ترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم السبت، اجتماعًا لمتابعة أعمال مشروع الترميم والصيانة والتطوير لمنطقة آثار عيون موسى، لاستغلالها سياحيًا، وذلك بحضور وزيري الآثار، والسياحة، ومحافظ السويس، ومسئولي الجهات المعنية، بالإضافة إلى استشاري المشروع. وأكد محلب، خلال الاجتماع، أن منطقة عيون موسى منطقة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وتمتاز بالقرب من القاهرة، ولكنها في ذات الوقت تحتاج إلى توفير خدمات بها على مستوى راقٍ، مشيرًا إلى الزيارة التي سبق وأن قام بها إلى المنطقة خلال شهر نوفمبر الماضي، أثناء تفقده أعمال تنفيذ ازدواج طريق النفق –عيون موسى، والتي لاحظ خلالها وجود إهمال بالمنطقة، فأجرى اتصالين بكل من وزيري السياحة والآثار، وكلفهما بتطوير هذه المنطقة، خاصة أن هناك عددًا من السائحين يحرصون على زيارتها. وشدد محلب، على ضرورة العمل على تعظيم قيمة هذا الأثر المهم، وإعداد «كتالوج» به نبذة عن تاريخه، فضلًا عن أهمية توفير مواقع به لعرض المشغولات البدوية والحرف التقليدية، مع الاهتمام بالتسويق والدعاية للمنطقة، وعمل الصيانة اللازمة للآبار وتنظيفها، ووجه بطرح المنطقة للاستثمار السياحي، والاهتمام بتنسيق الموقع والبدء في أعمال التطوير على الفور. من جانبه، قال الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار، إن منطقة عيون موسى من أهم المواقع الأثرية والتاريخية التي تتوافر بها جميع المقومات لتصبح مزارًا سياحيًا، حيث يتواجد بها عدد من الآبار وعيون المياه، والتي يصل عددها إلى 12 بئر مياه، ما بين العذوبة والملوحة، مشيرًا إلى الانتهاء من جميع أعمال الصيانة والترميم بالموقع منتصف يونيو الجاري. وأشار الوزير إلى أن الكثيرين يربطون بين هذه المنطقة الأثرية وآبارها وبين رحلة خروج بني إسرائيل، ولذلك سميت بعيون موسى، كما أشار إلى أنه وجدت علاقة بين هذه الآبار وما جاء ذكره بالعهدين القديم والحديث والقرآن الكريم. وأضاف أن هذا المكان زاره عدد من الرحالة، وذكروا ذلك ووضحوا أن المكان به عيون مائية، وقد أسموها «واحة مرة» وكان ذلك في القرن الثالث الميلادي، منوهًا إلى أنه بمرور الزمان ردمت الرمال هذه العيون وبقيت الأشجار، وأنه خلال الفترة من 1967 حتى 1973، وأثناء وقوع سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلي، تم استخدام هذه الواحة كموقع عسكري مهم، وترتب على ذلك حدوث أضرار بالغة بالمنشآت الأثرية، إلا أنه بعد تحرير سيناء قامت هيئة الآثار المصرية بعمل أول حفائر علمية في هذا الموقع وحتى هذا الوقت، وأسفرت نتائج هذه الحفائر عن الكشف عن مصنع كامل لعمل الفخار يتكون من منطقة الأفران ومصنع دق وتشكيل الأواني الفخارية المختلفة الأحجام والأشكال والمتعددة الأغراض وهو مبني من الدبش «الكوركات»، وتم الكشف عن مبان بالطوب اللبن للإعاشة للعمال، وكذلك الكشف عن مقبرة جماعية كبيرة الحجم. وقد تم استخدام هذا المصنع في العصر الروماني المتأخر واستمر حتى العصر الإسلامي. وأوضح خالد رامي وزير السياحة، أن الاهتمام بالمنطقة وتطويرها سيسهمان في زيادة أعداد السائحين بالمنطقة، مشيرًا إلى أن أعمال التطوير ستراعي الحفاظ على بيئة الموقع وعدم التدخل في الأثر نفسه بأي أساليب لا تتفق مع طبيعته. وشدد استشارى المشروع، على أنه سيتم توفير كل الخدمات اللازمة للسائحين من مطاعم وكافيتريات و18 بازارًا سياحيًا، كما سيتم إنشاء مركز للزائرين لإمدادهم بالمعلومات السياحية بحيث يراعي إنشاؤه التناغم مع البيئة الطبيعية للمكان باستخدام الأحجار والأخشاب، كما ستطرح العديد من الأنشطة السياحية الأخرى من خلال مناقصات على المستثمرين بما يؤكد استدامة المشروع وتطويره المستمر.