الدخان الذى انبعث فى مدينة السلام من شقة الأرملة حنان، لم يكن فقط احتراقا لمحتويات شقتها، وإنما كان أيضا تعبيرا تجلى فى أشد درجات سواده عن الحقد الدفين الذى عشش فى صدر أختها ميادة، وقادتها نار غيرتها إلى ارتكاب جريمة، «ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا». رائحة الدخان الكثيف انبعثت من داخل شقة حنان.م، 46 سنة، أرملة وربة منزل، مقيمة بمفردها بعد وفاة زوجها، سكان العقار تدافعوا طرقا على أبواب الشقة، وعندما لم يجدوا ردا، كسروا الباب، واقتحموا الشقة التى كانت قطعة من جهنم، نفخ فى روحها إبليس بغضا وكرها، النيران كانت تلتهم المطبخ الذى أكلت فيه الأخت الصغرى طعاما من يد أختها التى ربتها، الصالة تحترق بعد أن شهدت صباهما وسنوات عمرهما البريئة، كانت فيها الصغرى تجلس لتشاهد التلفيزيون بينما الأخت الكبيرة تحضر لها الطعام، الصغيرة ميادة، 30 سنة، أنهت كل هذه المشاعر بعد أن اتفقت مع صديقها إمام، 32 سنة، عاطل، سبق اتهامه فى ست قضايا، على قتل أختها التى أنفقت سنوات شبابها على تربيتها، زارتها صباحا وأضمرت قتلها ليلا غيلة، فتحت لها الأخت، دخلت، وغافلتها، ونظرت نحو باب الشقة، خلفه يقبع الشيطان، فتحت له، دلف بسكينه القاطع، وسدد للضحية طعنة نافذة، بينما تتابع الأخت الصغيرة التفاصيل الأخيرة لرواية قابيل وهابيل مكررة، المال الذى ورثته القتيلة عن زوجها والبالغ قدره 18 ألف جنيه حرك غريزة القاتلة وصديقها إلى غرفة النوم، فتحت القاتلة الدولاب وسلبت المبلغ، ثم غمزت لصديقها، أن افعل، فتوجه فورا إلى المطبخ وأشعل النيران، لإخفاء معالم الجريمة، لتبدو الضحية كأنها نسيت موقد الغاز مشتعلا، لكن العدل الإلهى وتدخل السكان فى الوقت المناسب أحبط حبائل الشيطان، وقام الأهالى بالسيطرة على النيران ليكتشفوا جثة الأخت غارقة فى دمائها. رجال البحث الجنائى انتقلوا إلى مكان الحادثة أمس، وبعد المعاينة تبين عدم وجود آثار كسر بالنوافذ مما يدل على دخول الجانى من الباب، ومعرفته بالمجنى عليها، كما أكد الشهود عدم سماعهم أى أصوات استغاثة صادرة من المجنى عليها، فأخطر اللواء أسامة الصغير مدير مباحث القاهرة، الذى أمر بتشكيل فريق من رجال البحث الجنائى أسفرت تحرياته أن وراء الحادثة شقيقتها الصغرى، التى شوهدت تخرج من منزلها قبل اكتشاف الجريمة، تم ضبطها، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الجريمة بمساعدة صديقها، وقيامهما بتقسيم المبلغ بينهما.