استقبل ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، مساء أمس الخميس، في مقره الرسمي بقصر كلارنس، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، في ثاني أيام زيارته للعاصمة البريطانية، التي شهدت أيضًا القاءه كلمة في مجلس اللوردات. وأعرب الأمير تشارلز خلال اللقاء، الذي حضره كبير أساقفة كانتربري جستن ويلبي، والسفير المصري ناصر كامل، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر وتقديره له باعتباره أكبر قيادة دينية معتدلة ومؤثرة على المستوى الدولي ونظرًا للمكانة الرفيعة التي يتمتع بها الأزهر لدى المسلمين في شتى أنحاء العالم، مشيدًا بالدور العظيم الذي يلعبه الأزهر في محاربة الفكر المتطرف، وتوضيح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، باعتباره دينًا يدعو للتسامح والسلام. من جانبه، استعرض الدكتور أحمد الطيب خلال اللقاء الدور الذي يقوم به الأزهر في نشر الفكر الوسطي المعتدل في جميع أنحاء العالم، وهو الدور الذي يضطلع به الأزهر منذ نشأته منذ أكثر من ألف عام. واستعرض الإمام الأكبر جهود مؤسسة الأزهر في العمل من أجل إقرار السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى مبادرة بيت العائلة التي يرعاها في مصر باعتبارها مؤسسة جامعة لكافة أطياف الشعب المصري. وناقش الأمير تشارلز مع شيخ الأزهر سبل اتخاذ خطوات عملية لتوعية الشباب والأجيال الجديدة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في كيفية تقبل الآخر والتسامح بين أصحاب الديانات المختلفة. وفي هذا الإطار، أوضح ولي عهد المملكة المتحدة الجهود التي يقوم بها من خلال الجمعيات الخيرية التي يرعاها في محاولات دفع الشباب لتبني الأفكار المعتدلة، وتعليمهم كيفية الاعتزاز بالنفس وبهويتهم.