدود إسرائيل. وعن زيارة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية له، قال «الرئيس اطمأن على حالتنا وأعطى لكل مصاب شيكولاتة وكارتا عليه اسمه»، واستطرد كلامه «لا الرئيس ولا غيره هيعمل لنا حاجة ولا هيعوضنا عن أى إصابة». ضحية آخر للحادثة مصاب برصاصتين فى قدمه، روى لحظات الحادثة بقوله «فوجئنا بملثمين نازلين من سيارة وبيقولولنا كله يثبت مكانه.. كله يقف، أنا جريت وضربونى برصاصتين فى رجلى وقعت على الأرض وعملت نفسى ميت»، مضيفا أنه سمع الملثمين وهو مرمى على الأرض يقولون «صفوا العساكر.. موتوهم كلهم.. وعدوا لى الناس الميتة وأعيدوا الضرب عليهم تانى»، مضيفا «ضربوا كل عسكرى ضربتين أو ثلاثة.. ولما أخدوا المدرعة كان عليها سلاح متعدد وذخيرة، وعمروا السلاح وضربونا مرة ثالثة بالسلاح المتعدد للمدرعة بتاعتنا، ضربوا كل واحد حوالى أربع طلقات علشان يتأكدوا أننا متنا.. وكانوا يرددون الله أكبر الله أكبر». ضحية الحادثة قال «ربما يكون منفذو العملية من غزة، لأن لهجتهم تقترب منها حيث كنت أتكلم مع بعضهم على الحدود»، ثم سكت للحظات متذكرا الحادثة، وقال «العساكر اللى ماتوا كان فى اثنين منهم زمايلى.. واحد اسمه محمد بغدادى لسه فاسخ خطوبته ونفسيته كانت تعبانة جدا وكان عنده السكر وكان بيتمنى يرجع لخطيبته.. والتانى اسمه وليد ممدوح زكريا كنا قاعدين قبل الفطار بخمس دقايق عمال بيصلى ويضحك وكان بيتكلم كلام غريب كان بيقولى هسيبك النهاردة لوحدك وهمشى.. فقلت له تمشى فين.. قالى ماعرفش بس هسيبك.. وأهو فعلا سابنى»، وأضاف «بعد مرور نصف ساعة اختفى الملثمون وفوجئت بالعرب يساعدوننا ويسعفون العساكر وتبرعوا لنا بدمائهم». وعن زيارة رئيس الجمهورية، رد قائلا «الرئيس والمشير زارونا، الرئيس ماقالش حاجة إدانا شيكولاتة، وكارت مكتوب عليه اسم المصاب وإمضاء محمد مرسى مع تمنيات بالشفاء العاجل… بس المشير قال لنا: حقكم هيرجع ومش هنسيب دمكم يروح هدر»، مستكملا «أن كروت الرئيس أخذتها إدارة المستشفى بعد زيارة صحفى جريدة التحرير لنا حتى لا يراها أحد». يذكر أن هناك مصابين فى حالة خطيرة بغرفة (205) وهما المصاب أحمد فتحى بطلق فى القلب وطلقتين فى الرجل، والآخر مجند يدعى إبراهيم سعيد مصاب بطلق فى القلب والصدر والرجل».