«هبة الله شعبان».. طفلة في الحادية عشر من عمرها، نشأت في أسرة بسيط بمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد، وظلت تعيش حياة تقليدية حتى بلوغها الصف الأول الابتدائي، وبالتحديد حينما لاحظت والدتها، بعد عودتة هبة الله من المدرسة، ظهور بقع حمراء على جسد ابنتها، وإحمرار عينيها، وارتفاع درجة حرارتها، وحين ذهبت لمستشفى الخارجة العام ، أخبروها أنها حمى عادية. وسرعان ما بدأت تزداد تلك البقع، وواصلت درجة حرارتها في الارتفاع، فلم تجد مفرًا سوى أن تذهب بها إلى لطبيب بمحافظة أسيوط، لكنه لم يستطيع تشخيص المرض، ورغم أن حرارتها انخفضت، إلا أن عينيها، لازالت تغمرها الحمرة دون أن يعرف أي طبيب الأسباب التي أودت بها إلى هذا الحد. وقالت صابرين، ربة منزل ووالدة الطفلة "هبة" : "ابنتي ذهبت إلى المدرسة لمدة شهر واحد، وكانت في الصف الأول الابتدائي، وحين عودتها وجدت جفون عينيها حمراء، وكان عمرها 6 سنوات فى ذلك الحين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبنهاية اليوم كان ينزف وجها، وذهبت بها إلى أسيوط، وقال لي الدكتور إنه ميكروب، وأعطاني علاج لم يأت بنتيجة، وذهبت إلى مستشفى الحميات بالخارجة، وقالوا لى إن هذا المرض نادر وغير معروف، ولم يستطع أحد أن يشخص حالة ابنتي". وتابعت "ذهبنا إلى طبيب بأسيوط أعطانا قطرة للعين وكأنها مياه نار، كل ما أضعها في عين ابنتى هبه كانت تصرخ من شدة الألم"، معقبة "قولت للدكتور إن ابنتى تعبانة من القطرة يقول لي ضعيها فى عينيها، إلى أن فوجئت بعدها بابنتي تقول لي أنا مش شايفة حاجة ياماما، وذهبت بها إلى طبيب آخر فى أسيوط ليقول لى ان الطبيب السابق دمر عين ابنتك وكان سببًا في فقدان بصرها". وأضافت صابرين وهى تبكي "كانت من أقسى الأوقات على قلبي عندما وجدت ابنتى لا تراني، وحاولنا مرارًا وتكرارًا أن نجد لها علاج ولفينا مستشفيات مصر كلها خلال السنوات الماضية، إلى أن علم اللواء طارق المهدى محافظ الوادي الجديد السابق، بحالة ابنتي وحولنا على مستشفى القوات المسلحة، وقال لنا أن البنت تحتاج عملية دقيقة في العين، تكلف مليون جنيهًا لعملها خارج مصر، ووالدها يعمل حارس آثار بسيط ولا نستطيع جمع ذلك المبلغ". وتابعت الطفلة "هبه الله":"بروح المدرسة لحد دلوقتي بس بسمع زمايلي بيعيروني، والمدرسين بيقولولى أنتي عميا، وأنا فعلًا مش شايفة أي حاجة من على الصبورة ". وأضاف "شعبان مسلم" والد الطفلة والدموع في عينيه: "نناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يهتم بحالة ابنتي لأن نفسي ترجع تشوف نور الدنيا تاني، وتشوف أخوتها، وترجع زي الأول ".