أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم، عن استيائه إزاء العنف المسلح في بلاده في حديث عن العنصرية، وذلك بعد أيام على واقعة إطلاق شاب أبيض النار على 9 أمريكيين من أصول إفريقية في كنيسة بساوث كارولاينا، ما أدى إلى مقتلهم جميعا. جاء ذلك خلال مقابلة إذاعية استمرت ساعة على "بودكاست" (تدوين صوتي) على الإنترنت مع الكوميدي مارك مارون سجلت يوم الجمعة، نشرت اليوم الإثنين، بحث خلالها قضيتي العنصرية والسيطرة على مبيعات الأسلحة. غير أن أوباما أظهر صراحة غير معهودة، عندما استخدم خلال حديثه الحرف الدال على كلمة "زنجي" (المحرم استخدامها) ليؤكد رأيه في أن الولاياتالمتحدة حققت تقدما في القضاء على العنصرية، لكن ما زال هناك مزيد من العمل ينبغي القيام به. وقال إن "العنصرية، لم يتم شفاؤنا منها ". وأضاف: "إنها ليست مجرد مسألة أن لا تكون مهذبا لتقول كلمة نيجر (زنجي) في الأماكن العامة. هذا ليس مقياسا لمدى تواجد العنصرية أو لا. إنها ليست مجرد مسألة التمييز العلني. المجتمعات لا، تمحو تماما بين عشية وضحاها، كل ما حدث قبل 200-300 عاما". وتابع "إرث العبودية والتمييز في أوجه حياتنا لا يزال قائما، ولكل ذلك آثار دائمة تلازمنا، ونتوارثها". وأشار إلى التقدم الذي تم إحرازه على مستوى العلاقات بين السود والبيض، مستشهدا بتجربته الشخصية بصفته ولد لأم بيضاء وأب إفريقي أسود. ومضى قائلا: "إنني أقول دائما للشباب على وجه الخصوص، لا تقل إن شيئا لم يتغير في أمريكا، إلا إذا عشت كفرد أسود في الخمسينيات أو الستينيات أو السبعينيات من القرن الماضي. لا جدال في أن العلاقات بين الأعراق تحسنت بشكل كبير خلال حياتي وحياتكم". واعتبر أن من أحلك الأيام في رئاسته حادث إطلاق نار آخر، وهو الحادث الذي شهد قيام رجل عمره 20 عاما بقتل 26 شخصا في مدرسة في كونيتيكت في 14 ديسمبر 2012. وزاد بقوله: "أقول لكم إنه بعد حادث ساندي هوك في نيوتاون، عندما قتل 20 طفلا في السادسة، ولم يفعل الكونجرس شيئا يذكر بكل معنى الكلمة.. نعم.. كان أقرب شيء شعرت به هو الاشمئزاز"، مضيفا: "كنت مصابا تماما بالاشمئزاز". وأثار حادث إطلاق النار في مدينة تشارلستون بولاية نورث كارولاينا، وهو الأسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدة المعاصر، صدمة في البلاد، وأعاد تحريك الجدل بشأن التوتر العنصري وقانون حيازة الأسلحة النارية وحتى العلم الاتحادي. وقد اعترف منفذ الاعتداء على المصلين في الكنيسة، بأن الكراهية ومحاولة إطلاق حرب عنصرية كانتا الدافع وراء إقدامه على الفعل.