مع خامس أيام شهر رمضان المعظم تحول عددٌ من مساجد الإسكندرية الكبرى إلى ساحات لعرض البضائع من قبل الباعة الجائلين، بينما تحولت أخرى إلى مخازن للبضائع، وسط هجر من المصلين بسبب ضوضاء الباعة الجائلين حول تلك المساجد وسيطرتهم عليها من الداخل والخارج. وكيل وزارة الأوقاف ومديرو المناطق بالإسكندرية، غابوا تماما عن المشهد ولم يحركوا ساكنا تجاه الأزمة وتركوا بيوت الله تحت احتلال الباعة الجائلين والمتسولين والشحاتين، في الوقت الذى منعت فيه مديرية أوقاف الإسكندرية صلاة التراويح بمسجد بلال بن رباح ومنعت الشيخ حاتم فريد الواعر من اعتلاء المنبر أو إمامة المصلين في صلاة التراويح. ومن بين أبرز المساجد التي سقطت تحت براثن الباعة الجائلين وبضائعهم، مسجد النبي دانيال أحد أشهر وأعرق مساجد الإسكندرية، الذي يقع بشارع النبي دانيال ويضم ضريحًا من أهم أضرحة الإسكندرية، إذ تحول مدخل المسجد الأثرى إلى مخزن للمانيكان الخاص بمحال الملابس المجاورة له، كما تحولت ساحة الصلاة الكبرى بالخارج إلى جراج للسيارات والموتوسيكلات لأصحاب المحال التجارية بنفس الشارع. وعلى بعد خطوات من مسجد النبي دانيال، يقع مسجد سيدي عبد الرزاق الوفائي، أحد أولياء الله الصالحين، والذي تحول السور الخاص به إلى معرض للملابس الجاهزة، واحتل عشرات الباعة الجائلين مدخل المسجد معرقلين حركة الدخول إليه. وفي منطقة بحري، وداخل ساحة مسجد أبي العباس المرسي، تحولت ساحة المسجد هي الأخرى إلى مجموعة من الكافتيريات والمقاهي الشعبية بينما احتل عدد من أصحاب المراجيح والملاهي الساحة الخلفية للمسجد. أما في منطقة المندرة شرق الإسكندرية، فقد تحول مسجد المندرة المواجه لأحد الفنادق الشهيرة إلى مكان لتخزين الخضروات والفاكهة بعدما سيطر عليه أحد تجار الفاكهة من ناحية وأحد تجار الخضروات من الناحية الأخرى. "التحرير" حاولت التواصل مع الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية للوقوف على المشكلة وطرق حلها إلا أنه لم يرد على هاتفه طوال الوقت.